رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مأساة ام البنات .. زوجة تطلب الخلع لزواجه من اجنبية

بوابة الوفد الإلكترونية

تجاوزت الأربعين عاما من عمرها ولكن الزمن وما تعرضت له من معاناة وقسوة فى الحياة جعلها تبدو فى سن الستين؛ هزيلة ذابلة تسرب الشيب إلى خصيلات شعرها وبدت كأنها سيدة عجوز وجهها شاحب وكأنها خارجة للتو من رحلة طويلة مع المرض.

جاءت إلى مكتب التسوية بمحكمة الأسرة فى امبابة لا تقوى قدماها على حملها وفى يديها كومة من الأوراق المهلهلة تتساقط منها وتنحنى لجمعها. وصلت إلى المكتب بعد معاناة جلست تنتظر أن يستدعيها الموظف لسماع شكواها، لحظات مرت عليها كالدهر ومر شريط حياتها أمام عينيها كفيلم قديم باهت خالٍ من الألوان أحداثه ندرت فيها لحظات السعادة.

طلبها موظف مكتب التسوية وأجلسها على كرسى أمامه وطلب منها رواية حكايتها وما الذى أوصلها إلى هذا المكان ولماذا تصر على الفراق عن زوجها خلعًا دون عودة.

سبقتها دموع حاولت إخفاءها أو التظاهر بالقوة ولكن لم تستطع، طلبت كوبا من الماء تناولت بضعه وحاولت جاهدة الحديث وبدأت تروى مأساتها:

أنا أم لأربع بنات، ارتبطت بزوجى منذ ١٨ عاما كاملة كان يعمل مرشدا سياحيا. كان زواجنا زواج صالونات كما يقال ولكن لم تكن بيننا قصة حب ولكن مع الوقت وحسن العشرة تغلبت على حياتنا المودة والرحمة وخاصة بعد إنجابى طفلتى الأولى، لا انكر أن زوجى كان طيب القلب شهمًا يحاول بقدر الإمكان إدخال السعادة للمنزل. مرت سنوات حياتنا فى هدوء لا يخلو من بعض المشكلات والعثرات وهذه سنة الحياة.

كنا نتغلب عليها وتمر وأنجبت طفلتى الثانية والثالثة والرابعة وأصبح لدىّ أربع بنات، ثقل الحمل على زوجى وزادت الأعباء ومع الأحوال التى تعرضت لها البلاد والكساد فى مجال السياحة بدا دخل زوجى لا يكفى الإنفاق على البيت ومدارس البنات.

قررت النزول إلى العمل لمساعدة زوجى فى نفقات البيت والتخفيف من أعبائه وفعلا عثرت على عمل متواضع ولكنى وافقت عليه حتى أحصل على راتب بسيط وقمت ببيع ما أملكه من مصوغات كنت أدخرها.

كل هذا والحياة هادئة وتمر الأيام ونتمنى تحسن الأحوال وفوجئت بزوجى يبلغنى بأنه سوف يسافر للعمل فى إحدى الدول الأوربية بحثا وراء الرزق وتحسين مستوى المعيشة وتأمين مستقبل البنات وأنه حصل على فرصة السفر عن طريق سائحة تعرف عليها من خلال عمله فى مجال السياحة رفضت فكرة سفره وتركه لى وبناتى الأربع وهن فى هذه السن وانى لا استطيع تحمل مسئولية رعايتهن بمفردى ولكن زوجى أصر على السفر. ولكن كان عندى أمل فى عدم استطاعته الحصول على فيزا من الدولة الاوربية ولكن فوجئت بحصوله على الفيزا وحدد ميعاد السفر ولكن كيف؟ لم احصل على إجابة.

ودعت زوجى أنا وبناتى على أمل أن يعود قريبا ولكن كانت الصاعقة التى

وقعت على رأسى ودمرت حياتى أثناء ترتيب أوراق زوجى عثرت على قسيمة زواج حديثة يردنى فيها لعصمته بعد طلاقه لى.

هرولت بالوثيقة وتبين أنها مزورة وان التوقيع ليس لى ولا أعرف كيف فعل ذلك ومع البحث اكتشفت أن زوجى قام بتطليقى طلقة بائنة حتى يتمكن من الزواج من الأجنبية ثم قام بردى إلى عصمته بوثيقة زواج مزورة.

وانهارت الزوجة وراحت فى نوبة من البكاء وبعد أن تمالكت نفسها واصلت رواية مأساتها التى لا يستوعبها عقل: توجهت إلى المختصين ودار الافتاء كى افهم الوضع الذى وضعنى فيه زوجى.

وتتوالى المفاجآت: أنا مطلقة بالفعل من زوجى وان زوجى عاش معى فى الحرام طوال الفترة السابقة والآن جاء دوركم، لا اطلب التسوية، لا اطلب العودة.

وكيف تطلبون منى ذلك أو تحاولون اعادتى إليه لقد طلقتى وردنى دون أن اعلم وعاش معى بأوراق مزورة رضى على نفسه وعلىّ أن نعيش تحت سقف واحد ونحن لسنا ازواجًا.

تركنى وبناتى فى معترك الحياة وهرب مع عشيقته إلى بلد لا يمكن الوصول إليه ولكن من حقى اللجوء إلى القضاء اطالب بتطليقى منه خلعا وأطلب نفقة لبناتى الأربع.

الذهول أربك موظف التسوية من الرواية ولسان حاله يقول كيف يفعل رجل بزوجته وبناته ما فعل؟ تسلم منها الأوراق وشهادة الزواج الحديثة المزورة وطلب استكتابها للتأكد من أن التوقيع على قسيمة الزواج ليس لها. كيف تزوجته منذ ١٨ عاما.. كيف أتزوجه مرة أخرى منذ عام.

ابلغها أنه فورا سوف يبدأ فى إجراءات القضية وسوف يبلغ سفارة البلد الذى هرب إليه الزوج وزوجته الاجنبية لإبلاغة بالدعوى المقامة ضده.

أنهت الزوجة المنكوبة حكايتها وتركت أوراقها ولملمت نفسها وغادرت المكان وهى تحدث نفسها ولا تعى ما حولها لتعود إلى هم بناتها الأربع ولكن ماذا ستقول لهن عما فعله والدهن!!