رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الليلة الأخيرة!

بوابة الوفد الإلكترونية

يعانى كثير من الأزواج والزوجات من تدخل الحموات فى حياتهم بعد الزواج من أبنائهم أو بناتهن ومحاولة تسييرها وفق ما تشاء الحماة دون أن تدرى بأن هذا التدخل قد يؤدى لتدمير حياة الأبناء، وأحيانا إلى فشل الزواج والانفصال وتشريد الأطفال وتحويل الحياة إلى جحيم، لكن أن يصل الأمر إلى القتل والسجن وتدمير الحياة وخسارة الأسرة بأكملها هذا ما حدث بالفعل بامبابة فى محافظة الجيزة. 

الزوج جلس أمام وكيل أول نيابة شمال الجيزة متهمًا بقتل زوجته، جاء ليعترف بجريمة قتل حبيبة عمره الزوجة التى اختارها من بين عشرات الفتيات بعد أن أسرت قلبه وعقله بجمالها وأخلاقها وقرر الارتباط بها لتكون شريكة حياته وأم أبنائه. جلس الزوج أمام وكيل النائب العام يروى مأساته، عقد قدميه تحت مقعده، يهتز كل أجزاء جسده النحيل لا يستطيع السيطرة على نفسه، وبعين مغرورقة بالدموع منكس الرأس وكأنه يتحدث مع الأرض التى تسمرت عيناه فيها وكأنه يتحدث الى مجهول غير مرئى، وكأنه يريد أن يختفى عن العيون، وبصوت مبحوح يشوبه ألم، وغصة تحدث أنه لا يدرى كيف طاوعه قلبه على قتل زوجته التى أحبها حبًا لا يوصف فقد ذاب فيها عشقا وكانت كل حياته ووصفها بأنها وديعة، وطيبة، ولكن كما قال الحياة لا تعطى كل شيء فأمام حبه لزوجته وحبها لها كان هناك ما ينغص حياتهما ويصر على تدميرها وقتل الحب فى قلبيهما. لا تصدق سيدى من هو. إنها حماتى. نعم أم زوجتى هى من حولت حياتى إلى جحيم وحولتنى الى قاتل وتسببت فى موت ابنتها.. نعم هى. فقد كانت تشعر بالغيرة من حبى لزوجتى وحبها لى منذ اليوم الأول لزواجنا. تخيل سيدى أنها كانت تأتى لزيارتنا وتبقى بالأسابيع وتصر أثناء وجودها أن تنام فى غرفة نومنا وعلى سرير زواجنا بجوار ابنتها. وكانت تختلق الأكاذيب كى تبقى بجوار ابنتها طوال الوقت. تحول حب حماتى لابنتها إلى كابوس وجحيم لى  وجعل زوجتى تتحول إلى إنسانة أخرى، وشعرت بأنها مستعدة للتضحية بى إرضاء لأمها على حساب بيتنا وسعادتنا، حاولت سيدى مرارا، وتكرارا أن ألفت نظرها أن أمها تتدخل فى حياتنا الشخصية بل فى كل التفاصيل التى لا يجب أن يعلمها غيرهنا.

عانيت من مكرها أشد المعاناة، سيدى فهى بارعة فى التمثيل، ومع أى مشكلة تستدر دموعها أمام زوجتى، فى محاولة لاستعطافها، وقلب الأمور ضدى وكانت كل تصرفاتها معى بوجه مناقض تماماً، حاولت كسب رضاها بكل السبل، من أجل استقرار حياتى مع زوجتى لكن دون جدوى، حتى شعرت وأنها حولت حياتى الزوجية إلى جحيم، وحينما نشبت بينى وبين زوجتى مشادة عادية على مصروف البيت وهذا يحدث فى كل منزل كما تعلم سيدى ولكن حماتى لم تترك الأمر يمر فى سلام أو تحاول الصلح بيننا، بل قامت هى وابنتها بإحضار سيارة نقل وأنزلت كل أثاث المنزل وذهبت به وأخذت ابنتها معها.

تنفس الزوج الصعداء، وكأن شريط الأحداث الضاغطة التى مر بها يسرى أمام عينيه، وقال: انتظرت حتى هدأت الأمور، وقمت بمصالحة زوجتى، لكن حماتى لم تتركنى وعادت مع

ابنتها الى منزلى وأخذت تتعدى عليّ بالسباب المهين أمام ابنتها، وتحرض ابنتها بالامتناع عن خدمتى وتلبية متطلباتى كزوج وفرض سيطرتها، وسخريتها المتكررة منى أمام زوجتى، وتشويه صورتى، وقلب الحقائق، والطامة الكبرى أن زوجتى كانت تنفذ كل أوامر أمها وتستمتع بإهانات أمها لى وبل وكانت تساعدها فى أفعالها الشاذة معى. تحولت الى عبد لجنون حماتى وسلبية زوجتى حاولت كثيرًا إصلاح الوضع ولكن لم أفلح صرت سجينًا لا أستطيع اتخاذ أى قرار فى بيتى، طلبت من زوجتى أن تعود أمها الى منزلها ونعيش حياتنا بشكل طبيعى كأى زوجين ولكنها أبت وأصرت على الوضع. رجوتها وتوسلت إليها إلا تهدم حياتنا ولكنها رفضت. 

وكان لا بد من اتخاذ قرار يعيد لى كرامتى ورجولتى بعد أن حولتنى زوجتى وأمها الى مسخ واتخذت القرار بقتل زوجتى، نعم قتلها، لم تعد تستحق حبى ولا تستحق الحياة بعد أن سلمت حياتنا لأمها لتدمرها وتقضى عليها فلم يعد للحياة معنى، قررت قتلها لتنتهى حياتها وحياتى بيدى وبمحض ارادتى هذه المرة وليس بارادة حماتى وكى أحرق قلب هذه العجوز التى دمرتنى بعد ليلة الحب الأخيرة، انتفضت من فوق فراشى، وتوجهت إلى المطبخ، وأمسكت السكين، ولم أشعر بنفسى، وكأننى مسلوب الإرادة، وسددت لها الطعنات تلو الطعنات، انفجرت الدماء من جسدها وأنا هادئ مستمتع بما فعلت وبما أراه بألمها وهى ترجونى أن أتركها تعيش ولماذا فعلت بها ذلك. قتلتك كما ذبحتِ رجولتى بالاشتراك مع أمك. كانت آخر كلماتى لها وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة لم أشعر بالندم رغم حبى وعشقى لها ولكن أمام ما حدث منها وأمها شعرت بنشوة الانتقام من هذه المرأة التى وهبتها حياتى وأعطتنى الألم والاهانة والجحيم.

انتهت اعترافات الرجل فى هذه اللحظة، رفع رأسه المنكس فى الأرض وكأنه أزاح العار الذى لحق به من حماته وزوجته.

وقرر وكيل النائب العام بحبس الزوج موجهًا له تهمة قتل زوجته مع سبق الإصرار ويحال الى محكمة الجنايات ومازال فى انتظار الحكم. 

وكان كل جلسة يسأل الحاضرين: هل مازالت حماته على قيد الحياة؟.