بعد اختطافه 4 أيام.. تحرير موظف بريد من أبناء عمومته وطلب فدية مليون ونصف المليون
شهدت منطقة قارون، التابعة لمركز يوسف الصديق، بمحافظة الفيوم، واقعة غريبة على المجتمع الريفي والعادات والتقاليد التي يعيش عليها أهالي تلك المنطقة، وهي اختطاف موظف بريد على يد اثنين من أبناء عمومته بمساعدة ثلاثة آخرين من إحدى قرى الصعيد، لمدة أربعة أيام وطلب فدية مليون و٥٠٠ ألف جنيه لثراء أشقاء المختطف وسفرهم للخارج وامتلاكهم عددًا من المطاعم والمشروعات الخاصة به.
فتحول ذلك إلى حقد ناقم، وسولت لهم أنفسهم ارتكاب هذه الواقعة بغرض الفوز بمبلغ كبير، خصوصًا استطاعة الموظف وتمكنه من صرف مبالغ مالية كبيرة من البريد بحكم وظيفته، اعتقادًا منهم بدفع دية من المبالغ المالية التي بعهدته.
بدأت الواقعة عندما قام أهل المختطف وشركاء أهليته بالمقاولات بإبلاغ الرائد إسلام سمير، رئيس مباحث قسم شرطة ثاني أكتوبر، باختطاف موظف بالبريد يدعى "عبدالله محمد يوسف غانم"، له محلان إقامة، أحدهما قرية قارون بمركز يوسف الصديق وبمحافظة الفيوم، والآخر بدائرة قسم شرطة أول أكتوبر، أثناء انتظاره داخل سيارة السائق بدائرة القسم.
وأفاد السائق المبلغ بأنه بتاريخ الواقعة تقابل مع المختطف وتوجها للمنطقة المُشار إليها لتحصيل مبلغ مالى "جمعية"، ولدى وصولهما قام بتركه داخل السيارة، وعقب عودته اكتشف اختفاءه والسيارة، وفى وقت لاحق تلقى اتصالاً هاتفياً من هاتف محمول طلب خلاله مجهول مبلغ مليون ونصف مليون جنيه، مقابل إطلاق سراح المختطف، وفى وقت لاحق عُثر على السيارة بإحدى المناطق بدائرة القسم.
وبالتحريات تبين صحة البلاغ بمعرفة الرائد محمد فودة، ورئيس المباحث الرائد إسلام سمير، ومفتش المباحث المقدم فوزي عامر، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة ثلاثة أشخاص "السائق المُبلغ، وسائق آخر وخفير خصوصى" وهم المتهم الأول "حمادة سيد محمود أحمد غانم"، نجل عم المجني عليه، والمتهم التاني"حسانين محمد حسن جاد الحق"، والمتهم الثالث "رجب محمد عبدالسلام مؤمن"، والمتهم الرابع "هارب" ويدعى "محمد عبدالكريم محمد خميس"، وأمرت النيابة بضبطه وإحضاره، وجميعهم
عقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم بمأمورية أسفرت عن ضبطهم وأمكن تحرير المختطف من مكان احتجازه بمحل عمل المتهم الثالث بدائرة قسم شرطة أول أكتوبر، وتبين أنه مصاب بكدمة بالوجه، وبمواجهتهم بما توصلت إليه التحريات اعترفوا بارتكابهم الواقعة، وقرر المتهم الأول أنه نظرًا لارتباطه بصلة قرابة بعائلة المجني عليه وعلمه بثرائهم، فعقد العزم على خطفه ومساومتهم على دفع مبلغ الفدية، وفى سبيل تنفيذ مخططه استعان بالمتهمين الثانى والثالث لارتكاب الواقعة.
ووجهت إليهم الاتهام أمام رئيس النيابة أحمد حنفي بخطف مواطن وابتزازه ومساومة أهله على مبلغ مليون وستمائة ألف واحتجاز مواطن دون وجه حق، حيث ظل المجني عليه مختطفًا، وتحرر المحضر رقم 4887 جنح لسنة 2020 قسم ثاني أكتوبر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات وأخطر اللواء طارق مرزوق مساعد الوزير مدير أمن الجيزة.
أثبتت تحريات المباحث بأن السيارة رقم س ج ن 1927 مصر، التي ارتكب بها المتهم الأول "حمادة "جريمة الخطف مبلغ بسرقتها منذ ١١ شهرًا واعترف بالسرقة، وقرر أحمد حنفي رئيس النيابة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات وبعرضهم على قاضي التجديد قرر استمرار حبسهم 15 يوماً على أن يراعى التجديد لهم في الميعاد.