رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تامر فقد عمله ومسكنه عقب إصابته بالعجز في‮ ‬مظاهرة جمعة الغضب



نزيف حاد شهدته شوارع مصر‮ ‬يوم جمعة الغضب،‮ ‬حيث ارتوت الميادين بدماء المصريين المخلصين الذين نرفع لهم القبعة وسيذكرهم التاريخ علي‮ ‬صفحاته،‮ ‬ليردد الاطفال اسماءهم ضمن الابطال،‮ ‬وفي‮ ‬نفس الاتجاه هناك العديد من المصابين الذين تعرضوا للتعدي‮ ‬والسحل بتهمة الدفاع عن حقوقهم المسلوبة منهم وهناك من ضحي‮ ‬بمستقبله المهني‮ ‬ودفع العديد من الشرفاء المصريين ثمن اشتراكهم في‮ ‬المظاهرات فهناك من ألقي‮ ‬القبض عليهم والبعض تم طرده من وظيفته بعد اصابته بعاهة علي‮ ‬يد رجال الداخلية،‮ ‬والجديد ان تسببت الثورة في‮ ‬طرد اسرة كاملة من مسكنها‮.‬

تقابلت‮ »‬الوفد‮« ‬مع أسرة تامر حسن أحمد لتتعرف علي‮ ‬مأساته التي‮ ‬تسبب فيها رصاص الداخلية بدأ تامر كلامه بحسرة قائلاً‮: »‬خرجت‮ ‬يوم جمعة الغضب مع زملائي‮ ‬للتظاهر تاركاً‮ ‬مستقبلي‮ ‬علي‮ ‬كف عفريت‮.. ‬لأعود بعاهة مستديمة تمنعني‮ ‬من العمل‮.. ‬وصاحب العقار‮ ‬يطردني‮ ‬من منزلي‮«.‬

استكمل كلامه قائلاً‮ ‬وكأنه‮ ‬يسترجع شريط حياته قبل الواقعة‮: »‬أنا كنت أعمل أرزقي‮ ‬باليومية قبل اصابتي،‮ ‬وتزوجت حديثاً‮ ‬في‮ ‬شقة بشبرا الخيمة ساعدني‮ ‬والدي‮ ‬في‮ ‬تأسيسها،‮ ‬وحاولت العمل ليل نهار لدفع‮ ‬300‮ ‬جنيه شهرياً‮ ‬ايجار الشقة،‮ ‬وانجبت طفين عمر‮ ‬3‮ ‬سنوات وسندس سنة ونصف‮«.‬

وأضاف كنا نعيش حياة قاسية لصعوبة المعيشة وفي‮ ‬بعض الاحيان كان أطفالي‮ ‬ينامون وهم جياع،‮ ‬وسمعت من اصدقائي‮ ‬ان هناك مظاهرة‮ ‬يوم‮ ‬25‮ ‬يناير لاسقاط النظام ورغبت بكل شغف في‮ ‬الاشتراك بها الا انني‮ ‬لم استطع ترك عملي،‮ ‬وانتهزت فرصة‮ ‬يوم جمعة الغضب للنزول الي‮ ‬الميدان للمطالبة بحقوقي‮.‬

واستكمل كلامه قائلاً‮ ‬أثناء سيري‮ ‬بصحبة اصدقائي‮ ‬حاول الامن المركزي‮ ‬منعنا من الوصول الي‮ ‬ميدان التحرير ولكننا صممنا علي‮ ‬التواجد في‮ ‬الميدان مهما كلفنا الأمر،‮ ‬واثناء الجري‮ ‬في‮ ‬شارع قصر النيل سمعت صوت الرصاص ولكن لم التفت إليه،‮ ‬وأضاف قائلاً‮: ‬كان الأمن بيضربنا عايز‮ ‬يموتنا مش تهويش‮«‬،‮ ‬وفوجئت اثناء تظاهري‮ ‬برصاصة خائنة اخترقت ظهري،‮ ‬ولم اشعر بنفسي‮ ‬إلا وأنا في‮ ‬العناية المركزة بمعهد ناصر‮.‬

ووصفت زوجته لحظات القلق التي‮ ‬شعرت بها‮ ‬يوم جمعة الغضب وهي‮ ‬جالسة في‮ ‬بيتها تدعو من الله الحفاظ علي‮ ‬شباب الثورة،‮ ‬وقالت لـ»الوفد‮« ‬شعرت بالقلق علي‮ ‬زوجي‮ ‬عندما تأخر عن ميعاد رجوعه وكانت جميع شبكات الهواتف المحمولة معطلة ولم اتمالك مشاعري‮ ‬وأردت ان انزل بنفسي‮ ‬للبحث عنه،‮ ‬إلا انني‮ ‬فوجئت باحد اصدقائه‮ ‬يطرق علي‮ ‬الباب ليخبرني‮ ‬بأن زوجي‮ ‬أصيب‮.‬

‮»‬أسرعت الي‮ ‬المستشفي‮ ‬لأجد حالته سيئة جداً‮ ‬وتم وضعه في‮ ‬العناية المركزة بعد ان اجريت له عمليات تم فيها استئصال‮ ‬40٪‮ ‬من المعدة والطحال بأكمله وجزء من الكبد،‮ ‬ليخرج من المستشفي‮ ‬لتستقبله مصيبة طردنا من الشقة بعد ان عجزنا عن دفع ايجار الشهر بسبب حجزه في‮ ‬المستشفي‮ ‬ايام الثورة وعدم قدرته علي‮ ‬العمل‮«.‬

وقال تامر‮ »‬فوجئت بصاحب العقار‮ ‬يلقي‮ ‬بأثاث شقتي‮ ‬في‮ ‬الشارع وحتي‮ ‬الآن لم تصرف لنا المعاشات التي‮ ‬وعدت بها وزارة المالية بعد ان ماطلته اكثر من جهة‮.‬

واكد تامر أنه لن‮ ‬يترك حقه وتقدم ببلاغ‮ ‬لنيابة قصر النيل برئاسة محمد عبد الشافي‮ ‬رئيس النيابة‮ ‬يتهم فيه وزير الداخلية ومدير امن القاهرة بقتل واصابة المتظاهرين‮. ‬ويباشر محمد فخري‮ ‬وكيل اول النيابة التحقيق في‮ ‬البلاغ‮ ‬بعد الاطلاع علي‮ ‬التقارير الطبية التي‮ ‬استلمها من الطب الشرعي،‮ ‬لإضافة بصمة عار في‮ ‬سجل وزير الداخلية لم تستطع محوها الأيام‮.‬