زوجة تطالب بالنفقة: مقتدر ومش بيصرف علينا
تزدحم قاعة الجلسات بالمتنازعين، تتداخل صراخات وضحكات الأطفال مع شجار المتنازعين وهمس المهمومين، الحاجب الأربعيني ذو الشعر الأسود المجعد يحاول إعادة الهدوء إلى جنبات القاعة المكتظة، وبصوت حاد يطلق أولى تحذيراته للجالسين: "هدوء ياسادة الجلسة شغالة"، وسط هذه الجلبة، جلست "رضوى" على أحد المقاعد الخشبية الخلفية بمحكمة الأسرة بالجيزة في سكون تام يشبه سكون الموتى، تسترجع مشاهد معاناتها مع زوجها، وكلما علت موجات الذكريات المؤلمة أحكمت السيدة الثلاثينية قبضتها على حافظة المستندات التي حوت أوراق دعوى حبس متجمد نفقة صغار.
قالت الزوجة: "أرغمني أهلي على الزواج منه، فقد كانوا يرونه عريسًا مناسبًا لي، تقي ورع يخشى الرحمن، ويقيم حدوده، حديثه لا يخلو من كلمات الوعظ، وعلامة السجود تعلو جبينه العريض، واصطدمت بعد أن أغلق علينا باب بيت واحد بوجه غير الذي اعتاد
أضافت الزوجة: "لجأت إلى محكمة الأسرة وطالبت بإلزامه بدفع نفقة صغار وألزمه القضاء بأن يؤدي لي مبلغًا وقدره 700 جنيهًا شهريًا نفقة صغار، ولكنه ضرب بعرض الحائط حكم المحكمة على الرغم من سعته واقتداره ويساره، ويتقاضى أكثر من عشرين ألف جنيه شهريًا، لكنه امتنع عن سداد النفقة، وحينها أقمت ضده دعوى حبس".