عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مأساة الزوجة الثالثة

بوابة الوفد الإلكترونية

سنوات من القهر والعذاب عاشتها الزوجة فى كنف رجل تخلى عن ضميره وشهامته وحول زوجته الى مجرد خادمة لوالديه اللذين يقيمان معهما فى ذات المنزل بجانب ثلاثة اولاد انجبتهم خلال ١٢ عاما، كان ينفق عليها الفتات، وكان دائم الشكوى من فقره وقلة حيلته، وكانت امام ذلك تصبر وتداوم على خدمة والديه وأطفاله مع حرمانها من اى متع الحياة.

وليس هذا وحسب بل كان الزوج خارج المنزل طوال الوقت بحجة السعى وراء الرزق ومن اجل ان يأتى لها بما يسد جوعها واطفالها وبقى الحال هكذا لمدة ١٢ عاما، نعم ١٢عاما من العذاب والمهانة والقهر والفقر والحرمان، واحتمال يفوق قدرة الجبال من اجل اطفالها، وايضا لان زوجها لا يملك اكثر مما يعطيها.

وذات يوم وليس كأى يوم، اكتشفت الزوجة وبمحض الصدفة وليس اكثر، ومن خلال محادثات زوجها على الهاتف، اكتشفت الزوجة ان زوجها متزوج من زوجتين غيرها ويقيم معهما اثناء غيابه خارج المنزل، ويغدق عليهما الاموال، على حساب زوجته الاولى واطفاله، ويتركها تذوق الأمرين من اجل تدبير احوالها بتلك الجنيهات التى يلقى بها لها كل شهر بحجة فقره.

ما عرفته الزوجة كان بمثابة خنحر مسموم اخترق قلبها وعقلها، لطمت خديها، صرخت ووصل صوتها عنان السماء شقت ملابسها، هرول اليها والدا زوجها واطفالها الثلاثة يسألون ما بها، وابلغتهم الكارثة التى حلت بها، لم يصدق الجميع ما تقوله، وظنوا انها تهذى، وصرخت، نعم متزوج من سيدتين، وطلبه والده العجوز وطلب منه الحضور فورا الى المنزل، وعندما عاد واجهه والده بما عرفه من زوجته وانه زوج لزوجتين فى السر، لم ينكر وانه لم يرتكب جرما، او خالف الشرع، واما ثورة زوجته، خيرها بين البقاء على هذا الوضع او مغادرة المنزل، مستغلا عدم قدرتها على الانفاق على اولادها او القدرة على البعد عنهم.

حاولت الزوجة ان تتقبل فكرة استكمال الحياة على هذا الوضع وتقبل خداع وخيانة زوجها، وبخله عليها واولادها وادعاءه الفقر، والانفاق على زوجتيه، ولم تستطع، وطلبت منه الطلاق والانفاق على اولاده ولكنه رفض وتعامل معها بعنف لفظى وجسدى امام اطفالها.

وامام كل هذا القهر، قررت اتخاذ الخطوة التى لابد منها، وتوجهت إلى محكمة الاسرة بامبابة، داخل جدران المحكمة عالم غريب عليها،

اطياف من البشر، كل يسعى الى هدف ولكن لا احد منهم يشعر بمرارة الآخر، وبصعوبة وبعد جهد وصلت الى مكتب التسوية، وألقت بنفسها على اول كرسى وقعت عليه عينها، شعر الموظف بكم المرارة التى تشعر بها، وقدم لها كوبا من الماء، وطلب منها الهدوء، وان تقول له ماذا تريد.

أريد الخلع سيدى وليس شيئا غيره، رفض زوجى تطليقى ليكمل رحلة العذاب التى بدأها معى منذ سنوات، انا الزوجة الاولى المخدوعة تزوج زوجى من زوجتين نعم زوجتين دون علمى، وكان ينفق عليهما بسخاء وبذخ، ويعذبنى واطفالى بحجة ضيق الحال، وعدم مقدرته على نفقات المنزل، كيف فعل بى ذلك، كيف استطاع خداعى كل تلك السنوات؟

بدت الدهشة على وجه موظف مكتب التسوية، ولسان حاله يقول زوجتين، وليست واحدة؟! أنهكها الحديث وكادت ان تفقد وعيها، وطلب منها الموظف الهدوء واخذ وقت من الراحة، ولكنها قاطعته بكل عنف، امض فى دعوى الخلع وفورا، ربما لا أمتلك قوت يومى، ربما يقتلنى الفقر والجوع، ولكنى اموت ولن اعود اليه، الموت جوعا أرحم من الموت قهرا، اريد الخلع سيدى، اننى أبغض حياتى معه، أكره ان يرتبط اسمى باسمه، وانتهى الحوار وسجل لها الموظف ما أرادت، ولم يجد ما يقنعها به كعادته مع من تريد الخلع، فهذه حالة لم تمر عليه من قبل، زوجتان فى الخفاء لسنوات،

ومازالت الزوجة المخدوعة تنتظر حكم القضاء، لتنجو بما تبقى من حياتها وكرامتها من خائن بلا ضمير أو رحمة.