رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مأساة أم

مأساة أم
مأساة أم

«قلبى يتقطع على رضيعي... ٣ شهور لا أعرف عنه شيئًا... لا أعلم هل يأكل أم لا هل هو مريض هل ينام جيدا أم يظل يصرخ طوال الليل خاصة أنه اعتاد على النوم فى حضنى ولَم نبتعد عن بعضنا ليلة واحدة.. حتى وقعت الفاجعة... سُرق ابنى من بين يدى وأنا أنزف إلى أن دخلت فى شبه غيبوبة» بهذه الكلمات المفجعة تصف راندا حالتها بعدما قام زوجها بالتعدى عليها بالضرب المبرح مما تسبب فى إصابتها بنزيف مهبلى وكدمات تغطى وجهها تاركة اثار أصابع  يده القاسية علامة لا يخفيها الزمان.. واخذ ابنها من حضنها بالقوة ليخفيه عنها ويحرق قلبها عليه وتركها وحيدة بالشقة تعانى من الآلام... فتدخل الجيران يجرون بها على أقرب  مستشفى لإنقاذها وإجراء الإسعافات اللازمة لها.

لم تترك الزوجة المكلومة بابًا إلا وطرقته بحثًا عن ابنها أو التدخل كوسطاء سلام لاسترداد رضيعها.. لكن هيهات أن يستجيب الزوج لدموع رضيع على أمه ونداء قلب أم ينكوى بنار اللهفة على رضيعها، سيطر على قلب الزوج الشيطان وملأه الغرور والحقد مستقوياً بماله ونفوذه الذى استخدمها ليسلب حق الرضيع من حنان صدر أمه، واشعال النار فى قلب زوجته قلقًا على طفلها الذى لم يتعدَ العام ونصف العام.

البداية عندما تزوجت راندا منذ ٤ سنوات من كيرلس بعد قصة حب تحولت لكابوس بعد الزواج بسبب المشاكل الزوجية التى كانت الحماة سببا رئيسا فيها، حيث ترغب فى التدخل فى كل كبيرة وصغيرة ومرض السيطرة تملكها بعدما ورثت مبلغًا ضخمًا أصبحت تهدد به أبناءها بحرمانهم منه فى حالة عدم خضوعهم لأوامرها.. فقدم الجميع فروض الطاعة العمياء بعدما أعماهم بريق المال وأصبحوا لا يفرقون بين الحق والضلال، فالأهم بالنسبة لهم رضا الوالدة عنهم وعن زوجاتهم دون أدنى مسؤولية تجاة قدسية الحياة الزوجية ، لكن لم تتحمل راندا هذه السيطرة وشعرت بأنها فى سجن يكتم انفاسها ويعد عليها لقمات العيش، فثارت الزوجة الرقيقة على هذه الاوضاع، ورفضت أن تصبح عبدة للمال واختارت أن تعيش بكرامتها حرة ترفض عبودية الحماة، ولكن هذا لم يعجب زوجها الذى اخذ ينهال عليها ضربا ويجبرها على تقديم فروض الطاعة والخنوع لأمة، حاولت مرارا وتكرارا أن تتحمل هذه المعاناة من أجل ابنها، ولكن طفح الكيل بها عندما تكررت واقعة الاعتداء عليها والذل والاهانة من والدته .

حاولت الزوجة الحنون خلال فترة زواجها أن تحتوى زوجها برقتها وحبها، وأن تتحدث معه عن قدسية الزواج وخصوصيته وأن تغير موروثاته الفاسدة التى تنظر للزوجة على أنها خادمة تخضع لأوامره وكأنها عروسة ماريونيت يحركها كيفما يشاء فى الوقت الذى يرغب فيه دون الاعتراف بإرادتها، وان الخلاف يحل بالمشورة والمناقشة وليس بالعناد وتصليب الرأى، وطوال فترة الزواج وقعت العديد من المشاكل تدخل الاقارب والوسطاء ليتعهد أمامهم بأن يحترمها ويقسم بألا يتعدى عليها مرة اخرى، ويظل شهرًا واثنين يحافظ على وعده ولكن طبعه يغلبه ويعود من جديد لعاداته ليجبرها على تحمل الإهانات وذل والدته وإذا اعترضت تتعرض للضرب، وتجرى السنوات بمشاكلها إلى ان يهديهما الله هدية طفلًا يحمل ابتسامة بريئة اعتقدت راندا انه المعجزة التى سوف تغير من طابع زوجها وتهديء التوترات داخل عيش الزوجية، لكن لا تأتى الموجة بما تشتهيه السفن، فلم يكن الطفل سوى وسيلة ضغط أكثر عليها يستغلها الزوج والحماة لإجبار الزوجة على تقبل الإهانة فى صمت، وإن تصبح خادمة فى بيت حماتها بدلا من تصبح ابنتها .. وبدلًا من أن تساعدها بحب كأمها حولتها لعبدة ذليلة لاوامرها، حاولت الزوجة التعيسة أن تختصر زيارة

حماتها تجنبا للمشاكل ولكن هذا لم يعجب صاحبة الكلمة الأولى الحماة ولَم يشفِ غليلها إلا بعدما لقن ابنها زوجته علقة ساخنة أمام أعينها ليكسب ثقة والدته وأنه ابن أمه... قررت الزوجة الهروب من الجحيم الأرضى وفرت إلى منزل والدها وعلى كتفيها رضيعها لتحتمى فيه من عنف الزوج وذل الحماة، حاولت أمها تهدئتها بعدما رأتها فى حالة انهيار عصبى واصبحت الكوابيس تراودها وتزعج منامها فاخذتها الام فى حضنها لتشعرها بالحنان والأمان واقسمت على حمايتها هى وحفيدها الذى اصيب بصراخ هستيرى اعتراضًا منه على جلبه لهذا العالم المضطرب، واقسم والد راندا على استرداد حق ابنته ورد كرامتها التى ظلت ضائعة لسنوات وسط صمتها ظنا منها أنها تحافظ على اسرار عش الزوجية ولَم يعلم أهلها ما تعرضت له من عنف وضرب وإهانة إلا بعد سنوات .

حاول الزوج استرداد زوجته بعدما عبر عن ندمه واقسم أمام كبار العائلة على احترام زوجته وحفظ كرامتها، فلم يكن هذا الصلح سوى حيلة ليخطط بعد هذه الواقعة بشهور لأخذ ابنه بالقوة من حضن أمه ويهرب به ضاربا بالقانون عرض الحائط ، مستغلا نفوذه وأمواله لحصانته من تنفيذ القانون .

اليوم يمر ثلاثة أشهر  والأم بعيدة عن رضيعها كاد قلبها يتوقف حسرة عليه، اليوم يمر ثلاثة أشهر والرضيع بعيداً عن حضن والدته مصدر راحته وأمانه  ومصدر عذائه، لم تترك الأم وسيلة لاسترداد ابنها إلا ولجأت لها حصلت على احكام قضائية بالحكم سنة على زوجها للتعدى عليها بالضرب واخر بالحبس سنة لامتناعه عن تنفيذ حكم تسليم الطفل لحضانة زوجته، ولكن لم تستطع الزوجة الحزينة تنفيذ الأحكام بسبب تهرب الزوج، تقدمت بشكاوى لمجلس الأمومة والطفولة وحقوق الانسان ولكن الوقت يمر ونار فقدان ابنها تنهش فى جسدها، وتحول جسدها إلى هيكل عظمى فلم تسترح يوما وهى تبحث عن ابنها تاركة ابواب اقارب زوجها حيث يتم تهريب الطفل من منزل لآخر حتى لا تستطيع الحصول عليه.

وأخيرًا لجأت راندا للإعلام لتناشد من خلاله وزير الداخلية والنائب العام بسرعة التدخل لإنقاذ رضيعها وعودته إلى حضن أمه، الحق الذى نطق به القانون طبقا للدستور السماوى الذى ربط بين الأم والجنين بحبل سرى ينقطع بعدما يستطيع الطفل الاعتماد على نفسه فى سن الخامسة عشرة.. وينشر على بوابة الوفد فيديو للزوجة التعيسة تحكى فيه معاناتها خلال ٣ أشهر بحثًا عن رضيعها.