أمين الشرطة المحكوم عليه بالإعدام يتكلم
بين حبل المشنقة والبراءة خيط رفيع يفصل بينهما الادلة والبراهين، يعيش محمد ابراهيم عبد المنعم والشهير" بمحمد السني " امين الشرطة الذي تم اتهامه بقتل 17 شخصا واصاب 18 آخرين بمنطقة الزاوية اثناء المظاهرات
التي شهدتها البلاد خلال الثورة حالة من الترقب من المصير المجهول الذي يواجهه خلال الفترة المقبلة واصبح حبل المشنقة شبح يطارده في احلامه.حالة من الحزن سيطرت علي المتهم عقب صدور حكم من محكمة الجنايات في الاسبوع الماضي بإحالة اوراقه الي المفتي تمهيدا لإصدار حكم الاعدام »الوفد« تمكنت من اجراء اول حوار مع المتهم الهارب بعد ان هزت القضية الرأي العام وتناقلتها وسائل الاعلام المصرية والعالمية لأنها كانت بمثابة اول حكم يصدر في قضايا قتل المتظاهرين وقع المتهم محمد السني ضحية بين اداء عمله والدفاع عن القسم خوفا من اقتحامه وهروب المتهمين وبين اتهامه بقتل البلطجية الذين حاولوا اقتحام القسم محل عمله وتحول من امين شرطة الي متهم محكوم عليه بالإعدام.
تعيش اسرته حالة من الحزن عقب صدور الحكم علي ابنهم تنفرد اليوم »الوفد« بنشر اول حوار كامل معه بين يوم وليلة انقلب حال الاسرة الصغيرة من الفرحة والبهجة الي حزن وألم والده اقسم انه في حالة ثبوت قيام ابنه المتهم بقتل اي متظاهر امام القسم انه سيقتله.
داخل منزل صغير بمنطقة الزاوية الحمراء تقطن اسرة امين الشرطة محمد السني البداية تقابلنا مع والده وشقيقه احمد وسط حالة من الحزن الذي يروي تفاصيل يوم جمعة الغضب الموافق 28 يناير الماضي يقول الحاج ابراهيم عبد المنعم محمد والد امين الشرطة " اللي حصل قبل جمعة الغضب في 28 يناير الماضي تقابلت مع محمد ابني وطلبت منه عدم الذهاب الي عمله في القسم وقلت له " يامحمد يا ابني مترحش بكره الي الشغل لأن الناس هتتجمهر امام الاقسام وهيعملوا مظاهرات " وقال لي حاضر مش هخرج وقمت بالاتصال بزميل له امين شرطة معه في القسم يدعي محمد عبد المنعم وطلبت منه اقناع محمد بعدم ذهابه للقسم ورد علي زميله وقال " طبيعي ياحاج انا ومحمد رايحين المديرية خدمة " وبعدها اتصلت بشقيقه الاكبر احمد وطلبت منه الاتصال ايضا بشقيقه وطلبت منه اقناع محمد بعدم الذهاب لعمله واقتنع محمد ورفض الخروج في صباح يوم 28 يناير الموافق جمعة الغضب وفي الساعة العاشرة والنصف حضر احد ضباط القسم الي المنزل وقام محمد بالنزول معه داخل سيارة الشرطة وتوجه معه الي القسم وفي هذا اليوم انقطعت الاتصالات وفشلت في الاتصال بابني وفي الساعة السادسة والنصف من مساء هذا اليوم قمت بالاتصال علي تليفون الداخلي للقسم ورد علي احد امناء الشرطة يدعي خالد سعيد وهو يصرخ ويقول »الحقونا ياحاج الناس عايزة تقتحم القسم« وقلت له محمد السني فين " قالي واقف علي باب القسم بره ياحاج ومحدش عارف يدخل ولا ينزل جلست في حيرة من امري وبعدها بساعة ونصف وجدت محمد يستقل دراجة بخارية بصحبة احد الاهالي والدماء تنزف من رأسه وقمنا بالتوجه به الي المستشفي وتم اجراء جراحة عاجلة له وبعدها عاد للمنزل وفي اليوم التالي لجمعة الغضب تلقيت اتصالاً من احد الاشخاص طلب مني ترك المنزل بعد ان عرفت اعتزام بعض البلطجية بالحضور الي المنزل للانتقام وقاموا باشعال النيران في المنزل وإلقاء كافة محتوياته ودمرت النيران كافة المحتويات وهربنا من المنزل يسكت الاب لحظات ويقول محمد ابني بلوكامين في القسم ولا يحمل اي اسلحة لأنه اداري والاهالي عارفينه بالاسم لانه من المنطقة واسمه معروف للجميع وصرخ الاب ويقول بحرقة المظاهرات والثورة كانت في ميدان التحرير وليس امام الاقسام " واغلب الذين تم قتلهم مسجلون خطر بالاضافة الي وجود بعض المواطنين الذين تصادف مرورهم امام القسم واضاف والد محمد ان هناك مسجلين خطر تجمهروا امام القسم وحاولوا اقتحامه وتهريب المتهمين هل كل من مات امام اقسام الشرطة من المسجلين يتحول الي شهيد ويشير الاب إلي ان محمد كان في عمله للدفاع عن اي محاولة اقتحام واشار الاب إلي ان البلطجية عندما اقتحموا قسم الشرطة قاموا بطعن العقيد عادل مخيمر نائب المأمور 14 طعنة داخل القسم عقب اقتحامه وقتل الامين عبد الله هريدي اثناء تواجده بالقسم ايضا ويشير الاب الي محمد ابنه يعول 6 اطفال صغار ويضيف ان محمد ابنه تم اتهامه ظلماً واكد ان هناك اكثر من 32 ضابطاً وفرد شرطة كانوا متواجدين مع محمد ابني لحماية القسم في هذا اليوم فكيف يتم محاكمة ابني فقط ويشير الاب الي ان محمد ابنه كان يحمل »بندقية خرطوش« واطلق الرصاص في الهواء لتحذير المتجمهرين الذين حاولوا اقتحام القسم ابني كان واقف؟ امام القسم لحمايته وعدم هروب المتهمين هل يكون جزاؤه الزج به خلف القضبان واكد الاب ان البندقية الخرطوش لا تتسبب في مقتل اي شخص ولكنها تصيب فقط وبعدها هرب محمد من المنطقة واتصلت به وقلت له انت تسببت لي في مشكلة كبيرة في المنطقة وحلف لي انه لم يقتل اي شخص ولكنه كان يدافع عن القسم " وكشف الاب عن قيام احد الاشخاص بالمنطقة برصد 30 الف جنيه ونصف كيلو ذهب لمن يدلي بأي معلومات او يقتله والآن محمد هارب لخوفه من عدم حمايته ومهدد من الاهالي والبلطجية واشار الاب إلي انه اتفق مع احد المحامين علي تسليم ابنه الهارب عقب صدور الحكم لكن المحامي طلب منه 50 الف جنيه قيمة الاتعاب ونظرا لظروفي المادية وغلق الورش الخاصة بي تعذرت في جمع المبلغ وطالب الاب بمحاكمة عادلة لابنه المتهم والكشف عن الشهود الموجودين في القضية لأنهم مسجلون خطر وطلب الاب من المجلس العسكري باجراء تحريات حول الواقعة لأن المجني عليهم لقوا مصرعهم بطلقات نارية مختلفة ما بين طلقات آلية وطبنجة وهل محمد لديه قوة خارقة حتي يقتل كل هؤلاء مرة واحدة ويمسك ببندقية وطبنجة في وقت واحد واضاف الاب ان اي جريمة او واقعة يكون فيها شهود اثبات ونفي وتحريات وتقارير طبية لكن القضية خالية من اي ادلة وفي النهاية قال الاب " لو ثبت ان محمد ابني قتل اي شخص امام القسم انا هموته بنفسي ".
تنفرد »الوفد« بإجراء اول حوار مع امين الشرطة محمد السني الصادر ضده حكم بالاعدام، في البداية رفض محمد نشر صورته او مقابلته او معرفة مكانه وذلك حتي لايتعرف عليه احد.. الي نص الحوار:
الوفد : السلام عليكم يا محمد انا صحفي من الوفد وعايز اعرف ايه الحكاية ؟
محمد السني : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اللي حصل يوم جمعة الغضب الموافق 28 يناير الماضي كان هناك تعليمات من المقدم محمود حجازي رئيس المباحث لكافة الافراد بالقسم بالمرور في دائرة القسم لمتابعة وملاحظة الحالة الامنية واثناء المرور وجدت الرائد حازم الخولي معاون المباحث يتلقي اتصالاً علي جهاز اللاسلكي من العميد اسامة مصيلحي مأمور القسم بمتابعة المظاهرات السلمية التي خرجت من الزاوية للمشاركة في ميدان التحرير وكان هناك تجمع عدد كبير من الشباب بشارع الشركات وتوجهت انا والرائد حازم الخولي وبعض افراد الامن من البحث الجنائي الي شارع الشركات وتقابلنا مع المأمور وتم متابعة المظاهرة من شارع الشركات حتي خروجها من حدود دائرة الزاوية حتي الشرابية وكانت مظاهرة »سلمية« وانصرفت المظاهرة بسلام بدون احداث اي اعمال شغب ودورنا كان تأمين المظاهرة والحفاظ علي المنشآت العامة والخاصة واثناء عودتنا من المظاهرة تقابلنا مع مجموعة من الاهالي المتظاهرين امام سوق غزة وقالوا لنا انها مظاهرة سلمية وقام بالترحيب الرائد حازم الخولي وبعدها توجهنا الي شارع بورسعيد والعودة مرة اخري الي القسم وفي الساعة الثانية ظهرا جاءت اشارة
الوفد : كام ضابط كان معاك في القسم في اليوم ده؟
السني : كان معايا 15 ضابطاً و15 فرداً من امناء الشرطة والبحث الجنائي و30 مجند امن مركزي من المجندين هل يعقل ان اقوم بقتل كل هؤلاء المتظاهرين بمفردي.
وكان يجب علي اهالي واسر الضحايا قبل اتهامي بالقتل من التأكد من صحة المعلومة.
الوفد : كم عدد المصابين في القسم؟
السني : اصيب النقيب يحيي حمدي بكدمات والامين جمال زلط بطعنه في الرقبة والامين جمال محمد بطعنه في البطن واللي اقتحموا القسم دول كانوا عايزين يسرقوا الاسلحة وهدفهم تهريب المتهمين وقاموا بسرقة الابواب وكافة المتعلقات الموجودة بالقسم واشعال النيران بالقسم.
الوفد : انت متهم بقتل 17 واصابة 18 اخرين.
السني : انا مقتلتش حد واطالب بمحاكمة عادلة وقراءة القضية كويس وانا كنت بدافع عن القسم وحمايته لأني مكلف بحراسته واطالب المجلس العسكري للقوات المسلحة ووزير الداخلية باتخاذ قرار علي مستوي الجمهورية لوضع حد لتلك التحقيقات واظهار واجب الشرطة في الدفاع عن الاقسام واجراء تحريات من قبل المخابرات او اي جهة حيادية واشار إلي انه حتي الآن لم يحضر التحقيقات او يتم اعلانه اعلاناً رسمياً قانونياً وعلمت بخبر محاكمتي من وسائل الاعلام.
شاهد لقاء بوابة الوفد بوالد أمين الشرطة المحكوم عليه بالإعدام