عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضابط‮ ‬يدفع فدية تحت تهديد السلاح الآلي


"‬الو‮ ... ‬أيوة انا خطفت بنتك وسرقت عربيتك‮ ...‬لو عايز بنتك ترجع ادفع‮ ‬40‮ ‬ألف جنيه‮... ‬ولو بلغت الشرطة هنقتلها‮".. ‬بهذه الكلمات الصادمة التي‮ ‬وقعت كالصاعقة استقبل شعبان محمد متولي‮ ‬صاحب ورشة صباغة مكالمة علي‮ ‬هاتفه‮. ‬

البداية عندما استوقف الأب سيارته أمام مساكن‮ ‬أبو السعود بمنطقة مصر القديمة بناء علي‮ ‬طلب ابنته‮ "‬رحمة‮ " ‬التي‮ ‬طلبت منه بعض الحلو،‮ ‬نزل من سيارته تاركا ابنته بمفردها بالسيارة وتوجه إلي‮ ‬السوبر ماركت لشراء ما تشتهيه ابنته،‮ ‬وأثناء عودة الأب إلي‮ ‬سيارته حاملا أكياسا بها مشروبات وفاكهة وبعض المتطلبات الاخري‮ ‬للمنزل،‮ ‬لتقع كل الأكياس ارضا بعد ان انتابت الأب صدمة عارمة لاختفاء السيارة،‮ ‬وبها ابنته من مكانها‮ ‬،‮ ‬حاول ان‮ ‬يبحث عنها كالمجنون حول المنطقة وينادي‮ ‬باسم ابنته‮ "‬رحمة‮.. ‬رحمة‮" ‬في‮ ‬كل الاتجاهات ولكن دون مجيب لندائه،‮ ‬حاول ان‮ ‬يسأل المارة عن مواصفات ابنته،‮ ‬لا‮ ‬يفكر في‮ ‬خسارة السيارة،‮ ‬ولكن قلبه متوجع ألماً‮ ‬وعقله مشوش قلقا علي‮ ‬ابنته،‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يعلم ماذا حدث لها وأين اختفت ؟‮!! ‬وبعد ان هدأ عقله تذكر انه ترك هواتفه النقالة داخل السيارة‮ ‬،‮ ‬وبسرعة‮ - ‬كمن تذكر حلا للغز أرقه‮ - ‬توجه لاقرب سنترال وطلب رقم هاتفه،‮ ‬ليتفاجأ بصوت خشن‮ ‬يرد عليه بكل جرأة ويطلب منه فدية مقابل استرداد ابنته مهدداً‮ ‬بقتلها إذا أبلغ‮ ‬الشرطة،‮ ‬مؤكدا له انه‮ ‬يراقبه وسيتصل به لتحديد المكان الذي‮ ‬سيختاره ليتسلم مبلغ‮ ‬الفدية‮.‬

فلم‮ ‬يتمالك الأب المكلوم أعصابه وأخذ‮ ‬يسير دون أن‮ ‬يدري‮ ‬أين تأخذه قدماه،‮ ‬ليجد نفسه أمام قسم شرطة مصر القديمة ليفكر كثيرا قبل ان‮ ‬يدخل لتقديم البلاغ‮ ‬إلي‮ ‬ان توصل في‮ ‬آخر الأمر ان الشرطة هي‮ ‬الاجدر علي‮ ‬استرداد ابنته من تلك العصابة التي‮ ‬قد لا تفي‮ ‬بوعدها وتسلمه ابنته بعد ان‮ ‬يعطيهم الأموال‮.‬

وخوفا علي‮ ‬تعرض ابنته للأذي‮ ‬علي‮ ‬يد تلك العصابة‮ ‬،‮ ‬خطي‮ ‬أول خطواته‮ ‬داخل القسم وقدماه تهتزان مترددتين في‮ ‬الدخول،‮ ‬وعقله كاد ان‮ ‬ينفجر من التفكير وفي‮ ‬نهاية المطاف حسم أمره بانه‮ ‬يحب ابنته كثيرا لذلك سيتقدم ببلاغ‮ ‬ليحميها من‮ ‬غدر العصابات والبلطجية الذين اختطفوا فتاة لا تتعدي‮ ‬العامين دون ادني‮ ‬شفقة‮. ‬وطلب الاب مقابلة رئيس المباحث وروي‮ ‬له الواقعة وهو‮ ‬يرتجف قلقا علي‮ ‬مصير ابنته واثقا في‮ ‬الله انه سيحمي‮ ‬أطفاله،‮ ‬وقال لرئيس المباحث انه مستعد لدفع آخر قرش‮ ‬يملكه مقابل استرداد ابنته سالمة‮. ‬فاتفق رئيس المباحث انه سيتولي‮ ‬مسئولية عودة ابنته،‮ ‬وخطط مع الأب

بأن‮ ‬يتظاهر بالاعياء‮ ‬وإصابته بحالة نفسية سيئة‮ ‬،‮ ‬ويرشح للعصابة رئيس المباحث بتولي‮ ‬مهمة الاتصال بالعصابة علي‮ ‬انه أحد أقاربه‮.‬

وطلب رئيس المباحث من الأب تجهيز المبلغ‮ ‬المطلوب علي‮ ‬وعد انه سيرجعه له عقب استرداد ابنته من العصابة،‮ ‬واتصل رئيس المباحث بالعصابة بعد ان نجح في‮ ‬إقناعهم بأنه أحد أقارب الأب،‮ ‬فحددت العصابة له منطقة أطفيح بحلوان كمكان لتسليم الفتاة مقابل استلام الفدية‮.‬

وجهز رئيس المباحث‮ ‬قوة من الشرطة متخفية وطلب منهم عدم الهجوم إلا بعد الإشارة لهم،‮ ‬وتوجه إلي‮ ‬المنطقة التي‮ ‬حددتها له العصابة،‮ ‬ليكتشف أنه وسط الطريق الزراعي‮ ‬محاصراً‮ ‬بعصابة مسلحة،‮ ‬فشعر بالخوف علي‮ ‬الطفلة فلم‮ ‬يعط أي‮ ‬إشارة بالهجوم علي‮ ‬العصابة،‮ ‬ولم‮ ‬يجد رئيس المباحث مفراً‮ ‬فسلم للعصابة حقيبة الأموال لاسترداد الطفلة،‮ ‬وتم تحرير محضر بالواقعة واحيل للنيابة‮.‬

وكشفت تحقيقات النيابة التي‮ ‬أجراها محمد عبدالحميد مدير النيابة بإشراف مالك مصطفي‮ ‬رئيس النيابة أن المتهمين خططوا لاختطاف الفتاة من فترة،‮ ‬وتتبعوا خط سيرها إلي‮ ‬ان سنحت لهم الفرصة بوجودها منفردة داخل السيارة‮ .‬

واستمعت النيابة لأقوال الرائد طارق الوتيدي‮ ‬رئيس مباحث قسم مصر القديمة الذي‮ ‬قام بمهمة استرداد الفتاة‮ ‬،‮ ‬وقال انه لم‮ ‬يعط أي‮ ‬اشارة لهجوم القوة بعد ان اكتشف ان حجم الخسائر ستكون كبيرة لكثرة اعداد العصابة التي‮ ‬تم توزيعها في‮ ‬مناطق استراتيجية حول المنطقة،‮ ‬واضاف انهم كانوا‮ ‬يحملون أسلحة آلية،‮ ‬فخاف علي‮ ‬حياة الطفلة من تعرضها للخطر‮ ‬،‮ ‬فسلم حقيبة الاموال للعصابة واسترد الطفلة‮.‬

أمرت النيابة بإشراف المستشار ممدوح وحيد المحامي‮ ‬العام الاول لنيابات جنوب القاهرة بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة وتتبع أرقام الهواتف التي‮ ‬كانوا‮ ‬يجرون منها المكالمات الهاتفية‮ .‬