رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيد امرأة ...

صاحبة طلة بهية، فائقة الجمال، اعتادت أن ترتدى قبعة فوق رأسها وتترك بعض خصال متمردة من شعرها المتدلى على جبهتها، وتبدو عليها علامات الثراء الفاحش. 

ولكنها رغم كل ذلك ومع هذه الطلة البراقة والجمال الأخاذ والملابس الباريسية كان مصيرها أن تذهب الى محكمة الاسرة. 

 وبصوت يتدفق بنغمات تمتزج بالنعومة، والرقة، وأمام قاضي محكمة الاستئناف للأسرة قالت: «جمعتنى بزوجى قصة حب رائعة لا تنسى مهما مرت السنون ومهما باعدت بيننا الايام والمشاكل منذ أول لقاء بيننا بأحد الأندية الرياضية، وأصبحنا لا نفترق، وتعددت لقاءاتنا، وفى فترة وجيزة، أخبر عائلته برغبته فى الزواج مني، ولقى القبول من والديه خاصة عندما علموا بأننى أنتمى إلى عائلة ثرية، وأرستقراطية، تتناسب مع  عائلته المرموقة».

وأكملت حديثها للقاضى وفى عينيها تبدو الحسرة وخيبة الامل، دمعتان أبتا الا تسقطا وتفضحا ضعفها الذى اصرت ان تخفيه عن الجميع وعن نفسها فهى تعودت ان تكون قوية، اكتشفت أن المعيار الحقيقى للزواج هو العشرة، والاعتياد، والتعامل عن قرب، لقد كان لكل منا وجه آخر، وعيوب، لم تكشفها لقاءات الحب العمياء، ومخفية وراء نشوة المشاعر الأولى، وأصبح كل منا غير مستعد للتنازل أو التأقلم، من أجل البقاء، والحفاظ على العلاقة الزوجية، عقب كل مشكلة او خلاف فى الرأى يحدث بيننا وهذا ما يحدث بين كل زوجين. لا أبرىء نفسى سيدى فأنا ايضا ساهمت فى قتل علاقتنا ووضع نهاية لزواج كان حديث الجميع وكان مؤهلًا للنجاح والاستمرار والاستقرار فهذا الزواج توافرت له كل الاسباب كى ينجح.

ومع مرور الأيام تضاعفت خلافاتنا البسيطة وزاد مع عنادنا وعدم التتازل كى تعطى الروح لحياتنا الزوجية كى تستمر، تحول منزلنا الجميل الى جحيم لا يطاق، كل منا يهرب من الاخر لم نعد تتحدث الا نادرا وسمع الاهل بما وصلت اليه حياتنا وانها اصبحت على حافة الهاوية ولأن افراد الاسرتين كانوا يرغبون بقوة فى استمرار حياتنا وبأى طريقة. تدخل الأهل والأصدقاء للصلح، ولكن دون جدوى، كل جلسات الصلح والوفاق كانت تنتهى بالفشل ويأس الجميع من كثرة خلافاتنا وايضا اصرار كل منا على رأيه وان يفوز بالمعركة ومع مرور الوقت لم يعد احد يهتم بخلافاتنا. ولم يعد احد يسعى للصلح بيننا.  

وفى آخر مشادة كلامية نشبت بينى وبينه، مشادة عادية وسببها تافه لم اعد اتذكره سيدى فوجئت به يتحول الى شخص اخر لا اعرفه تحول الى وحش وتعدى عليّ بالضرب المبرح وترك اثاره على جسدى لأيام. 

لا أكذب عليك سيدى ألمى من صدمة اعتدائه عليّ  فاق المى من الضرب. وقررت ترك منزل الزوجية فورا. وطلبت من ابى تطليقى منه واننى لن ابقى زوجته ولو لساعة واحدة.  

 وأثناء التفاوض على اجراءات الطلاق وقعت المفاجأة التى لم تكن فى الحسبان. وقعت على رأسى كالصاعقة. عندما شعرت بحالة إعياء شديدة، وأخبرنى طبيب العائلة بأننى حامل، وتوقف التفاوض على الطلاق وبدا الحوار فى الصلح من اجل الطفل القادم وتعهد زوجى بعدم تكرار ما حدث وانه لن يغضبنى مرة اخرى وانا ايضا

فكرت فى طفلى القادم وانه يجب ان يأتى الى الدنيا وسط اسرة متحابة وتنازلت عن قرارى بالطلاق، وعدت إلى عش الزوجية، مرت شهور الحمل فى هدوء لا انكر ان زوجى تغيرت طباعه واصبح يعاملنى معاملة حسنة لدرجة انه خيل لى انه حقا اصبح شخصا اخر، صدقته وتمنيت ان تبقى حياتنا هكذا. وضعت طفلى وسط فرحة الجميع. مرت الايام سريعة هادئة. ولكن واضح انه كان حلمًا وان زوجى كان يتظاهر بحسن الخلق. وعادت مشاجراتنا تملأ البيت صخبا. وبدأ طفلى يشعر بالرعب من صوت والده. بلغ طفلى عامه الثانى وسط هذا الصخب والشجار، كانت صرخاته تفوق صوت مشاجراتنا من شدة الرعب الذى ينتابه من أصواتنا وصولاتنا وجولاتنا فى الشجار.

 لم أعد احتمل انين طفلى وصرخاته ولم تعد الحياة مع هذا الرجل ممكنة واتخذت القرار للانتقام منه، وللحد من كثرة تدخل الأهل، والأقارب، فى الصلح بيننا، وانتقامى أيضا لكرامتى التى أهدرها. 

طلبت منه الطلاق وأنا أعلم أنه سيرفض طلبى ووضعت خطة جهنمية عند رفضه تطليقى. وبالفعل رفض وأنه لن يسمح أن يربى طفله أحد غيره وبدأت تنفيذ خطتى وأبلغته أن الطفل ليس ابنه واننى كنت اعرف رجلًا اخر. أنه دفعنى لتدمير سمعتى بنفسى. 

جن جنونه وكاد أن يقتلنى. تمكنت من الهروب من مخالبه بمعحزة وفوجئت به يقيم ضدى دعوى بخيانتى له وانكار نسب الطفل. 

ولكنى نفيت كل الإدعاءات وأنه يتهرب من نفقة الطفل رغم غناه الفاحش. وأننى على استعداد لتحليل الدى إن ايه، وقضت محكمة اول درجة برفض دعوى الزوج واثبات نسب الطفل له واستأنف الزوج الحكم ووقفت الزوجة الانيقة بقبعتها المستوردة واثقة من نفسها فرحة لما فعلته بزوجها. وانكرت الخيانة وان الطفل ابن الرجل وفى ذات المحكمة اقامت دعوى خلع من هذا الرجل الذى طعنها فى شرفها وشكك فى نسب طفله. 

وجاء الحكم المرة الثانية باثبات نسب الطفل ورفض دعوى الزوج وألزمته بنفقة الطفل وخرجت الزوجة منتصرة مبتسمة تحدث محاميها باستعجال الحكم فى دعوى الخلع.