رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الضحية تحولت إلى متهمة!

المتهمة بعد القبض
المتهمة بعد القبض عليها

ما أبشع الشعور بالظلم عندما تتحول المجني عليها إلي متهمة تواجه عقوبة السجن علي ذنب لم تقترفه، وعندما تلجأ للقانون يدير لها ظهره ولا ينصفها.

دفعتها الظروف قسراً إلي الوقوف أمام العدالة في قضية تبديد إيصال أمانة من بين 4 إيصالات وقعت عليها بالإكراه وتحت قوة السلاح والتهديد بالاغتصاب ولم يكتف الجاني بذلك بل استولي علي مصوغاتها الذهبية.
«ياسمين حلمي» متزوجة ولديها طفلان «مريم» و«مروان» تحولت إلي متهمة، وفي طريقها أن تصبح سجينة تحمل رقماً ككل صاحبات السوابق والمجرمات.
بدأت تروي لـ «الوفد» قصتها والابتسامة لا تفارقها رغم أن تفاصيلها حبلي بالتراجيديا ربما بسبب المعاناة التي عاشتها طوال ثلاث سنوات لم تجد مفراً من إفساح المجال لابتسامة حتي لا تموت كمداً وتكون لها سند في مواصلة رحلتها من أجل الدفاع عن نفسها.
استرجعت ذكرياتها وبدأت في سرد وقائع محنتها، وقالت: عندما كانت تجلس في محل البقالة الذي استأجرته لتساعد زوجها في نفقات المعيشة سمعت صوت «سارينة» الشرطة في شارعهم، دفعها الفضول للخروج ومعرفة ما يحدث، شاهدت الشرطة تقتاد ابن الجيران «عمرو» وعلمت بعدها أنه متهم بسرقة محل للإنترنت في نفس الشارع، بعد مرور يومين فوجئت باستدعائها للشهادة في واقعة السرقة، دارت في رأسها الأسئلة لماذا تستدعيني الشرطة وأنا لم أشاهد شيئاً؟.. تناقشت مع زوجها ونصحها بالذهاب والاستعلام عن الأمر، ثم حسمت أمرها وقررت الذهاب وتوجهت إلي قسم الشرطة وعند وصولها علمت أن صاحب محل الإنترنت المسروق «حازم» هو الذي طلبها للشهادة.
تم فتح المحضر وأخذت شهادتها في قسم الشرطة ثم النيابة، قالت: إنها لم تر شيئاً وليست لديها معلومات عن الواقعة، وبناء علي شهادتها تم إخلاء سبيل «عمرو» ومنذ تلك اللحظة بدأت معاناتها وهي لا تدري أن قولها الحقيقة التي أقسمت عليها اليمين ستحولها إلي ضحية ثم متهمة.
جن جنون «حازم» بعد علمه بإخلاء سبيل المتهم ولم يجد أمامه سواها لينتقم منها، رسم خطته الشيطانية، انتظر حتي المساء، وهي عائدة من محلها اقتربت الساعة من الثامنة والنصف مساء، عندما رآها في الشارع قام بمحاصرتها يرافقه شقيقه واثنان من أقاربه أشهروا الأسلحة البيضاء في وجهها، أمرها بالذهاب معهم بهدوء وإلا ستجد المطواة طريقها إلي وجهها وجسدها،

نظرت حولها تستنجد بالمارة ولكن الجميع آثروا السلامة علي حساب الشهامة والمروءة، انصاعت لهم وفرائصها ترتعد من الخوف ثم اصطحبوها إلي شقة خالته.
قاموا بضربها وأجبروها علي توقيع 4 إيصالات أمانة تحت تهديد السلاح تارة، أو بالاغتصاب تارة أخري، ثم طلبوا منها الاتصال بزوجها وإخباره بأنها تريد منه إحضار مصوغاتها وحددت معه مكان اللقاء، خرج «حازم» ومعه أقاربه وتركوها في حراسة أحدهم، بعد مرور ساعة عادوا برفقة الزوج ومعه المصوغات ويبدو عليه علامات ضرب مبرح من آثار مقاومته لهم، بعد أن انتهت المهمة أمروهم بالانصراف وعدم إبلاغ الشرطة وهددوهم بقتل طفليهما.
عاد الزوجان إلي شقتهما والخوف يسكن قلوبهما وقررا الذهاب إلي الشرطة والنيابة وأبلغا قسم شرطة البساتين بما حدث لهما، وبعد مرور أيام اكتشفت أن المحضر تم حفظه ولم يجب أحد عن أسئلتها عن أسباب حفظ شكواها.
ولم يكن أمامها سوي تقديم شكوي إلي وزارة الداخلية ضد ضابط المباحث بقسم البساتين الذي تعمد تحريف التحريات النهائية حول الواقعة - علي حد زعمها - مما أدي لحفظ المحضر وضياع حقها رغم أن الضابط نفسه قام بالتحريات المبدئية التي أكدت صحة الواقعة، كما روتها في المحضر.
وما زال الجاني يحاصرها، ليجبرها علي التنازل عن المحضر وقام بتهديد والدة زوجها التي قامت بطردها من المنزل بحجة أنها أساءت لسمعة العائلة بل ووصل به الأمر أن جعل شقيق زوجها يقيم ضدها دعوي قضائية بأحد إيصالات الأمانة التي وقعت عليها تحت تهديد السلاح.