عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرمان مرضى الفشل الكلوى من بدل الانتقالات

مرضى الفشل الكلوي
مرضى الفشل الكلوي يحملون الإقرارات

عصر النهضة كلمات وشعارات تغني بها الإخوان مع رئيس الأهل والعشيرة الدكتور محمد مرسي  الذي لم يحقق منها حتى العدل والعدالة للمرضى الذين يحتاج الواحد لأبسط حق من حقوقه  وهو توفير سبل الرعاية الصحية وتلقي العلاج علي نفقة الدولة بشكل آدمي وإنساني.

ولكن مرسي وحكومته الإخوانية جاءا لتجريد حتى المريض من حقوقه، فقد اصدرت المجالس الطبية بوزارة الصحة في مايو الماضي قرارا يجرد مرضي الغسيل الكلوي من حقهم في المطالبة ببدل الانتقال الذي كان محددا بمبلغ 25 جنيها ليضاف إلي توقف عدم صرف الوجبة الغذائية منذ 4 سنوات رغم علمهم بأن مريض الفشل الكلوي يدخل ضمن الفئات الاكثر احتياجا للمساعدة..
وعم فتح الله الفرماوي، رحمه الله من رحلة العذاب مع ظلم الدولة، ليلقي ربه في الأسبوع الماضي في أعقاب إحدي جلسات الغسيل الكلوي، تحدث في آخر كلمات له في الحياة مع "الوفد" قائلا " أنا من قرية منية سندوب التابعة لمركز المنصورة وبلغت من العمر 53 سنة وكنت أعمل سائقا  ولدي أسرة مكونة من ثلاثة أبناء، ولدا وبنتين، أصغرهم 23 سنة،  وقد أصبت بالفشل الكلوي مع ليلة رحيل الرئيس مبارك وتنحيه عن الحكم وأصبحت لا أستطيع العمل  في مهنة السواقة فعملت عامل كاوتش وتوقف الحال مع تمكن المرض من جسدي وأتقاضى معاشا من التأمينات 340 جنيها هو كل دخلي لكنه لا يكفي للسفر لتلقي جلسات الغسيل بمستشفي المنصورة الدولي، مؤكدا أنه أثناء قدومه للجلسة يستطيع التنقل في المواصلات الداخلية ولكن بعد الجلسة لا يستطيع التحرك حتى ظهر اليوم التالي،ما يستلزم استخدام وسيلة مواصلات واحدة مثل التاكسي والذي يطلب الآن 20 جنيها لتوصيلي إلي منزلي بالله عليك من أين يأتي واحد مثلي
بهذا المبلغ المضاف عليه ثمن الأدوية الخارجية في ثلاث جلسات أسبوعية؟
ويضيف عم فتح الله: وجاء مرسي  وجاء معه المرض وبدلا من أن يحقق العدل فوجئنا بأن الحال تبدل وفوجئنا بقرار وزارة الصحة بالتوقيع علي إقرار تجديد العلاج علي نفقة الدولة ليشمل نصا جديدا تمت إضافته منذ شهرين "بأنه لا يحق المطالبة بأي مبالغ نقدية نظير فرق سعر الجلسة والانتقالات  أو أي نفقات أخري بخلاف ما هو محدد بالقرار" وهو الغسيل فقط، مختتما أخر كلامه بأننا توقعنا أن قدوم الإخوان المسلمين نجدة للغلابة ومنهم المريض ولكن العكس جاء ليقضوا علي المريض وهذا ما توقعه عم فتح الله فالموت أرحم من هذا العذاب له ولأسرته  رحمه الله ورحم أمثاله الذين مازالوا يتعذبون بقرارات ظالمة!!
ونستكمل الحوار مع باقي مرضي الفشل الكلوي بالدقهلية لتؤكد صفاء محمد عبدالعاطي  39 سنة حاصلة علي دبلوم فني "ربة منزل" من قرية نقيطة التابعة لمركز المنصورة التي قالت: أصبت بالفشل  الكلوي منذ 17 عاما علي إثر تسمم حمل لخطأ أحد الأطباء وأسرتي تتكون من زوجي عامل باليومية ودخله الشهري
500 جنيه فقط ولدي ولدان  محمد وهو مجند بالجيش حاصل علي دبلوم صناعي وأحمد بالصف الأول الثانوي وخلال رحلة العذاب مع المرض اكتشفنا بطريق الصدفة وجود  حكم محكمة طنطا في يونيو 2011 بأن من حقنا صرف بدل الانتقال والمحدد بمبلغ 25 جنيها  وأسوة بهذا قمنا برفع قضايا للمعاملة بالمثل  إلا أن الحال تبدل مع الرئيس مرسي الذي قلنا سوف يغير النظام ونري الوجبة الغذائية التي كانت تصرف لنا أثناء الغسيل "رغيفين كيزر + قطعة مربة + قطعة جبنه نيستون  + كيس عصير" والتي منعت منذ

4 سنوات ولا نعرف لماذا ليضاف إليها منع تجديد قرار العلاج إلا بعد توقيع التنازل عن حقنا في صرف الانتقالات وإلا ما فيش غسيل وطبعا وقف الغسيل يعني مشاكل وموت، كما منع الانتقالات في هذه الظروف موت أخر فالتاكسي يريد 30 جنيها وزوجي أصبح علي ألحديدة،  وطبعا أكل أولادي أولى ومش مهم أموت وبلاش غسيل ولهذا نري أن معظمنا لا ينتظم في الغسيل بسبب عدم استطاعته لتوفير أجرة المواصلات فين العدل يا رئيس المسلمين، فأنت اليوم تقول لنا المريض يروح يموت أحسن!!   
وتوالت الحالات الإنسانية للمرضي والتي تتردد علي قسم الغسيل الكلوي بمستشفي العام الدولي بالمنصورة والتي تصرخ من قسوة النظام الحاكم حيث عم حسني عبدالفتاح محمد خليل من  قرية قلابشو بمركز بلقاس مواليد 57 والذي يحصل علي معاش قدره 100 جنيه فقط  وهو مريض بالفشل الكلوي منذ عام 1994 ولديه أسرة مكونة من 6 أبناء ويأتي في رحلة عذاب لطريق طويل والتنقل في عدة مواصلات  قام
أهل الخير بتوفيرها له لكي يأتي للعلاج، مؤكدا انه يعيش علي رحماء القلوب من أهالي القرية ويتمني الموت للذل الذي يراه في هذا الوطن الذي لا يرعي الفقراء ومرضاهم كأنهم حشرات يجب الدوس عليهم بالأحذية..
علي جانب آخر أكد الدكتور أسامة الشحات  رئيس قسم الغسيل الكلوي بمستشفي المنصورة الدولي بأن إصدار هذا القرار جريمة في حق المريض الذي صدر بدون الرجوع إلي المختصين الفنيين  بالكلي وهم الأكثر قربا للمرضي ويعرفون مدي مشكلاتهم الحقيقية وحاجتهم من عدمه ومصدر هذا القرار أخذ من الناحية المالية فقط رغم أن الحل موجود لدينا بتوفير وسيلة مواصلات خاصة تابعة للحكومة لنقل المرضي ليحل الأزمة ويوفر النفقات المالية.. مؤكدا أن هذا القرار لن يجدي فالأحكام القضائية سوف تتوالي وتنسفه حتى لو تم التوقيع علي الإقرار.. 
والسؤال الدائر هل مرضي الفشل الكلوي سوف يعيشون في معارك مع المرض لاستمرار الحياة أما يدخلون طرفا أخر في حرب مع وزارة الصحة وقراراتها المجحفة وفي مثل هذه الظروف هل سيطبق القانون حال صدور حكم بتنفيذه أم سيظل حبيس الأدراج مثل باقي الأحكام مع التأكيد على أن الدقائق لمرضي الفشل الكلوي تفرق كثيرا فهي فاصل بين الحياة والموت، وعم فتح الله الفرماوي راح ضحية هذا الأمر!!