عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صفاء تطلب الطلاق: زوجي بيضربني وبيشوهني

الاكتئاب يسطِّر بيده قسمات وجوه أناس فتبدو كأنها وريقات همًّ وبأس كربونية، خيوط الصمت تزحف على حوائط قاعة الجلسات، الكراسي الخشبية الطولية المتهالكة تنتشر في صفين يمينًا ويسارًا، النوافذ الزجاجية المتسخة تلقي بظلالها على أرضية القاعة الخشنة، أشياء كثيرة اجتمعت معًا لتشكِّل مشهدًا يتسم بالبؤس والكآبة، ولتكون مرآة تعكس لنا واقعًا مريرًا، وسط هذا الجو المعبأ بنسائم الحسرة.

جلست "صفاء"الزوجة الثلاثينية على أحد المقاعد الأمامية التي تقاوم السقوط، ترتدى ملابس أنيقة فوقها "شال" كحلي اللون مزين بخطوط فضية، وتمسك بيدها حافظة مستندات باهتة اللون تحوي أوراق دعوى الطلاق التي أقامتها ضد زوجها الأربعيني بمحكمة الأسرة بزنانيري، بعد زواج دام 6 أعوام وأثمر عن إنجاب طفلة. "بنتي أصبحت إنطوائية وعدوانية بسبب تصرفات والدها.. بتشوفني غرقانة في دمي كل يوم".. بهذه الكلمات بدأت الزوجة الثلاثينية سرد روايتها وبصوت وهن تابعت: "تزوجته منذ 6 سنوات، وأنجبت منه طفلتي الوحيدة "فريدة"، في عامها الخامس، وطيلة ال_6 أعوام التي قضيتها معه تحت سقف بيت واحد، كان يتعدى عليَّ بالضرب بسبب وبدون سبب". وأضافت الزوجة: "كثيرًا ما تركت له منزل الزوجية، لكن في كل مرة كنت أعود إليه بعد تعهدات بحسن المعاشرة، والكف عن جرح كرامتي، وتوجيه اللكمات إلى جسدي

 

والصفعات إلى وجهي وتكسير عظامي". واصلت الزوجة روايتها: "لكنه للأسف لم يكن يفي بوعوده، وسرعان

ما كان يعود إلى سابق عهده، ربما لأنه كان يُدرك جيدًا مدى خوفي من أن أحظى بلقب مطلقة في مجتمع ظالم لا يرحم، ويعاملها كامرأة درجة ثانية، ويغلق أبواب رحمته في وجهها". وأضافت الزوجة: "يعلم جيدًا مدى ارتباطي بابنتي، ورغبتي في أن تتربى بين أم وأب، لكنني سئمت من الصبر والخوف، وتحمل

 

الإساءة والتعدي، لا أُفضل أن ابنتي تتربى فى أسرة مشتتة، لا أريد أن تكبر وتراني مجرحة، أو ملطخة بالدماء بعد كل وصلة ضرب وتعذيب أتلقاها على يد والدها، فالانفصال أسلم حل لي ولها". أنهت الزوجة حديثها: "ومع تعدد وقائع الضرب والإصابات، وتدهور حالتي الصحية والنفسية، قررت أن ألجأ إلى محكمة الأسرة لإقامة دعوى طلاق ضده، وذلك بعد رفضه أن يطلقني بشكل ودِّي، ورفضت كل محاولات الأهل للإصلاح، وبالفعل تقدمت بطلب إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية بالمحكمة لتطليقي منه طلقة بائنة للضرر".