رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الشرطة فين!!؟

محمد صاحب السيارة
محمد صاحب السيارة المسروقة

زادت سطوة المجرمين هناك إلى أبعد الحدود لتصل الى مرتبة عصابات مافيا الإيطالية فى أوج مجدها، فالأجهزة الأمنية لا تطأ تلك البؤر إلا فيما ندر وعلى استحياء وبعد إحداث ضجيج هائل يسمح للمطلوبين ان ينجوا بأنفسهم ويعاودوا نشاطهم مرة اخرى.

اتخذوا من القليوبية أوكاراً لهم وبالتحديد فى قرى كوم السمن والجعافرة وقشيش وأبو الغيط وهى أماكن مشهورة لمن يبحثون عن الكيف بمشتقاته من مخدر الحشيش أو البودرة وانضمت لهم مؤخرا فئة جديدة من مالكى السيارات المسروقة.. حيث أصبح معظم لصوص السيارات وقاطعى الطريق يذهبون بحصيلتهم من الغنائم الى هذه الأماكن التى باتت ملاذاً آمناً يعرضون فيها بضاعتهم الحرام على الملأ.
الطبيعة الوعرة كان لها السبب الأكبر فى تحول هذه الأماكن لبؤر إجرامية شديدة الخطورة وصعبة المنال على رجال الأمن فالاشجار الكثيفة تحيط بهذه القرى لمسافات شاسعة تجعل من الهروب طريقاً ناجحاً.
اقتحمت «الوفد» ذلك العالم الإجرامى.. وشهدت واقعتين لسرقة السيارات  والتفاوض حولهما.. تجمع بين المجنى عليهم صلة صداقة والانتماء إلى نفس القرية بمحافظة سوهاج.
الواقعة الأولى كانت على طريق سرياقوس وقبل كمين تابع لمركز الخانكة بحوالى كيلومتر دقت الساعة العاشرة مساء توقفت سيارة ملاكى أمام مطب اصطناعى يطلق عليه الأهالى «مطب حسيب» لتسد الطريق ويترجل منها ثلاثة ملثمين يشهرون السلاح الآلى فى وجه الضحية (وليد.ع) يقود سيارته النصف نقل.. أمروه بالنزول فاستجاب بسرعة.. طلبوا هاتفه المحمول حتى يتم التفاوض على السيارة وفى لحظات انطلقت السيارتان وغابت عن الأنظار في طريق «فتحة يمن».
أسرع الضحية نحو الكمين وطلب من الضابط المسئول أن يطارد المجرمين  ولكنه رفض بحجة بأنه لا يستطيع أن يترك الكمين.
امتص مرارة غضبه وذهب الى القسم وحرر محضراً بالواقعة وأخبره معاون المباحث أنه سيتم عمل خاصية التتبع لتليفونه خلال 24 ساعة بعد الحصول على إذن النيابة. 
وفى الصباح تلقى اتصالاً تليفونياً من سارقى السيارة طلبوا 40 ألفاً فدية وبعد مفاوضات تم تخفيض المبلغ إلى 25 ألف جنيه، وهنا حان دور الوسيط ليضمن نجاح المهمة.
وانطلقوا على الفور، وعندما وصلوا كان فى انتظارهم مع أحد الأشخاص سيقوم بتوصيل المال إلى كوم السمن والعودة بالسيارة.. بعد انتظار ساعات طويلة بدأت الأمور تتضح وأغلق الرجل هاتفه وذهبت الفدية إلى غير رجعة حيث تم النصب على الوسيط الذى ظن أنه يسيطر على الأحداث بمجرد صداقته لأحد المجرمين من كوم السمن.
لم يكن هناك مفر من تجهيز مبلغ آخر والبحث عن وسيط يكون له نفوذ أقوى وهو ما تجسد فى شخصية «عيد». مع حلول المساء كان الجميع فى سرياقوس عند منزل عيد الذى تسلم المال ثم غادر إلى كوم السمن وعاد كالمنتصرين وابتسامة عريضة تكلل وجهه وبصحبته السيارة المسروقة.
وتكرر المشهد مع (محمد. ا) الذي كان قادما من مدينة 6 اكتوبر وفوجئ بسيارة تقطع عليه

الطريق وأجبرته على التوقف.. ترجل منها 3 ملثمين يشهرون أسلحتهم الآلية فى وجهه.
فى صباح اليوم التالى ذهب محمد إلى المرج ليبدأ رحلة استرجاع سيارته كما رجعت سيارة وليد اتصل  بـ «عيد» وأخبره بأنه يحتاجه فى مهمة أخرى وروى له تفاصيل ومكان واقعة قطع الطريق عليه.. طلب منه عيد الانتظار حتى المساء.
مرت الساعات بطيئة والجميع فى انتظار المكالمة التليفونية حتى رن هاتف محمد بمكالمة قادمة من «عيد» يخبره بالقدوم إليه ومعه المال المطلوب.
وقدم محمد  كيساً أسود به المبلغ الى عيد الذى  تناوله بلا مبالاة ونهض قائلا سأذهب لإحضار السيارة واشربوا الشاى حتى أعود.
وسأل محمد مين دول قال: شويه عيال بتشم بودرة وبيطلعوا يسرقوا العربيات علشان يدفعوا تمن كيفهم سألته يعنى بيشتغلوا لحساب حد قال: أصحاب دولايب البودرة بيسلموهم السلاح وعلى كل آلى ألف جنيه وبعد ما يرجعوا بعربية يسلموها لصاحب الدولاب ويشتريها منهم ويخصم إيجار السلاح ويديهم بالباقى الكيف بتاعهم سألته يعنى اللى بيسرقوا مش هما اللى بياخدوا الفدية ضحك وقال: لا طبعا المعلمين الكبار هما بياخدوا الفلوس ومش أى حد يعرف يتعامل معاهم، عيد يعرفهم منذ فترة ولو فيه حد يهمنا أمره اتسرق بيروح لهم ويدفع الفدية ويرجع العربية فى أمان.
سألته باندهاش والشرطة فين من اللى بيحصل نظر لى باستهجان قائلا: الشرطة عارفة كل حاجة بس مبتعرفش تخش الأماكن دى ولو جت حملة كله بيستخبى وسط الجناين ولهم عيون كتير على الطريق وفى كل حته بيشموا الخبر من بدرى، ثم أضاف قائلا: إحنا زهقنا، هممنا بالانصراف التفت عيد الينا وقال أنتم حظكم كويس العربية ماكانتش راجعة النهاردة لأن الجدول مزحوم قوى عندهم وفيه تسليم عربيات كتير النهاردة بس انا حاولت معاهم للآخر، ابتسمنا جميعا وقولت فى سرى حظنا حلو علشان نعرف واحد زيك يرجع المسروق ولو فى كوم السمن.