رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قسوة الحياة..!!

بوابة الوفد الإلكترونية

تتجاوز «مى» الباب الحديدى المفضى إلى الطابق الأول من المبنى القديم لمحكمة الأسرة بزنانيرى بخطوات ثقيلة، وبعد عناء تجد الزوجة الثلاثينية ضالتها فى كرسى معدنى قابع وحيدًا فى طرقة طويلة، تهرع السيدة الثلاثينية صوبه وعلامات الارتياح ترتسم على ملامح وجهها الخمرى، ثم تسقط عليه بجسدها المنهك من التنقل بين أروقة المصانع وبيوت العباد بحثًا عن بضعة جنيهات تسد بها جوع طفليها بعد أن تركهما والدهما ميسور الحال - حسب قولها- دون مال ولا سند وتفرغ لنفسه، فى انتظار دورها لسحب أوراق دعوى نفقة زوجية ونفقة صغيريها.

تقول الزوجة فى بداية حديثها:  «تزوجته عن حب وصدق حقًا الذى قال: «مرآة الحب عمياء»، ومرت الخمس سنوات الأولى من حياتنا رغم ما كان يشوبها من كلمات تتناقلها ألسنة الناس عن استقباله للساقطات فى غيابى، لكننى لم أكن أصدق أيًّا منها، قد يكون لأنه كان يجيد فن إخفاء سقطاته ويبرع فى أداء دور العاشق المخلص، وبعد إنجابى طفلين تبدَّل حال زوجى فأخذت أراقبه كى أعرف السبب».

تتابع الزوجة حديثها: «واكتشفت أننى قد عشت طيلة هذه الأعوام فى كذبة كبرى، الجميع كان يعلم تفاصيلها ويمصمص شفتيه ويقلب كفيه حزنًا على وأنا كالبلهاء، وحينما سألت زوجى لماذا يخوننى، قال بنبرة متبجحة: «المهم إنى مكفى بيتى ولو عايزة تعيشى استحملى»، فتركت له البيت وسريعًا ما عدتُ بعد تعهداته أمام الجميع بالكفِّ عن العبث بكرامتى، تحملت من أجل تربية الطفلين، فمن سيتحملهما وأنا بلا مورد، لكنه نكص عهوده.

تنهى الزوجة روايتها بصوت منكسر: «حينها أصررت على الطلاق لكنه رفض، وتركنى 3 سنوات بلا مال ولا مأوى، فأقمت دعوى نفقة لى ولصغارى، ولبطء إجراءات التقاضى عدت ثانية للعمل بالمصانع والخدمة فى بيوت العباد،

واضطر ابنى الذى لم يكمل عامه العاشر بعد أن يبحث هو الآخر عن عمل يساعدنى به فى تسديد إيجار البيت الذى استأجرناه هربًا من سوء معاملة أهلى، والآن زوجى يحاول أن يعيدنى مقابل أن أتنازل عن دعوى النفقة، ولا أعرف ماذا أفعل هل أعود إليه وأقبل بشروطه، لكنه لن يتوب عن خيانتى، وماذا عن الطفلين، أعلم أن مصلحتهما مع أبيهما، وحبال المحاكم طويلة، وأعى أننى خاسرة فى كل الحالات ولو عدتُ إليه سأعود وأنا صاغرة ذليلة، ولكن على الأقل لن يمر عيد دون أن اشترى لهم ملابس جديدة وأنا أنتظر المال كى أطعمهم».

ماذا أفعل هل أعود إليه وأتحمل الذل والخيانة والمهانة طوال الوقت بلى سئمت من زوجى فى كل أفعاله الدنيئة طالما طالبت بالعودة إليه مقابل اطعام أولادى وكسوتهم.. أشعر الذل والمهانة.. أشعر بالقهر ولكن أمام حاجة أولادى للمال والطعام وعذاباتى فى خدمة المنازل والعائد الضئيل الذى أحصل عليه جئت لأسحب دعوى النفقة والطلاق كى أعود لزوجى ولكن ما زلت مترددة. إننى بين نارين: إنقاذ أولادى، ولكن ما أقبل عليه هو الموت بعينه.. ولكن حياة أولادى أهم.