رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لحظة جنون .. مختل عقليا يلقى اطفاله الثلاثة أمام قطار المنيا

بوابة الوفد الإلكترونية

نعم، نحن نعيش فى زمن اللامعقول، كيف نصدق أو نستوعب أن يقوم أب بإلقاء أطفاله فلذات كبده اسفل عجلات قطار قاسٍ لا يعرف الرحمة ويقف يشاهد أشلاء أطفاله متناثرة أمام عينيه هنا رأس أحدهما وهنا رجل وذراع وأحشاء.. الكل يجرى يستغيث يطلب النجدة الا وهو يشعر بالنشوة والسعادة والنشوة فهو تمكن من انهاء حياتهم سطر شهادات وفاتهم بدمائهم اسفل عجلات قطار امام اعين الجميع، أب مصاب بلوثة عقلية خرج للتو من مستشفى الأمراض العقلية على غير موعد لا احد يعرف كيف ولماذا خرج قبل ان يتم شفاؤه من مرضه الفعلى. فارتكب جريمة تقشعر لها الأبدان ويشيب لها الولدان وفى السطور التالية سنروى لكم الاحداث. قصتنا اليوم وقعت احداثها المفجعة، فى معصرة ملوى، جنوب محافظة المنيا، بصعيد مصر المحروسة، حيث عاش محمد ظروف قاسية من الفقر، بعدما تزوج من إحدى بنات الجيران، واسفر الزواج عن ثلاثة اولاد اكبرهم خديجة 8 سنوات وعمر 6 سنوات، ومنة 4 سنوات، عمل سائقاً على سيارات الاجرة، ورزق يوم بيوم، متطلبات الحياة كثيرة، والأجرة اليومية، لا تكفى نفقات المعيشة، اصيب محمد ( الزوج ) بحالة من الاكتئاب، من شدة الفقر، وكل لحظة كان يلعن حظه العاثر، يريد ان يخرج من حالة الفقر، لكن العين بصيرة والايد قصيرة. اصيب محمد من شدة التفكير، بحالة نفسية، ادخل على اثرها أحد مستشفيات الأمراض العقلية، لتعيش زوجته، واولاده على تبرعات أهل الإحسان، والخير، فى الاعياد والمواسم، وأصبحت الزوجة المطحونة، غير قادرة على نفقات علاج الزوج ونفقات مصروفات الاولاد والمعيشة الزوجة فى انهيار تمام كيف ستقضى الأيام القادمة ومن اين ستنفق على أطفالها ومن يقدم لها يد العون اليوم لن يفعلها غداً. انهكها التفكير لملمت جسدها النحيل وكورت نفسها بجوار أطفالها على حُصر بالية ربما تغفو فى النوم وتنسى ما يهمها. طرقات مدوية على الباب واحد يحاول الدخول بالقوة ولا ينتظر من يفتح له انخلع قلب الزوجة من سيكون القادم فى هذه الساعة المتأخرة من الليل. المسافة من حصيرها الى الباب شعرت انها دهر وفتحت الباب بيدين مرتعشتين لترى أمامها زوجها فى حالة يرثى لها لا يكاد يعرفها. ملابسه بالية. بادرته بالسؤال ايه الى جابك؟ هربت ولا ايه ولكنها لم تجد إجابة فهو ما زال لا يعى ما حوله أدخلته واتت له ببقايا الطعام التى فى البيت تناولها الرجل وكانه لم يأكل من زمن وأخذ جانبا بعيدا من المنزل وراح فى نوم عميق اشرقت الشمس وصحا الجميع من النوم الام والاولاد والاب القادم من مستشفى الخانكة دون ان يدرى الأطفال هرولوا نحو والدهم وارتموا فى حضنه والاب احتضنهم والدموع تتساقط من عينيه وعاد لوعيه وسأل زوجته كيف تعيشين أنتِ والاولاد ومن اين تنفقين عليهم. وردت ورأسها مطأطئ فى الأرض ولاد الحلال كتير. بتشحتى وتاكلى اولادى. وردت ما باليد حيلة يا محمد. بعد دخولك المستشفى لم اجد من يقرضنى او اجد عملاً أنفق منه على اولادى. ماذا كنت سأفعل لم يجد الزوج إجابة يرد بها على زوجته وفكر ماذا سيفعل هو هل سينتظر تبرعات اهل الخير لانه لن يعمل ولن يأمنه احد وخاصة وهو خارج من الخانكة. مجنون كما

يقال عليه، حدث نفسه قائلاً لماذا يعيش اولادى حالة الفقر والذل والمهانة، شيطانه اللعين وسوس له اصطحاب أطفاله بحجة القيام معهم بنزهة، خرج بالأولاد، ناحية محطة السكة الحديد، لتسير بجواره خديجة وعمر ومنة، وجميعهم تملأ الابتسامة وجوههم البريئة فرحين بمنظر القطارات، ولكن لم يعلموا انهم على موعد مع الموت، اثناء تحرك القطار، أمسك الأب بخديجة وعمر ومنة وألقى بهم بكل قوة الواحد تلو الآخر امام القطار المسرع، سحقتهم عجلات القطار، مزقتهم اشلاء، ثلاث أرواح بريئة، ازهقت خلال ثوانٍ معدودة والمتهم اب غير مسئول عما يفعل ولا لماذا يفعل فهو مصنف بانه فاقد الأهلية الأطفال يصرخون بأرواحهم البريئة اثناء دهسها مودعة جحود الآباء والدنيا الظالمة، والأب بعد فعلته الشنيعة، يحاول الفرار من ايدى رجال البوليس، وقفز فى ترعة الإبراهيمية الملاصقة لشريط السكة الحديد، محاولاً الانتحار فى النهاية يتم الامساك بالأب القاتل، لم يقل شيئاً سوى انه اراد ان يرحمهم من الفقر والجوع وسؤال الناس. هل يدل هذا على ان الرجل عاقل ام مجنون لا احد يعلم جريمة بشعة تورط فيها من وقّع على خروج (محمد) من مستشفى الأمراض العقلية قبل اتمام شفائه، جريمة لا يصدقها عقل، ولا يقدر على فعلها عاقل، نعم، ومن قال ان الأب حين فعلها كان متزن العقل او فى وعيه، لتبقى جريمة سفك دماء الارواح البريئة معلقة فى رقاب كل من سهل خروج الأب من الخانكة، وفور وصول الامر للواء محمود خليل، مدير أمن المنيا، يتحرك على رأس قوة امنية، ويتم تسليم المتهم بعد تحرير المحضر وعرضه على النيابة العامة، وهو فى حالة هذيان، ويتمتم بأسماء أطفاله تارة ويضحك تارة وينهار فى نوبة من البكاء مرة ثالثة. جمع الأهالى اشلاء الضحايا الأبرياء، وتم تشييع الجنازة لمدافن العائلة، وسط صراخ مدوٍ للأم المكلومة، والتى كانت تنادى على كل طفل باسمه، وسط النعوش الثلاثة، دفنت الأطفال البريئة تشكو الى الله، بأى ذنب قتلت، الأم عادت الى المنزل تجر أذيال الحزن الى جنبات المنزل، والبيت أصبح خراباً خاوياً مخيفاً. هدوء قاتل.. أين لهو الأطفال ولعبهم وضجيجهم؟ كل هذا ذهب فى لحظة جنون!