رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما يبكى الرجال

بوابة الوفد الإلكترونية

جلس شاردا لا يدرى ما يدور حوله. جلس على كرسى فى مكان بعيد عن الأنظار بإحدى قاعات محكمة الأسرة بمصر الجديدة. ودون أن يشعر تساقطت دموعه مع أوراقه على الأرض، اقتربت منه وأعطيته أوراقه وهدأت من روعه، وجلست بجواره أحاول سماع حكايته وما الشيء الذى دفعه للبكاء.

تنهد طويلا وبعد فترة من الصمت بدأ الحديث وكأنه يتحدث لنفسه فهو لا يرغب فى النظر إلىّ. أحببتها حبا تحاكى عنه الجميع وهى أيضا أحبتنى لا أنكر أو كان يهيأ لى ذلك. فهى ابنة الجيران وأستطيع أن أقول تربينا سويا. استمر حبنا سنوات واستطعنا تتويجه بالزواج وأنجبنا ثلاثة أطفال.

١٧ عاما مرت على زواجنا اذاقتنى فيها زوجتى كل أنواع الذل والهوان رغم أننى عرفتها قبل الزواج بسنوات ولكن لم أعرفها. تتصف بالطمع وكانت تستولى على كل دخلى وتنفقه على متطلباتها الشخصية. وحتى أستطيع تلبية طلباتها تركت بلدى وأهلى وسافرت إلى احدى الدول العربية. وجمعت مبلغًا كبيرًا من المال. وكنت ألبى لها كل طلباتها وكل ما تمنته، شقة فارهة، سيارة فخمة مجوهرات، وحساب بالبنك.

وقررت العودة لبلدى كى أبقى بين أولادى ومع زوجتى. وظننت أنها اكتفت ومعها ما يجعلها تشعر بالقناعة والرضا. ولكن كنت واهما واكتشفت أن زوجتى لا تشبع من المال.

وقررت تكوين شركة مقاولات بما ادخرته من غربتى. وفوجئت بزوجتى تطلب منى تسجيل الشركة باسمها وعندما رفضت طلبها تحولت زوجتى الى شيطان وحولت بيتى الى جحيم لا يطاق، مشاجرات لا تنتهى وطلبات بآلاف الجنيهات لا تحتاجها أو يحتاجها أولادى أو بيتنا. ضيقت علىّ الدنيا حتى أرضخ لطلبها وأسجل الشركة باسمها.

لم أعد أتحمل تسلطها وتجبرها وأصبت بالعديد من الأمراض وزوجتى لا تكل ولا تمل من افتعال المشاكل. وطلبت الحديث كى نصل الى حل وحتى لا تؤثر مشاكلنا على نفسية أطفالنا. يكفى اصابتى بالمرض. وطلبت منها وضع حد لأفعالها الشاذة أو الانفصال فى هدوء من أجل أولادنا.

وبدأت فى وضع شروط الانفصال. طلبت ٤٠ ألف جنيه نفقة شهرية. واذا ما أردت رؤية أطفالى علىّ التنازل عن شركتى لها وإلا لن توافق على الانفصال وطلبت نفقة متعة مليون جنيه. قبل أن يحدث الانفصال فوجئت بها تلاحقنى بعشرات القضايا. نفقة ومؤخر صداق وتبديد وضرب واحداث عاهة بها.

رغم أننى تحملت تسلطها وتعديها على بالسب والضرب والاهانة طوال فترة زواجنا الذى استمر ١٧ عاما.

زوجتى أرادت أن تنهى وجودى وتعين نفسها وصية علىّ وتستولى على كل ما أملكه وتحرمنى من رؤية أطفالى. وعندما رفضت حاولت قتلى بعد أن حاولت دفعى من شرفة شقتنا. وبعدها طردتنى من بيتى الذى أنفقت عليه كل ما أملك.

استأجرت منزلا وطلبتها فى منزل الطاعة وكنت متأكدًا أنها سترفض فهى تظن أنها فوق القانون، يجب أن تطاع. وبالفعل رفضت تنفيذ حكم الطاعة. وأرسلت لى عشرات رسائل التهديد والوعيد اذا لم أتنازل عن دعوى الطاعة. ولكنى لن ولم أفعل.

وأمام عشرات القضايا التى تلاحقنى بها والتهديد بالحبس أقمت ضدها دعوى نشوز ورفضها الطاعة. فهى ترفضى وترفض طاعتى والاقامة معى وفى حكم القانون هى زوجة ناشز.

وإذا ما حكم بنشوزها فتكون زوجة رافضة الطاعة وهنا تسقط كل حقوقها فى نفقة المتعة ومؤخر الصداق وكل الحقوق.

وأنا اليوم أنتظر الحكم بأن زوجتى التى أحببتها وعذبتنى لسنوات ناشز. ربما عندها تشعر بالندم أو أنها أخطأت فى حقى وحق أولادنا. لست سعيدًا سيدى بذلك فقد أضعت عمرى أكون أسرة وأحاول حمايتها وتوفير الحياة الكريمة لها ولكن كان عمل زوجتى الوحيد هو الهدم. لا أعرف لماذا. ولكن هذه حكايتى.

ترك مقعده وتوجه الى منصة القاضى عندما سمع حاجب الجلسة يطلبه للحضور، وجاء الحكم لصالح الزوج، ورغم أنه حصل على ما أراد ولكن مازالت الدموع تملأ عينيه.. غادر المحكمة ومازال الشرود والحزن يسيطران عليه.