عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظلمنى زوجى..تزوج باخرى ومنع عنها المصروف لتموت جوعا وطفليها

بوابة الوفد الإلكترونية

تستعد «فاتن» لاستقبال عامها الثلاثين، لا تكاد تنتهى من أداء أعمالها المنزلية سريعًا، حتى ترتدى ملابسها البالية وخمارها الذى لا يخلو من الرقع، وكومة من أوراق تقاوم الفناء، وتنطلق بعد أن اصطحبت طفليها إلى محكمة الأسرة بزنانيرى، لتعرف مصير الدعوى التى أقامتها ضد زوجها، لتلزمه بدفع نفقة متعة مؤخر صداقها بعد أن قام بتطليقها دون سابق إنذار أو سبب معلن.

وبعد معافرة مع الزحام وحرارة الجو وبكاء طفليها، تصل إلى قاعة المحكمة بعد عناء لتسقط بجسدها الهزيل على مقعد بأقصى مكان بقاعة الجلسات فى انتظار بدء نظر دعواها التى تظن أنها الملاذ الأخير لها ربما تحصل على مبلغ من المال يكفيها وابنيها ذل السؤال والحاجة. 

بدأت إجراءات الجلسة وجاء الدور عليها وطلب منها القاضى الاقتراب من المنصة حتى يستطيع أن يسمع صوتها الهزيل كجسدها.

وسألها: ما شكواك؟ إننى أستمع لك.. ليس معك محام؟ سألها القاضى وهزت رأسها بالنفى..فطلب منها الحديث، بدأت الزوجة روايتها قائلة: «تزوجته كى أهرب من السجن الذى بناه والدى ووضعنى فيه أنا وإخوتى، فقد كان رجلاً متشددًا وقاسيًا، يحرِّم كل شىء، ويرى أن البنت مكانها فى النهاية بيت زوجها، ولا يحق لها أن تحلم وتسعى لتحقيق حلمها، وكنت أظن أن هذه الزيجة ستضمن لى أن أكمل تعليمى الذى رفض أبى أن أواصله، فقد كنت أطمح فى الالتحاق بالجامعة، بحيث يصبح لى مصدر دخل، ولى شأن وكيان مستقل، ولذلك لم أبالِ بالـ10 أعوام فارق السن بينى وبين زوجى، ولكن يبدو أن كل حساباتى كانت خاطئة، فبعد الزواج لم يفِ زوجى بعهده الذى قطعه على نفسه من قبل، ورفض أن أستكمل دراستى بحجة أن البيت بحاجة لتفرغى، وأن الدراسة ستعطلنى عن أداء مهامى كزوجة، وأيَّده والدى فى قراره».

تنتزع الزوجة من شفتيها الجافتين ابتسامة حزينة وهى تواصل حديثها: «تخليت عن حلم الالتحاق بالجامعة، وتفرغت للبيت ولإنجاب الأطفال تنفيذًا لأوامر زوجى، الذى لم يكن يكف عن الإلحاح علىّ لإنجاب المزيد من الأولاد، ولم يسمح لى خلال السنوات التى عشتها معه أن أقترب من محل عمله او معرفة أسراره، أو أين يعمل أو ماذا أو كم دخله وعندما حاولت فعلها ذات مرة كان التوبيخ والطرد والضرب أمام العاملين جزائى، ومن وقتها لم تطأ قدمى محل عمله، ولم أعد أسأله عن أى شىء يخصه، وبت أتحصل على بضعة الجنيهات التى يلقيها إلى فى نهاية كل شهر وأدبر بها نفقات البيت وأنا صامتة».

فلمن ألجأ سيدى، فوالدى باعنى بلا رجعة وكلما لجأت اليه أشكو حالى نهرنى ويخرجنى من بيته شبه مطرودة بحجة أننى يجب ألا أبيت بعيداً عن بيتى..رجوته كثيراً أن أبيت فى حضن أمى مع اخوتى ولو ليلة واحدة، أتنفس فيها الحياة بعيدا عن سجن زوجى ولكنه كان الرفض هو الإجابة وأعود الى منزل زوجى أجر أذيال الخيبة، راضية بما قسمه الله لى. 

وأمام تخلى أبى عنى وتشجيعه لزوجى على أن يفعل بى ما يشاء فوجئت بزوجى يتعرف على امرأة أخرى ويتحدث معها بكلام الحب الغرام الذى يحرمنى منه على مسمع منى وفى عينيه السعادة.. حاولت الاعتراض.. الشكوى.. اللجوء الى أبى.. وكان جوابه من حق الرجل الزواج بأربع سيدات.. وقد كان تزوج زوجى من حبيبته وترك

لى المنزل.. أغلقت بابى على وطفلى وكل ما كنت أحلم به أن يرسل لى زوجى نفقات الطفلين وأن يكفينا شر الحاجة وليعيش هو كما يشاء. هذا قدرى.. ويكفينى أن أربى ولدى وأسعى لإكمال مشوار الحياة معهم.. مر الشهر الأول على زواج زوجى. انتظرت زيارته لرؤية أولاده وإعطائى النفقة.. ولكن لم يحضر ومر الشهران الثانى والثالث وامتنع أيضاً عن دفع ايجار المنزل وطلب منى مالك العقار دفع الايجار أو ترك المنزل..

ولم أجد أمامى إلا أن أتصل بزوجى ولكنه لم يرد على تليفوناتى وتركت له العديد من الرسائل أطلب منه فيها إرسال مصاريف الطفلين وايجار المنزل وأننا سوف نُطرد من الشقة.

ولكن لا حياة لمن تنادى.. وأيضا طرقت منزل والدى أستغيث به من جوع أولادى وجبروت وجفاء والدهم.. وأننا سيكون الشارع مصيرنا.. ولم أستغرب موقف والدى السلبى الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع.. وتركنى وطفلى نواجه المجهول والظلم، ولم تنتهِ مأسأتى عند هذا الحد سيدى، بل فوجئت بمن يطرق بابى اعتقدت أن زوجى صحا ضميره وأتى لرؤية أولاده ولكن كانت المفاجأة التى لم أكن أتوقعها رغم أن كل ما يحدث كان يؤكد حدوثها.. وجدت طارق بابى هو موظف من المحكمة أتى لتسليمى ورقة طلاقى التى أرسلها لى زوجى على يد محضر وطلب منى التوقيع بالاستلام.. وقعت ولم أدر بنفسى من هول الموقف.. سألت لماذا كل هذا الظلم. لملمت بقايا روحى واحتصنت ولدى وبكيت طويلا.. وعندما انتهى كل هذا.. جمعت ما أملك من أوراق تثبت هذا الزواج والطلاق ووجود الأطفال وأتيت الى هنا أبحث عن العدل فى رحابكم.. أبحث عن العدل الذى حرمنى منه أبى وأبوأولادى..

جئت أطلب بعض حقى وحق الطفلين.. هذه حكايتى سيدى ولك الحكم.

الحكم آخر الجلسة.. انتظرت على أحر من الجمر نهاية الجلسة. 

وجاء وقت العدل والإنصاف وهو إلزام الزوج بدفع كل حقوق الزوجة وطفليها من مأكل وملبس ومصاريف مدارس ابتسمت ولكن الابتسامة كانت حزينة صاحبتها الدمعة.. وهى تقول لنفسها.. لعلى أنسى.. ولكن هل سيلتزم زوجها بحكم القضاء أو سيستمر فى تعذيبها.. وخرجت تمسك يدى طفليها بقوة لتنتظر بماذا ستأتى الأيام القادمة.