عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عائلة الطفل السوداني تُفجر مفاجآت مثيرة للوفد بجريمة قتله

مُحرر الوفد والعائلة
مُحرر الوفد والعائلة السودانية

 

أنين وصراخ على جنبات الطريق، ومجموعات يتهامسون في حزن، وآخرون جالسون يتأمولن تحرك السحاب، يرحيون عقولهم من التفكير في المصيبة العظيمة التي هوت عليهم دون استأذان، وافقدتهم لذة العيش، فمقتل "محمد حسن" طفل سوداني، زلزل كيان حي عثمان بمدينة 6 أكتوبر.  

 

اقترب مجدي صاحب الخمسين عاما صديق حسن "حداد"، والد المجني عليه، من بيت أسرت صديقه، بخطوات ثابتة، فهو اعتاد الذهاب إلى المنزل، الجميع ينظرون من المتجه إلى منزل حسن، فلا يوجد في هذا المنزل في هذا الوقت غير الطفل العائد من المدرسة، وبعد التأكد من انه "العم مجدي"، كما اشتهر في حي عثمان، اطمئنوا فصديق العائلة معتاد على المجئ إلى هذا المنزل.

 

انهالت مجدي على الباب بطرقات سريعة، فقد تأخرت الاستجابة، لعدم وجد في البيت غير "محمد" 13 عامًا، يذاكر ما أخذه في مدرسته، فالجميع يشهد بتفوقه في دراسته، لملم الطفل ما في يده من كتب، واتجه إلى الباب مسرعا، يلبي نداء "عم مجدي" لا يعلم محمد، ان الموت ينظره خلف الباب.

 

ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه صاحب الـ 13 عاما، فالطارق صديق الأسرة، لا خوف منه، فلوهلة اعتقد محمد أن هناك مشكلة، وبعد رؤية عمه مجدي، ذهبت كل الشكوك، ارتمى في حضن صديق والده، معبرًا له بكل عبارات الترحيب، لكن العم مجدي الآن مختلف عن ذي قبل،  فقد عبث الشيطان برأسه.

 

أخرج صديق الأسرة سكينًا كان يخفيها في طيات ملابسه، لم يفزع محمد، فثقته في مجدي كانت كبيرة، لأبعد الحدود، رفع صاحب الخمسين سكينه، وطعن من ارتمى في حضنه، وانهال عليه طعنة تلوى الآخرى، والطفل يصرخ ويسئال، "ماذا حدث"، لا يعرف لماذا يقتل، وبمن يستغيث، ارداه  ارضًا بـ 18 طعنة سددها له في جميع جسده.

 

أخفى سكينه وخرج تاركًا الطفل صاحب الـ 13 عاما غارقًا في دمائه، ينزف من جميع جسده، فــ 18 طعنة، افقدته دمًا خضب الأرض حوله، مرّ مجدي أمام شقيقة المجني عليه، التي كانت تلبي طلبات المنزل طبيعا، كأنه لم يقتل أحد.

 

دخلت شقيقة المجني عليه، البيت تبحث عن محمد وقعت عينيها على على دماء تملئ الأرضية، جرت على  أخيها لتجده يتقلب على الأرض يذرف الدماء من جسده، صُدمت من هول ما رأته، لكنها استجمعت قواها، وهرولت تبحث من يغيثها، وينقذ من امتلئت الأرض بدمائه، وجدت معلمة محمد في المدرسة، خارجة من عملها، بخطوات مسرعة، توجها إلى المنزل، وما ذال الطفل يفقد دمائه، حاولو اسعافه لكن الأمر يفوق قدرتهم، فليس مجرد جرح، بل طعنات متفرقة، وجهها له مجدي.

 

وطفل صغير شقيق المجني عليه يجري ويصرخ تجاه والد " حسن" الذي يعمل حداد، أن محمد، أصيب بجرح، فلا يستطيع صاحب الـ 5 سنوات أن يفرق الطفل بين الطعنات والجرح.

 

يقول حسن والدي المجني عليه، هرولت تجاه البيت، متحامل على قدماي الذين أشتكي منهما، ففلذة كبدي في خطر، كما أخبرني نجلي الصغير، صوت صراخ يعلو كلما اقتربت من البيت، وانا أحول أن أكذب أذناي، وانكر أي أفكار تتقافذ في رأسي، فأنا ليس

لي عداوة مع أي أحد، وعلاقتي طيبة مع الجميع.

ويضيف من انفطر قلبه، وصلت البيت ووجدت مصيبة قصمت ظهري، " محمد غرقان في دمه"، وانا فقدت السيطرة على نفسي ووجدت نفسي أسقط أرضا لا أعلم ما ذا أفعل، اتصلنا بالاسعاف، لكنها تأخرت، ونقلناه في سيارة إلى مستشفى فودافون، التي رفضت استقباله، واتجهنا إلى مستشفى الشيخ زايد، أود أن أنقذ ابني، لكن القدر له رأي آخر.   

وتابع حسن، رأيت الموت في عيني ابني وهو يقول قتلني عم مجدي، "نطق بالشهادتين"، وفاضت روحه إلى بارئها، كانت تربطني صداقة مع مجدي الذي كنت أعتبره، أكثر من أخ، فكنت استضيفه في منزلي ويمكث باليوم والأثنين، فكنت ارى فيه الشقيق والصاحب، ولم أتوقع يوما ان تأتيني الطعنة منه.

وعلى الجانب الآخر كانت تجلس والدة محمد، تستمع إلى كلمات زوجها وتذرف الدمع وتأن أنين الجريح، اقتربت جريدة الوفد، لتستمع منها الكلمات الخافتة، لكن المصيبة كانت كبيرة عليها، لم تستطع تحملها، وبعد طلبنا لها برفع صوتها، صرخت قائلة لن يشفي غليلنا غير القصاص.

و تلقت النيابة العامة إخطارًا بوصول جثمان طفل سوداني الجنسية إلى مستشفى زايد التخصصي بمدينة 6 أكتوبر، فانتقلت لمناظرته وتبينت به إصابات متفرقة بأنحاء جسده، ثم انتقلت لمعاينة العقار محل الواقعة فتبينت به آثار دماء أمام باب مسكن المجني عليه وبداخله، وسألت النيابة العامة خلال المعاينة جارة للمجني عليه فشهدت أنه طرق باب مسكنها فأبصرته ملقًى على الأرض مضرجًا بدمائه وأخبرها باسم المتهم الذي تعدى عليه.

وقد سألت النيابة العامة والد المجني عليه فشهد بوجود خلافات مالية بين المتهم وصديق له مقيم بالخارج، فتوسط هو فيما بينهما، ولكن صديقه أخلف وعده للمتهم، ثم يوم ارتكاب الواقعة أخبرته ابنته بتعدي المتهم على المجني عليه بسلاح أبيض (سكين)، وقد عثر والد المجني عليه بمحل ارتكاب الواقعة على متعلقات وأوراق خاصة بالمتهم، منها ما يُثبت الخلافات المالية المشار إليها، والتي اطلعت النيابة العامة عليها وتبينت منها عبارات توحي بإقدام المتهم على ارتكاب الواقعة.