رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"إسلام" ضحية البلطجة.. تجسيد حقيقى للوحدة الوطنية

بوابة الوفد الإلكترونية

جاءت لنا بدموع سبقت حديثها حزنا على أحلام وأمانى سواها تراب الوطن، يكسوها الأسود ليس حدادا على فلذة كبدها فقط بل حدادا على فرحه انتهت بطعنة أخذت معها سنين الآمال التى عاشت تبنيها عليه، تعالت أصوات دموع قلبها التى أخذت تسابق عينها، قالت "راح ابنى ..الصبح كان بيحلم وباليل مات ".

جاءت إلينا سيدة يكسوها الأسود تدعى "نوال" لتروى علينا مشهد آخر من المشاهد الدموية التى أصبحت تتكرر فى الآونة الأخيرة، وقد راح ضحيتها ابنها الأكبر "سامح على عبد العال " المشهور بـ"إسلام" الذى يبلغ من العمر 18 سنة، يعمل مسئول صيانه بأحد محلات الألعاب الإلكترونيه التى تقع بمنطقة "بولاق الدكرور"ويعول أمه وأخواته الخمسة، راح ضحية جراء رفضه لدفع الإتاوه لأحد البلطجيه الموجودين بالمنطقة، ويدعى "فهد الأحمد محمد حسن" ، وكان "إسلام" يستعد لفتح مكان خاص به لصيانة أجهزة الكمبيوتر.
كان المجنى عليه يقوم بصيانة أجهزة الكمبيوتر الموجودة بالمحل، بينما كان يقوم هذا البلطجى بفرض إتاوة على العاملين بالمحل ومنهم "مينا جرجس ميخائيل" زميله فى العمل ، كما قام يبيع بعض العقاقير المخدرة  للشباب المتواجدين هناك، وفى كل مرة كانت تنشب مشادات كلامية بين القتيل و البلطجى، وذلك لرفضه دفع الإتاوة ومنعه من بيع تلك العقاقير فى المحل،و قام إسلام بطرده أكثر من مرة إلى خارج المحل.
ولكن كان يعاود البلطجى إلى المحل  لفرض الإتاوة وبيع المخدرات، وفى صباح يوم الحادثة خرج إسلام من منزله وهو يحمل معه أحلاماً كان يتمنى تحقيقها، فتروى أمه وهى تذرف بالدموع  قائله " قالى هاعمل جمعية واديهالك، وأنا قولتله لا أنا هجوزك بيها ردعليا وقالى بجد يا أمى هتجوزينى بجد ...".
خرج " إسلام " إلى قدره المشئوم  ليلقى حتفه على يد هذا البلطجى، فقبل الحادث بساعات جاء " فهد" إلى المحل ليطلب الإتاوه من "مينا" وبعد عدة مشادات كلامية بين الطرفين، جلس "فهد" على إحدى الأجهزة بالإجبار ليتنظر دفع الإتاوة وبعد ساعات من الانتظار، دارت مشادة بين القتيل و "فهد"" انتهت  بقيام إسلام بطرده من المحل ، وبعدها وجه البلطجى تهديدات بالقتل إلى الاثنين  ، لكن إسلام لم يعط اهتماما لتلك التهديدات، وذلك على الرغم من تحذير"مينا" له.
وبعد ساعات عاد "فهد" وضرب مينا وإصابة بجرح فى رقبته وأسفل عيناه، وهنا تدخل إسلام للدفاع عن صديقه، وهنأ أخرج "فهد" مطواة من بين طيات ملابسه وطعنه الطعنة الأولى فى البطن، وعندها استلقى المجنى عليه أرضاً لكنه عاد مرة أخرى ليدفع بهذا البلطجى عن صديقه، و هنا جاءت الطعنة الثانية والتى أودت بحياته إلى الأبد والتى كانت فى القلب، وفقا لتقرير الطب الشرعى.
واستكملت :" فضل ابنى غرقان فى دمه قدام قهوة كلها ناس ما حدش ساعده" هكذا علقت أمه على مقتله، فبعد الطعنة الأخيرة فر المجرم هاربا من الشرطة، وترك القتيل على رصيف شارع أمام أحد المقاهى، وظل على هذا الحال لمدة نصف ساعة إلا أن قام صاحبه " مينا باللحاق به لإحدى المستشفيات، وهناك تم إجراء عمليتين جراحتين ولكن القدر كان قد سطر أخر سطور الأمانى والأحلام بدمعه فرت من عينه بعد أن رأى أمه وكأنه يودعها بهما تاركها إلى ظلمة الحزن والأسى .
ولم يكتف المجرم بقتل روح رفضت الخضوع والإهانة، لكنه وجه تهديدات بالقتل إلى الشاهد الوحيد فى القضية وهو "مينا جرجس" صاحب المجنى عليه حتى ترك مينا وعائلته المنطقه وذهبوا إلى منطقه آخرى خوفا من بطشه ولكن مازال مينا على موقفه يحمل على عاتقه الثأر لصديقه الذى بذل روحه فديه له .
وهكذا سالت دماء "إسلام" معلنة عن وحدة الصفوف المصرية التى تجمعت فى وطن نمت فيه جذور الوحدة الوطنية

وترسخت .

شاهد الفيديو :

http://www.youtube.com/watch?v=9KasV7wI0cg&feature=youtu.be