رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تفاصيل جريمة الشرف بالوراق.. بائع يقتل زوجته بعد ضبطها في أحضان والده

داخل منزل "أشبه بالعشة" مساحته لا تتعدى 40 متر، مقسم على 3 غرف ومكون من طابقين، يقابله عقار أيل للسقوط، يتصدر عقارات شارع أسوان المتفرع من جمال عبد الناصر(النيل سابقا)، بمنطقة الوراق.

 

وقعت جريمة بشعة أثارت حفيظة أهالي المنطقة عن كيفية إرتاكابها وما سبب حدوثها. "جثة مغطاه.. يجلس أمامها رجل ستيني تصطحبه ربكة وتوتر شديد.. تحكيه ملامح وجه عن إرتكاب عمل إجرامي"، مشهد يسرده "أبو حنبن" أحد شهود عيان حادث مقتل ربة منزل على يد زوجها بالاشتراك مع والده بالوراق، لـ"الوفد"، حيث قال:" في مساء يوم الأحد الماضي.

 

ذهبت لغرفة المعلم حسن لكي أصطحب معونة القهوة(السكروالشاي)، وعند وصولي لباب الغرفة لاحظت محمد يجلس في الغرفة المقابلة وهو في حالة إرتكاب و توتر شديد، نقلت خطوتي نحوه لأسأله عن حاله وما يحدث معه حتى أسانده؟.. فأجابني:"مفيش حاجة بس مرات إبني تعبانه وأحمد راح يجيب توك توك عشان نوديها الدكتور".

 

وأضاف أبو حنين:" لم أصدق حديث عمو محمد نظرا لأن هناك ملامح على وجه تحكي بأن هناك شيئ غريب يحدث داخل الغرفة كونها مسكن نجله وزوجته، وهو يطقن بالغرفة المجاورة، وبعد دقائق من خروجي من داخل المنزل إذا أتفاجئ بوصول الشرطة وفريق من النيابة داخل الحارة قاصدين ذات المنزل الذي كنت به من وقت قليل، مما إزداد شكي بأن هناك عمل إجرامي قام به البائع ونجله.

 

قال حسن صاحب قهوة بجوار مسرح الجريمة، أن محمد يسكن في المنطقة منذ 6 أعوام ومعه 2 أولاد، يعمل بائع متجول بالاسواق إلا أن منذ ثلاث شهور نفاجئ بوجود شخص بالغرفة المجاوره له ومعه زوجه وخمس أبناء، وعند سؤالنا عنه قال: "ابني أحمد ومراته وعياله، جاءوا من محافظة أسيوط، ليسكنوا معي"، وبمرور الأيام علمنا أنه جاء هنا لهروبه من جريمة قتل إرتكبها في أسيوط.

 

بينما يلتقط طرف الحديث أسامة ترزي، احد شهود العيان:"في الأول كنا نعتقد أن الـ"5" أطفال ينتسبون لنجله القادم من أسيوط، ولكن علمنا أن السيدة "زينب" هي الزوجة الثالثة لنجله، وأنجب منها طفلين أحداهما تدعى"فاطمة" تبلغ من العمر سنة ونصف والآخر "عبد الرحمن" طفل رضيع، وكان متزوج من أخرى، فيما أنجب منها بنتين تتراوح أعمارهما من 9 لـ 12 عام، وفي المقابل كانت الزوجة الحالية متزوجة من آخر قبل "أحمد" ولديها ابن يبلغ من العمر 9 أعوام، ولكنه هرب من المنزل قبل الواقعة بحوالي شهر.

 

ويستكمل اسامه حديثه لـ"الوفد": كان "عم محمد" يعمل بائعًا متجولًا بأحذية، يجلبها له أطفال إمبابه بعد سرقتها من المساجد والأماكن العامة، ويقوم بغسلها وتلميعها لعرضها في سوق إمبابة، مما كان يسبب له كثير من المشاكل داخل السوق، وأضاف:" أن محمد متزوج عرفي وكان يجلب النساء داخل غرفته، ويتعاطى المخدرات.. حتى انه في يوم من الأيان رأيته يدور على البرشام بالحلاوة".

 

وأردف الشاهد: "في يوم الواقعة، رجعت للمنزل في حدود الساعة العاشرة، ولكن كانت ملامح عم محمد ونجله تظهر عليهما الريبة والخوف، وبعد ساعات قليلة سمعنا خبر قيام أحمد بقتل زوجته، وعندما سألنا عن السبب، كانت الإجابة صادمة، حيث قال أنه رأى مراته في حضن والده"محمد"، و لم نصدق ما قيل، ولكن عندما نزلنا لنرى المشهد، كان المشهد صادمًا، حيث كانت جثة الزوجة عارية في غرفة والد أحمد ومغطاة بملاءة وعلى وجهها إيشارب، وكانت أحدى البنات تقول:"بابا وجدو قتلوا ماما هنا" - وتشير لمكان الواقعة، وتقول: "بابا قتل ماما في غرفتنا اللي بننام فيها، وبعدها بابا وجدو جروا ماما لغرفة جدو".

 

ويستطرد حديثه: "أحمد قال إن أعصابه متوتره، وشافها في حضن أبوه ودافع عن شرفه" مضيفا: "مكنتش المرة الأولى حيث عاشرته مرتين قبل ذلك"، وكان الجيران يسمعون تلك الرواية بذهول وردوا عليهم قائلين:"لما شوفتها مرتين قبل كدا مع أبوك ماطلقتهاش ليه".

 

وأشار أسامه الى أن بعد ساعات قليلة انكشفت الحادثة وقال أحمد لنا إنه بعد طعنها كان بها نفس، فحاولت الخروج من الغرفة للاستنجاد بأحد الجيران، ولكن لأن الوقت تأخر وخاف من صراخها وأن يسمعها أحد، قام والده بسحبها لغرفته، وكتم أنفاسها بعد افتضاح أمرهما.

 

وقال أحمد(الجاني)، وفقا لحديث الجيران: "كانت الساعات تمر بصعوبة وكان الخوف يمتلكني، فطلبت من والدي عندما كان النفس بها إنقاذها وطلب الإسعاف ولكنه رفض، وقام بكتم نفسها على الفور، وبابا طلب توك توك صديقه

"كان يستقله للذهاب إلى السوق" بالهاتف لوضع الجثة في شوال وإلقاءها بأحد الأماكن، ولكن كان الجو مطره في تلك الليلة، ولم يوافق للمجئ"، وبدأت أخاف أكثر من ذلك.

 

وأضاف الجاني على لسان الجيران: "غافلت والدي، وقلت له رايح أجيب توك توك من بره طالما محدش راضي يجي"، وبدلًا أن أفعل ذلك "ذهبت للشرطة لأبلغ عن الواقعة، وأبلغ عن اللي حصل"، وبعد غضون ساعات كان الأمن منتشرًا بالشارع.

 

وفي ذات السياق أشار أبوحنين، إلى أن الجاني "أحمد" كان هاربا من أسيوط من جريمة قتل، جاء إلى منزل والده ليستر نفسه عن عيون رجال الشرطة بأسيوط، ومع ذلك كانت زوجته دائمة التهديد له عن التبليغ عنه مما جعله يفكر مع والده في التخلص منها.. وهذا الأمر يؤكد لنا عدم صدق حديثه بأنه ضبط زوجته في أحضان والده لممارسة الرزيلة.. وأنه خطط مع والده بخنقها ثم نقلها بشوال وإلقائها بمنطقة نائية حتى ينجو من تهديداتها.

 

انتقل فريق من وحدة مباحث الوراق برئاسة الرائد هاني مندور الى مسرح الجريمة، لمعاينة الجثة وأجراء التحريات اللازمة حول الواقعة. بعد جهود مكثفة تمكنت وحدة مباحث قسم شرطة الوراق برئاسة الرائد هاني مندور ومعاونيه كلامن الرائداسلام عمار، والنقيب، طاهر صالح من ضبط المتهم "أحمد م ش" 35 عاما، بائع متجول ومقيم شارع أسوان وراق الحضر، ووالده المتهم المدعو "محمد ش م" 68 عاما، بائع ومقيم بذات العنوان وذلك لقيامهم بقتل زوجه الأول المدعوة "زينب ز م" مواليد 39 عاما، ربه منزل. مقيمه بذات العنوان.

 

كم تم ضبط السلاح المستخدم في الواقعة وحرر المحضر اللازم حيال المتهمين، وتم عرضهم على النيابه العامة التي تولت التحقيق. و استمعت النيابة العامة لأقوال الوالد، و أكد انه قام بمعاشره زوجة نجله، وأنه ندمان على ارتكاب ذلك، وأفاد في التحقيقات أمام النيابة، أنه في يوم الواقعة، دخل نجله فجأة من عمله ورأينا سويًا، فقام الابن بطعنها بالسكين، فيما قام الوالد بكتم أنفاسها خوفًا من الفضيحة. كما استمعت النيابة، لأقوال "أحمد.م" المتهم، وقال أنه كان يشك في سلوكها في الفترة الأخيرة، نتيجة تكرار الخلافات الزوجية بينهم.

 

وأفاد الزوج في اعترافاته أمام النيابة، أنه في يوم الواقعة عاد من عمله للمنزل مبكرًا، واتجه لغرفة والده للاطمئنان عليه، فشاهد زوجته في أحضان والده، يمارسا علاقة محرمة، فاستل سكينًا من المطبخ وقام بطعنها في بطنها على الفور، دفاعًا عن شرفه وأمرت النيابة بتشريح جثة السيدة، للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها. وقرر قاضي المعارضات، بمحكمة شمال الجيزة، استمرار حبس العامل ووالده، ١٥ يوم، على ذمة التحقيقات، حيث برر الابن فعلته بأنه قتلها دفاعًا عن شرفه بعد أن شاهدها في أحضان والده.

واستعجلت النيابة العامة، تقرير الطب الشرعي في واقعة مقتل سيدة على يد زوجها العامل بمنطقة الوراق، لرؤيته لها في أحضان والده المسن، للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها.