رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صاحب بلا قلب!

بوابة الوفد الإلكترونية

ينفق الكثيرون من حياتهم فى الكد والتعب من أجل لقمة العيش، فهؤلاء اعتادوا الحلال، منهم من يبحث عن فرصة عمل قريبة وآخرون يسافرون خارج البلاد، فعبدالرحمن عثمان بطل قصتنا من أبناء محافظة أسيوط، لم يكتف بالعمل، وشعر بأنه لن يحقق منه العائد المادى الكافى كى يبنى مستقبله ويضع حجر الأساس المتين لبيت يقيم فيه مع زوجته المستقبلية. وأيضًا مسئوليته تجاه والديه وأشقائه الصغار من العمل داخل البلد، وخرج ليفتش عن رزقه وأعد العدة وعقد العزم على الغربة والسفر والترحال وجاهد حتى حصل على فرصة عمل فى إحدى دول الخليج التى دفع من أجلها الكثير. ولكن ليس مهمًا أنه سوف يعوض كل ذلك من سفره وغربته وقد جعل كفاية أسرته عن سؤال الناس منهجًا له فى الحياة، وواصل الليل بالنهار لم يكل أو يمل فى العمل فى أى شىء ممكن أن يعود عليه بالمال واستطاع جمع مبلغ بالنسبة له يمثل ثروة ونواة لما يحلم به، وفكر طويلًا فى وسيلة الاستثمار التى يضع فيها ما تحصل عليه من غربته كى يحافظ عليه وأيضًا ليدر عليه عائدًا ماديًا تنفق منه أسرته.

واتخذ قراره وبعد استشارة أهل الخبرة بشراء شقة وتأجيرها ولم يضيع وقتًا فتوجه فورًا إلى سمسار عقارات بمحافظة الجيزة وأباح له بسره وأنه يمتلك مبلغًا ماليًا يرغب فى شراء شقة للاستثمار. ورحب السمسار وأخذ يعرض عليه الشقق التى تناسب أمواله ومن بينها شقة فى شرم الشيخ. شعر عثمان بالراحة أخيراً سيصبح صاحب أملاك ويؤمن مصدر دخل لأسرته ويتفرغ هو للادخار من أجل زواجه وإخوته.

قال عبدالرحمن عثمان: بحثت عن شراء شقة بتحويشة عمرى، أملًا أن أتكسّب من تأجيرها، ولتدرّعلى أسرتى أمولًا وأنا فى الغربة، فوجدت رفيق الدرب «محمد. ع» سمسار، وبعد أن أخبرته بما أريد عرض على شقتين واحدة بالجيزة وأخرى بشرم الشيخ، انفرجت أساريرى، فأخيرًا سوف أسافر وأنا مطمئن على من أعول.

وطلب من السمسار معاينة شقق الجيزة أولًا ربما يجد من بينها ضالته ويقول بطل حكايتتا وتحركنا إلى شقة الجيزة، ولكنى وجدتها سيئة، غير صالحة، فقلت له دعنى أرَ شقة شرم الشيخ، وأنا أعطيه الأمان، فكيف أخون ولا أثق فى من «عاشرته وكلت معاه عيش وملح»، وبمجرد نزولنا من الشقة تحركنا سويًا وأنا أحمل 350

ألف جنيه شقى غربتى فى يدى، وأضع يدى الأخرى عليها بين تارة تلو الأخرى، لكى أطمئن عليها، فكل جنيه منها أتذكر كم التعب والعناء فى تحصيله ولا يشعر بذلك إلا من ذاق عذابات الغربة.

نزلت أنا وصديقى السمسار، من شقة الجيزة، وأنا أتحسس أموالى كل دقيقة وتصورت أننى سأجد ضالتى فى شرم للشيخ كيف لا وهى مدينة ساحلية وسياحية ويرتادها الزائرون من كل مكان ومن المؤكد أن الإيجارات هناك مرتفعة وأخذت أحلام اليقظة تراوده والأموال التى ستعود على أسرته وفى بحر الأحلام المتلاطم فى خياله فوجئ بأربعة أشخاص ملثمين يستقلون دراجتين بخاريتين، اختطفوا حقيبة نقوده من بين أحضانه ويقول بحسرة هربوا أمام عينى، رأيتهم وهم يبتعدون ومعهم شقى عمرى، وأنا أجرى خلفهم من غير جدوى.

يواصل رواية مأساته كما يقول هرولت كالمجنون إلى قسم الشرطة وطلبت نجدتهم. وجاء رجال الأمن إلى مكان الواقعة وقاموا بتفريغ الكاميرات والمفاجأة كانت أن اللصوص كانوا ينتظرون قدومى وكأنهم يعلمون لحظة وصولى وماذا معى.

 وقال بحسرة وعينين دامعتين ولم يكن أحد عنده علم بما بحوزتى سوى صديقى السمسار، أو من كان صديقى.

واضطررت لاتهام صديقى وعصابته وأنه هو من دبر المكيدة واستولى على شقى غربتى ولكن هرب السمسار وعصابته وقضت محكمة جنح الهرم غيابى بحبس السمار سنتين مع النفاذ والمصاريف.

واختتم الضحية قصته الحزينة مع الغدر والخيانة ضاع شقى سنوات وامضى مرة أخرى التوجه فى الغربة وابعت عن كل رزق جديد ربما أعود وربما لا ولا أعلم متى وكم عام سوف يستغرق منى جمع هذا المبلغ مرة أخرى.