رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

العروس ناشز ..!

بوابة الوفد الإلكترونية

جلس منكس الرأس شارد يقلب فى حافظة المستندات التى يقبض عليها بقوة وكأنها تحوى ما فقده فى ركن بعيد فى إحدى قاعات محكمة مصر الجديدة فى الثلاثينات من العمر ولكن غزا الشيب رأسه وبدا كهلاً عجوز. الهموم انتصرت عليه يبدو ذلك من طلته ونظراته الزائفة. اقتربت منه وجلست بجواره وألقيت عليه السلام رد على التحية والكاد سمعت صوته الهزيل الحزين، قلت له هون على نفسك، نظر إلى نظرة مليئة بالعتاب والكلام واللوم ولسان حاله يقول هل تعرف ما أشكو منه أو أعانيه، وقلت له احكى ربما أساعدك، تساعدنى! كيف اتركنى وحالى ولكنى. طلبت منه الحكاية، ودون ان يدرى الرجل وكأنه غائب عن الوعى، أو انه اراد ان يلقى ما بداخله كى يرتاح.

تنهد طويلا وقال: فى العرف المفروض اننى الان عريس. واننى أعيش أجمل أيام حياتى. واننى اغترف الحب والسعادة. فلم يمر على زواجى سوى ٦٠ يوما فقط نعم ما تسمعه حقيقة. شهران عمر زواجنا. والآن أنا هنا لاتهم عروسى بالنشوز بعد رفعها ضدى دعوى خلع.

وأضاف أحببتها من كل قلبى، دلوعة هى خفيفة جميلة ابنة الجيران. حب عمرى. تابعتها سنوات أو كما يقال كبرت على يدى وأمام عينى. اكبرها بـ١٠ سنوات وبادلتنى هى الحب والغرام والرسايل والاحلام. وبنينا عشّنا معاً طوبة طوبة كما يقال على هوانا وكما نريد كان يطلق عليه بيت الأحلام. جميل بيتنا هادئ حالم. وتزوجنا وسط فرحة الجميع والأمنيات بالسعادة. مرت الأيام الأولى من الزواج هادئة جميلة سعيدة. انه الحب. كانت كل رغبات زوجتى أوامر. وكانت كل طلباتهم تأتى دليفرى. كل شىء دليفرى. وخاصة اكلنا. كل وجبات يومنا دليفرى، نعم كما تسمع فالعروس لا تهوى المطبخ، أو الأكل المنزلى، ولكنى عكسها. لا أحب الدليفرى، بدأت أشعر التعب نتيجة تناول الدليفرى. وطلبت منها دخول المطبخ وعمل الطعام وأحضرت لها اللحوم والطيور. ولكنها بقيت كما هى وطلبت الدليفرى. حاولت معها مراراً وتكراراً ذلك واننى اشعر بالتعب نتيجة تناولى أطعمة المطاعم ولكن لا حياة لمن تنادى

لجأت إلى أمها وطلبت منها ان تنصحها بالاهتمام ببيتها والمطبخ واعداد الطعام. وعندما حدثتها أمها فى الأمر جن جنونها وتحولت إلى انسانة لا أعرفها وبدأت فى التعدى على وأهانتى أمام أسرتى وتتعمد مضايقتى، جلست معها تذكرتها بحبها لى ومستقبل وأطفالنا الذين حلمنا بهم معا ولكن زادت فى عنادها وتهديدها لى. لأننى كنت أثق

بها وسلمتها أموالى وأوراقى وحياتى وبعد مشادة بيننا على عدم إعداد الطعام أو تنظيف المنزل وانها لا تفعل شيئاً سوى التفاعل مع مواقع التواصل الاجتماعى، تركت المنزل كى أعود بعد أن أهدأ قليلاً حتى لا يتطور الأمر بيننا.

وأمضيت بعضاً من الوقت مع أصدقائك وعدت لأجد عروسى قد لملمت ملابسها ومجوهراتها. وليس هذا فقط بل استولت على نصف مليون جنيه كنت أحتفظ بها فى المنزل. كدت أصاب بالجنون. تحدثت مع والدتها كى أعاتبها على ما فعتله ابنتها واننى ذاهب لاعادتها للمنزل. ولكنها ردت على بعنف.. بنتى مش هترجع لك تانى، وأدعت انتى اهينها واننى أقوم بالتعدى عليها بالضرب، وحاولت الدفاع عن نفسى ولكن دون جدوى.

فقلت لها ان ابنتها استولت على نصف مليون جنيه واننى ارغب إعادتها لأننى أحتاج اليها فى عملى. وكان الرد صادماً، مفيش فلوس.

وحاولت اعادتها لمنزل الزوجية عن طريق الأهل والمعارف ولكن دون جدوى. وفوجئت بمحضر من محكمة الأسرة يحضر لى إعلاناً بأن زوجتى أقامت دعوى خلع ضدى.. وجاء فى أوراق الدعوى. انها أحضرت شهود زور أدعو اننى أتعدى عليها واننى لا أقيم حدود الله

وكررت محاولات الصلح معها ولكن دون جدوى. ورفضت الأنظار الموجهة إلىّ بأن زوجتى تريد خلعى.

وأتيت وأقمت دعوى نشوز. ودعوى طاعة لإعادتها إلى منزل الزوجية. نعم هى ناشز..عروسى ناشز.. بعد شهرين من الزواج. وانتظر الحكم فى الدعوى لإعادة أموالى وكرامتى. وربما زوجتى. انهى الرجل كلامه، وترك المكان وكأنه لا يدرى ماذا فعل، حاولت الحديث معه ولكنه لم يسمعنى اختفى وسط طوفان من البشر فى أروقة وطرقات وقاعات المحكمة.