رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زوجة رجل مجنون..الطلاق هو طوق النجاة من زوجي

بوابة الوفد الإلكترونية

وقفت «جيهان» الزوجة العشرينية بثيابها الأنيقة ونظارتها الشمسية على مقربة من إحدى قاعات جلسات الأسرة بمحكمة عابدين، معلقة ناظريها بباب يتحايل على قِدمه بطلاء أصفر لم يجف بعد، تنتظر الإذن لها بالمثول أمام القاضى، لقى على مسامعها الحكم فى دعواها التى تطالب فيها بتطليقها للضرر من زوجها المريض نفسيًا -حسب روايتها- وتسأل الله الخلاص لها ولابنتها.

قالت الزوجة الشابة فى بداية حديثها : «زواجى منه كان مبنيًّا على حسابات العقل لا القلب، فهو رجل من أسرة عريقة الأصل، وميسورة الحال، ونسب طيب، وكان يكبرنى بثلاثة أعوام فقط، ورُوى عنه أنه حسن الخلق، وكانت المواصفات تلك كفيلة بأن ترجِّح كفَّته وتجعلنى لا أبالى كثيرًا بأمر والدته التى كانت لا تفارقه وتلازمه كظلِّه أينما ولَّى وجهه طيلة فترة خطوبتنا، والأقراص التى كانت تقذفها بفمِّه بين الحين والآخر، والكلمات القليلة التى كان يلقيها على مسامعى قبل الزواج، وأقبل أن أكمل ما تبقَّى من حياتى معه، وأعيش إلى جواره فى السراء والضراء.

ترتسم على وجه الزوجة الشابة ابتسامة حزينة وهى تواصل حديثها: «وبالفعل تمت الزيجة، وكالعادة كان زوجى يبتلع أقراصه، بعد أن يقوم بإخفائها سريعًا عن عينى حتى لا أعلم بحقيقة مرضه النفسي، والنوبات التى تصيبه بين الحين والآخر حتى جاء اليوم الذى غفل فيه عن تناول جرعته المعتادة، وبدون أية مقدمات فُوجئت به ينهال عليَّ بالضرب، ويوجِّه اللكمات والصفعات إلى وجهى أمام العالمين، ويقذفنى بسيل من الشتائم، ولولا تدخل الجيران لبِتُّ تلك الليلة فى قبري، فتركته وذهبت إلى بيت أسرتى مستغيثة بهم، وترجيتهم أن أنفصل عنه قبل أن أصاب أنا أيضًا بالجنون، أو يطرحنى قتيلة، وسردت لهم ما صدر منه، وتصرفاته الغريبة وأفعاله المشينة، فنصحونى بالعودة إليه، وطالبونى بالصبر عليه»، تلك هى أخلاق بنات الأصول.

تغيب الابتسامة الحزينة من فوق ثغر الزوجة الشابة وهى تنهى حديثها: «اسودت الحياة فى عينى فكيف لى أن أعيش كزوجة لرجل عقله مصاب بعلَّة، أهذا عدل؟، وتحت تأثير إحباطى وإصرار أسرتى عُدت إلى زوجى مرة أخرى، وحدَّثت نفسى بأننى فى كلتا الحالتين ميِّتة، ومرت الأيام وأنجبت «نيلِّي» ابنتى الوحيدة، وأصبح كل هدفى فى الحياة أن أربِّيها جيدًا

، وبِتُّ أصبِّر نفسى على حالة زوجى التى كانت تزداد سوءًا كل يوم من أجلها، وفى آخر مرة، جولاتنا معاً من المهن الذى أخفاه عنا وفوجئت لنا معًا فوجئت به يجمع ملابسه من الدولاب ويشعل بها النيران، حاولت أن أمنعه لكننى لم أستطع، حينها أيقنت أننى يجب أن أنجو بنفسى وطفلتي، وأفعل المستحيل كى أتخلص من العيش معه، بعد أن باءت كل محاولات علاجه بالفشل فلم تعد الحبوب التى يتناولها ذات تأثير على حالته.. وأصبحت حالات الهياج التى يصاب لا تفارقه سوى سويعات قليلة فى اليوم الواحد.. وكل مرة كنا ننجو من الموت أو العاهة المستديمة بأعجوبة. أخذت طفلتى وتوجهت الى ملاذى الأخير، أسرتى كما كنت أعتقد ولكن كالعادة حاولوا بكل الطرق بالترغيب والوعيد والتهديد بإعادتى الى زوجى «المجنون» ولكن هيهات أن يحدث ذلك وبناء على رغبة أسرتى تركت منزلهم وأقمت فى شقة مستقلة مع طفلتى ببقايا ما أملك من أموال وتوجهت الى مكتب التسوية بمحكمة الأسرة وطلبت الطلاق للضرب ونفقة، وأجر مسكن لى وطفلتى وقدمت كل الأوراق التى تؤيد رغبتى فى الفراق.. واللاعودة مرة أخرى. تم تداول قضيتى فى المحكمة وانتهت من سماع الشهود والدفاع واليوم هو جلسة النطق بخلاصى من عذابى مع زوجى وحماتى سعات وربما دقائق بقيت على هذا المجهود الذى أنتظره وأتمنى أن يكون كما أرغب وحتى إن رفضت المحكمة طلبى.. فإننى قررت ألا أعود إليه!!