رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زوجة في دعوى طلاق: حبه للمال عماه عن حياته الزوجية

محكمة اسرة - أرشيفية
محكمة اسرة - أرشيفية

دقات عقرب الساعة تستقر عند العاشرة صباحًا، لتتخطى الباب المفضي إلى الطابق الأول لمحكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، وبعينين يلمح فيهما الحزن أخذت تتصفح أرجاء المكان، باحثة عن زاوية تغرق فيها بهمومها بعيدًا عن الزحام، وتداعب طفلتها الرضيعة التي دفنت رأسها في حضنها بأيدي مرتعشة، وتتطلع إلى وجهها البرىء بعين تملأها الدموع والخوف من مستقبل مجهول يتتبعها، بدت تائهة بين أحزانها، غارقة في دوامات همومها، إنها "إيمان" ذات الـ 24 ربيعًا، والتي قادها زواجها إلى الوقوف على أعتاب محكمة الأسرة للمطالبة بتطليقها من زوجها طلقة بائنة للضرر.

تقع عين المرأة العشرينية على أبواب قاعات الجلسات، لتهرع صوبها وعلامات الارتياح ترتسم على ملامح وجهها، تلتقط من حقيبتها الرثة حافظة مستندات باهتة اللون تحوي أوراق دعوى الطلاق للضرر التي أقامتها ضد زوجها التي وصفت حالته بأنها "شبع من بعد جوع".

 

تنتزع "إيمان" من شفتيها الجافة ابتسامة باهتة تداري بها ضعفها وقلة حيلتها وهي تقول: "تعرَّفت على زوجي أثناء عملي بإحدى الشركات وسرعان ما تجاذبنا أطراف الحديث، فضَّلته على كثيرين لدماثة خلقه وطيبته، أعترف أنه فتنِّي من النظرة الأولى، وسحرني بكلامه المعسول والموزون بميزان العقل، فلطالما كنت في حاجة إلى أن أسمع هذا النوع من الكلام،أدمنت اهتمامه بي ومغازلته لي، وحلمت أن أرتدي له الفستان الأبيض، وأزف إلى بيته في موكب تحيطه الفتيات من الجانبين حاملات باقات الورود، معلنة فرحتي للعالمين، وأنني أصبحت مِلكًا

 

لمن توَّجه إليه قلبي، وصِرت ملكة على عرش قلبه، وقطعت على نفسي عهدًا بألَّا أخرج من حضنه إلا لأسكن قبري". تغمض الزوجة العشرينية عينيها وتنكس رأسها وبصوت متهدج تتابع: "مرت الشهور الأولى من زواجي كالحلم، ذقت فيها طعم السعادة والراحة، ونعمت بحياة هادئة ومثالية، لا أتذكر أن حبيب عمري

ألقى على مسامعي خلالها كلمة تسيء لأنوثتي أو تمتهن كرامتي، حتى شاركه أحد أصدقائه في عمل خاص بهما، وذاق طعم المال، حينها خلع ثوب حبه واحترامه لي واهتمامه ببيته الذي لم يعد يبرحه إلا للنوم، وانقلبت حياتنا رأسًا على عقب، وتحول زوجي إلى رجل فظ قاس القلب سليط اللسان، رجل آخر غير الذي عشقته وتزوجته". 

 

تختتم إيمان حديثها وهي تهدهد طفلتها الرضيعة التي لم تترجم نظراتها البريئة ما حولها بعد أن أسقطها والدها من حساباته قائلة: "أهملني وأهمل طفلته الرضيعة وهي في أشد الاحتياج لرعايته وحنانه، ولم يكتفِ بذلك بل وصل به الأمر إلى أن تعدى عليَّ بالضرب المبرح حين وجهت إليه اللوم بسبب إهماله ومجيئه في أوقات متأخرة من الليل، فرد عليَّ متبجحًا (أجي وقت ما أجي أنا حر)، وقتها لم أجد سبيلًا أمامي سوى أن أترك له البيت وأنجو بنفسي وبابنتي من تلك الحياة البائسة، فعدت إلى بيت أهلي، لأحتمي بحماهم وأستظل بظلهم أنا وابنتي التي لا حول لها ولا قوة، ولجأت إلى القضاء في سبيل الخلاص من الحياة مع ذلك الرجل الأناني، وقررت أن أسخر حياتي لتربية ابنتي".