عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ادفعي تطلقي..زوج يطلب مبلغ كبير مقابل تطليق زوجته

جلست داخل مكتب مظلم جوُّه معبَّأ براحة العطب وجدرانه متساقطة الدهان بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، إنها «تقى» الزوجة الثلاثينية قابضة بإحدى راحتيها على يد طفلتها التى تخطو نحو عامها الرابع، وتمسك بالأخرى صورًا فوتوغرافية لمسكن فقير وأثاث بالٍ، تنتظر أن ينتهى الموظف من أعماله الكتابية كى تقدمها له، ليرفقها ضمن أوراق دعوى إنذار الطاعة التى أقامها ضدها زوجها بعد أن رفضت الخضوع لابتزازه ومساومته بأن تدفع له مقابل تحريرها من قيود حياتها البائسة، التى ذاقت فيها مرارة الخيانة كدليل لإثبات عدم صلاحية المسكن المذكور فى إنذار الطاعة.

بعبارات متحفظة بدأت الزوجة فى سرد روايتها: «تزوجته بطريقة تقليدية منذ سنوات ليست ببعيدة، حيث كان زوجى زميلًا لى فى المصنع الذى أعمل به، وتعرَّفنا على بعض وتقابلنا وتبادلنا الحديث، وحينما عرض علىّ الزواج وافقت دون تردد، ورغم الفارق الاجتماعى والمادى الكبير بينى وبينه وافق أبى وأمى عليه، بعد أن انخدعا بطيب سيرته ومديح زملائى فى المصنع عنه، والكلمات التى نعتته بالملاك المتجسد فى هيئة بشر، والرجل الشهم الخدوم الذى يخصِّص وقته لخدمة الناس وإرضائهم وقضاء حوائجهم، والعالِم بتعاليم الواجب والأصول، وظنًا منهما أنه الرجل المناسب الذى سيصون ابنتهما الوحيدة إذا أصابهما سوء أو حدث لهما أى مكروه، قد لا يصدق أحد بأن الرجل الذى كانت تحسدنى قريناتى على الارتباط به هو نفسه الذى يطلبنى الآن فى بيت الطاعة، لأننى رفضت دفع مقابل مادى لحريتى، المهم تمت الزيجة فى شقة إيجار جديد، ولضيق حال العريس تكفَّل والدى بثأثيث شقة الزوجية على أكمل وجه بأفخر قطع الأثاث، وزيَّن جوانبها بالتحف باهظة الثمن».

تتنازل الزوجة عن عباراتها المتحفظة وتفصح عمَّا أثقل صدرها لسنوات بعد أن اطمأنت لمحدِّثها فحكايتها مؤلمة واسترجاع أحداثها أشد ألمًا: «ولم تمر سوى أيام معدودة على زواجنا حتى سقط القناع عن زوجى وانكشف وجهه القبيح المشرب بالطمع والأنانية، ونواياه المحملة بالانتهازية، وأفصح عن حاجته لمبلغ مالى بحجة أنه لا يملك من حطام الدنيا سوى جنيهات قليلة فقط، وتكررت الوقائع وزاد زوجى فى طلباته، وسحبه لمبالغ مالية منِّى، وبعد أن استغنى المصنع عن خدماتى أنا وآخرين فى إطار تخفيضه للعمالة، أُصيب

بصدمة أربكت حساباته فراتبى الكبير الذى كان ينصب شباكه حوله دائمًا أطاحت به الريح، وتحوَّل إلى شخص عنيف وعصبى لكنى تحملته بسبب الجنين الذى ينبت فى رحمي».

تتابع الزوجة الشابة سرد روايتها بنبرة منكسرة: «تغيَّرت معاملته معى وبات يوجه اللكمات والصفعات إلى وجهى بسبب وبدون سبب، ويقذفنى بسيل من الشتائم أمام العالمين، حينها تخليت عن صمتى وصبرى، وتركت له البيت عائدة إلى منزل أهلى، ولم يكلِّف خاطره من وقتها أن يتقصى خبرى، أو يسأل عن ابنته، وكأننى كنت حملًا ثقيلًا على صدره، أو مجرد مصلحة وانتهت».

تختتم الزوجة الثلاثينية روايتها قائلة: «طلبت الطلاق من زوجى أكثر من مرة لكنه كان دائمًا يرفض ويقول لى بنبرة متبجحة: «ادفعى تطلقى وإلا هسيبك زى البيت الوقف»، ثم فوجئت به يطلبنى للدخول فى طاعته، وليتغلب على مشكلة المسكن اتفق مع قريبه على كتابة عقد إيجار صورى بينهما للشقة التى يعيش بها كى يقدمه للمحكمة، وفى المقابل أقمت أنا دعوى طلاق للضرر، وقدمت صورًا فوتوغرافية للمسكن المذكور فى إنذار الطاعة والتى تؤكد أنه مسكون وليس كما ادَّعى زوجى زورًا وبهتانًا، لا أدرى كيف وصل تفكيره الدنيء إلى تلك الحيلة الشيطانية؟!، كل ما أرجوه أن أنجو بابنتى من هذا الرجل الذى لا يصلح أن يحمل لقب زوج أو أب، لأكمل حياتى بهدوء مع ابنتى وأتولى تربيتها بعيدًا عن حِيل أبيها ومكره». فهل هذا بكثير على زوجة وأم مثلى؟!