رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عجوز لمحكمة الأسرة: ولدي قاس مش بيصرف عليا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

على مقربة من غرفة المداولة بمحكمة أسرة مدينة نصر استقرت السيدة العجوز بملابسها السوداء التي تشبه ملابس الحداد، ونظارتها ذات العدسات الداكنة اللون، التي اتخذت منها ستارًا تداري وراءه عينين أرهقهما البكاء من عقوق ابن كرَّست سنوات حياتها من أجله حتى ارتقى إلى أعلى المناصب، فكافأها بعد أن اشتعل رأسها شيبًا بطردها من البيت عقب وفاة والده، ورفض الإنفاق عليها رغم يسار حاله - حسب روايتها - منتظرة الإذن لها بالمثول أمام القاضي في قضية نفقة الأقارب التي أقامتها ضد ابنها لتلزمه بالإنفاق عليها.

"قلب ولدي عليَّ حجر".. بهذه الكلمات المأساوية وبصوت تتلون نبراته بالبكاء بدأت الأم سرد حكايتها : "كرَّست حياتي من أجل تربية ابني، ولم أقصِّر يومًا معه، أو أحرمه شيئًا قط، جعلت منه رجلًا محترمًا ذو شأن ومكانة عالية، وبدلًا من أن يحملني ويرعاني في كبري، ويكرمني حتى يوارى الثرى جسدي، كما حملته أنا وهنًا على وهن، ويكفيني شر العوز والحاجة، طردني من بيتي الذي اعتبره حقًّا مكتسبًا له عقب وفاة والده وامتلكه بمفرده، أدار ظهره لي، ولم يبالِ بما قد يحدث لي وأنا في هذه السن المتقدمة، ولم يكلف نفسه بالسؤال إلى أين أنا ذاهبة، وكيف سأدبر حالي وأنا ليس لي أي مورد رزق، أو دخل شهري ثابت؟ غض بصره عن شأني، وصار هدفه الوحيد

هو الخلاص مني".


تلتفت الأم العجوز ناحية الشباك وهي تواصل روايتها في محاولة منها للسيطرة على دموعها المتحجرة بمقلتيها قائلة : "وجدت نفسي وحيدة بعد طرد ابني لي، فطرقت أبواب المقربين والمعارف لعلي أجد منهم من يحتويني ويأويني في بيته، لكن يا لحسرة حالي! فلم أجد أحدًا يتحمل عجوز مثلي جيوبها خاوية وتحتاج إلى رعاية خاصة، وإذا كان ابني لم يتحملني وألقى بي في الشارع، فلا عتاب على قريبٍ أو غريب، وعندما ضاق بي الحال وسدت كل منافذ الرحمة في وجهي طالبت ابني بالإنفاق عليَّ لكنه ضرب بطلبي عُرض الحائط، وأعلن رفضه رغم يسار حاله، فلجأت إلى محكمة الأسرة، ورفعت ضده دعوى نفقة أقارب، أي أقارب هؤلاء وأنا الأقرب إليه أنا أمه؟!، وذلك لألزمه بدفع مبلغ شهري لي يكفيني، فأنا عاجزة عن الكسب، ولا دخل لي على الإطلاق، وليس لي من يعولني سواه".