رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

‮‮ "‬العكوشة‮" ‬مدينة تصنيع الأسلحة اليدوية في القليوبية


في‮ "‬العكوشة‮".. ‬أنت خارج حدود وطني،‮ ‬وداخل نفوذ مافيا صنعتها‮ ‬30‮ ‬عاما من فساد وإهمال الأجهزة الأمنية التي تفرغت لحراسة الرئيس‮.‬

كان رجال حبيب العادلي في القليوبية يخشون مهاجمتها ليلاً‮ ‬أو نهاراً،‮ ‬نظراً‮ ‬لخطورة المنطقة التي أصبحت بؤراً‮ ‬للمجرمين والخارجين علي القانون،‮ ‬الزيارة الميدانية لهذه المنطقة محفوفة بالمخاطر،‮ ‬العيون تراقب كل‮ ‬غريب وطلق الخرطوش ليس له سعر،‮ ‬واليد التي تطلقه لا ترتعش لأن الحياة عندهم صاحبها بلا قيمة،‮ ‬وحتي نتمكن من الدخول كان لابد من البحث عن شخص من أهلها ندخل في حمايته‮.‬

التقيناه بعد وساطات متعددة في موقف سيارات العكوشة بأبو زعبل تحركنا بالسيارة في طريق لا يبشر بخير،‮ ‬فعلي يمينك‮ "‬رشاح‮" ‬يحمل في مياهه جميع أنواع المخلفات التي‮ ‬غطت سطحه تماما‮.‬

انحرفنا بالسيارة يساراً‮ ‬حيث مدخل المنطقة الصناعية بالعكوشة،‮ ‬فإذا بسحابة من الدخان والغبار تستقبلك لتصيبك بحالة اختناق يصاحبه شعور بالاكتئاب،‮ ‬وعلي أعتاب العزبة نري مصانع القطن،‮ ‬وقد استشعرت عند مداخلها بالات من القماش مختلف ألوانه‮.‬

هنا بادر مرافقنا من أهالي المنطقة بالقول‮: ‬هذه الأقمشة والأقطان من مخلفات المصانع والمستشفيات بدمائها وتلوثها،‮ ‬ويعاد تحويلها إلي أقطان بعملية تدوير بسيطة‮.. ‬حيث تدخل هذ الأقطان في حشو لعب الأطفال،‮ ‬ما دفع عدداً‮ ‬من خبراء البيئة للكشف عن وجود ورش تستخدم الأقطان الملوثة بدماء المستشفيات في تصنيع العرائس والدباديب والمفروشات المنزلية‮.‬

ويوضح الدكتور أحمد عبد الوهاب استاذ علم التلوث البيئي أن‮ "‬العكوشة‮" ‬علي رأس المناطق التي تتاجر في المنتجات المصنوعة من القطن المدعم بمخلفات المستشفيات وأشهرها رغم أن هذه الأقطان تعتبر كارثة بيئية وصحية حيث تسبب سلسلة من الأمراض الخطيرة،‮ ‬كما تنتشر بجوار مصانع الأقطان مسابك الحديد والرصاص والزهر التي تنتشر بصورة كبيرة بعد أن تم نقلها من منطقة شبرا الخيمة‮.‬

هنا تستطيع أن تتحرك دون ان يعترضك أحد فالمبررات كثيرة،‮ ‬كالبحث عن أحد المصانع أو شراء منتجات هذه المسابك،‮ ‬لكن تصبح الأمور أكثر خطورة عند الاقتراب من المنطقة السكنية،‮ ‬فبمجرد دخول السيارة الي العزبة تجمع حولها عدد من الشباب للاستفسار عن سبب مجيئنا فرد الشخص المرافق لنا بسرعة‮: »‬رايحين لـ‮ "‬الونش‮"« ‬فجاء الرد بنظرات مرتابة‮: ‬لا يوجد أحد هنا بهذا الاسم‮.‬

رجعنا الي المنطقة الصناعية مرة اخري،‮ ‬لفت نظري شاب‮ ‬غطاه الغبار من رأسه الي قدميه‮.. ‬سألته‮: ‬اريد شراء قطعة سلاح،‮ ‬فقال‮: "‬السلاح جوه ولازم يكون ليك حد معرفة لتتمكن من الشراء‮"‬،‮ ‬فرجعت الي السيارة للانصراف،‮ ‬وفجأة قال لي الشخص المرافق انه اتصل بـ‮ "‬الونش‮" ‬وسوف يأتي الآن،‮ ‬وبعد عشر دقائق من الانتظار اذا بشخص مفتول العضلات يقترب من السيارة

ويسلم علينا‮.. ‬وطلبت منه معرفة مصدر تصنيع السلاح،‮ ‬فأكد أنه لا يستطيع توصيلنا إليه لأنه سوف يدفع حياته ثمناً‮ ‬لذلك،‮ ‬فسألته عن سعر الفرد الخرطوش فقال‮ ‬80‮ ‬جنيهاً‮ ‬لأنه صناعة يدوية،‮ ‬عبارة عن ماسورة وكتلة حديدية تسمي الدبشك‮. ‬فشكرته وانصرفنا‮.‬

واثناء سيرنا في طريق العودة اذا برجل كبير السن يجلس امام منزله يدعي رمضان فتحي سألته عن بيع السلاح هنا فكان رده سلاح بس كل الذي تريده موجود في العزبة علي الطريق حيث ينتشر تجار المخدرات والسلاح علي طريق السلام العكوشة بعد‮ ‬غروب الشمس وحتي منتصف الليل‮.‬

سألت أحمد فتحي أحد‮ ‬العاملين في مسابك الرصاص عن التواجد الأمني فقال‮: ‬لا يستطيع اي فرد من افراد الشرطة القدوم الي هنا سواء قبل الثورة‮ ‬أو الآن،‮ ‬موضحاً‮ ‬ان السيطرة الأمنية محدودة نظراً‮ ‬لخطورة المنطقة،‮ ‬فالشباب يستخدمون هنا الأسلحة البيضاء سواء السنج والمطاوي والسفوريا والسيوف والجنازير‮.‬

ويضيف‮: ‬اهالي ابو زعبل اعتادوا ان يسمعوا في أي وقت ضرب الرصاص‮.. ‬وعمليات القتل تحدث في هذه المنطقة علي مدار الساعة‮.‬

السيد عبدالله‮ - ‬من أهالي المنطقة‮ - ‬قال‮: ‬العكوشة تضم نسبة كبيرة من المناطق الموبوءة بالخارجين علي القانون والبلطجية بشكل مرعب ويتم تعاطي المخدرات وحقن الماكس بشكل علني علي المقاهي ولا يستطيع أحد الاعتراض علي ذلك،‮ ‬لأن كل من يقف أمامهم يكون مصيره القتل ويضيع دمه هدراً‮.‬

وتنتشر في منطقة أبو زعبل والخانكة عمليات سرقة‮ ‬الكابلات الكهربائية والتليفونية وأغطية البلاعات بصفة دائمة،‮ ‬ما دفع محافظ القليوبية في وقت سابق عدلي حسين لمطالبة الاجهزة الأمنية بالتحري عن المصانع والورش التي تشتري هذه المسروقات في منطقة العكوشة،‮ ‬كما طالب بتكثيف كمائن المرور فيها،‮ ‬الا ان شيئا من ذلك لم يتحقق حتي الآن‮.‬