الطب الشرعي: إهمال طبيب عيون يتسبب في فقد سائق بصره

قررت النيابة العامة لمركز ومدينة طما شمال محافظة سوهاج استدعاء "طبيب عيون" لجلسة تحقيق عاجلة عقب ورود تقرير الطب الشرعي في واقعة تسبب إهمال الطبيب بفقد سائق بصره بإحدى عينيه.
تعود الواقعة إلي أواخر العام الماضي عندما تقدم ( الحسيني . ن ) سائق 37 سنة يقيم بناحية جزيرة طما دائرة مركز شرطة طما ببلاغ يتهم فيه أحد أطباء العيون بالتسبب بإهماله في فقد بصره في عينه اليمنى.
وأمر مدير النيابة العامة بطما بالتحقيق في الواقعة تحت إشراف المحامي العام لنيابات سوهاج للوقوف علي صحة ادعاء الشاكي وباشرت النيابة العامة التحقيقات بمعرفة حسين العيادي وكيل النائب العام بطما .
وقال الشاكي إنه توجه إلي عيادة الطبيب للكشف على عينه وأخبره الطبيب أنه لابد من إجراء عملية جراحية  علي أن يجري الطبيب له العملية في عينه بمركز طبي خاص بالطبيب بمحافظة أسيوط وعقب إجراء العملية لاحظ استياء حالة عينه وأنه لا يرى بها بالإضافة إلي أنه تردد علي الطبيب لمتابعة حالة عينة وكان دائمًا يطمئنه علي حالة عينه بأنها مسألة وقت وسوف تتحسن إلا أنه كان يشعر بألم شديد في عينه مما دفعه إلي التوجه إلى طبيبة عيون آخر بطما وأخبره بأن عينه أصيبت بالعمى وتوجه إلى أحد المراكز المتخصصة في العيون في القاهرة ليكتشف أنه بسبب إهمال الطبيب تلوث مكان العملية وتطور الأمر إلي ضياع بصره في عينه اليمنى تمامًا.
وبمواجهة النيابة الطبيب بما نسب إليه قرر أنه أجرى العملية للشاكي وعزى ما وصلت إليه حالة المريض إلى أنها قد تكون تعرضت للتلوث وأكد أنه قام بإجراء جميع الفحوصات اللازمة للمريض .
وقررَّت النيابة العامة عرض السائق علي الطب الشرعي وورد تقرير الطب الشرعي رقم 341 طب شرعي سوهاج 2020 والذي انتهى إلى أن الطبيب المشكو في حقه قد أهمل إهمالا جسيمًا سواء في عدم متابعة مريضه وفحصه على النحو الصحيح بعد هذه العملية الجراحية وعدم اكتشافه لحدوث الالتهابات الصديدية بالعين في الوقت المناسب كما انه أهمل فى عدم اتباعه للمنهج العلمي المنصوح به في عدم إعطائه العلاج المناسب لحالته من مضادات حيوية ومضادات الالتهاب والحقن الموضعي داخل العين ومن عدم أخذه بمسحة بكتيرية من العين لفحص وتحديد نوع الميكروب مما أدى إلى تملك الالتهابات الصديدية من العين وتأكل محتوياتها وفقد تام للإبصار بها مما ترقى إلى مستوى العاهة المستديمة .
الجدير بالذكر أن المجني عليه كان يمتلك سيارة نصف نقل يعمل عليها لينفق علي أسرته المكونة من 3 أطفال وأكبرهم في المرحلة الإبتدائية وزوجته وأمه التي تعيش معه في نفس المنزل وأضطر لبيعها للإنفاق على علاجه والتردد علي القاهرة وعلي أسرته عقب حرمانه من تجديد رخصة القيادة بسبب إصابة عينه .