رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أستاذة التسول .. دكتورة جامعية تحترف التسول بالإسكندرية

تسول
تسول

لم اكن أعلم يومًا أن الدجل مهنة جميلة حقًّا... كم أتمنى أن أكون دجًّالا. حيث الربح الوفير والصيت والبخور الذى لا يطفأ والكلمات التى لا تعنى شيئا، وذلك لسهولة خضوع الضحية للدجال لأنه يوجد لديه الإيمان بقوة الجن وأفعالهم التى تؤذى وبعضها التى تنفع وقد يصل هذا الإيمان لطبقة المؤهلات العليا الذين من المفروض أنهم من أعلى الشرائح التعليمية بعد الماجستير والدكتوراه وأخشى أن أقول إنها وصلت لشرائح الدكاترة فى مجالات كثيرة أيضًا.

رغم عدم حصولى على مؤهل دراسى ولكن الحاجة والذل والقهر أعطتنى مؤهلاً آخر وهو الذكاء وأننى أستطيع أن أعرف الشخص اللى جايلى عايز إيه وأقوم باللعب على الوتر ده وبيقعد يقول أى كلام لحد أن يقنع اللى قدامه أنه خدمه.

فى الغالب بيزرع أشخاص فى وسط زبائنى علشان يتكلموا معاهم كأنهم مثلا مستنين الدور وبعدين يدخلوا يحكوا كل حاجه لى واللى ببنى كلامى عليه بعدين يبتدى يبيع الرغبات لصحابها على أنها للأسياد بتوعه وهو ممكن لو شاف واحد منهم يروح فيها. أعمال السحر والدجل والشعوذة، قديمة قدم الأزل، وحيل الدجالين والمشعوذين لا تنتهى بل إنها تتجدد. وتتطور بتطور العالم، فبعد أن كان الدجال فى الماضى يستقطب ضحاياه من خلال بعض النسوة الخبيرات فى إقناع الضحايا بقدرات الشيخ الخارقة، وعلمه الذى ليس له حدود، وعلاقاته بالجن، وأنه «مخاوى» بدل الواحد 10، وقدرته على اللعب بـ«البيضة والحجر»

ولكن للأسف لم أعلم أن رغم ذكائى أن نهايتى وسقوطى فى ايدى رجال المباحث والحكم علىَّ أنا وأبنائى بالإعدام، على الرغم أننا لم نكن وحيدا المتهمين بل المجتمع بأكمله هو الذى يجب أن يدفع معنا الثمن فنحن ضحية المجتمع.

تذكرت «فاطمة» حياتها هى تعيش حياة كريمة مع زوجها وأبنائها الثلاثة بإحدى القرى حتى توفى زوجها وتعرفت على رجل يدعى «عمر» تزوجها عرفيًّا وعندما اكتشف أنها حامل هرب وتركها وأبناءها يواجهون العار والفقر، لم تجد أمامها غير أن تترك القرية وتغادر إلى الإسكندرية للبحث عن عمل فلم تجد غير التسول فى الشارع لتحقيق مكسب سريع، فكانت تخرج متخفية حتى لا يعلم حقيقتها أحد، أوهمت الجيران بأنها تعمل فى أحد المجالات وحصلت على شقة بإحدى المناطق المتميزة بالإسكندرية، وفى أحد الأيام طلب منها حارس العقار أن تتوجه إلى جارتها المريضة وهى مديرة إدارة بإحدى الجامعات وزوجها رجل أعمال لكى تعطيها حقنة، بعد أن تعرفت عليها بدأت العلاقة بينهما تتعمق كل يوم حتى عرفت منها أدق أسرارها العائلية، وعلمت أن ضحيتها هذه المرة من أسرة مرموقة وثرية وتعانى من خلافات دائمة بينها وبين زوجها وتخشى أن يطلقها، وهنا قررت «فاطمة» أن تستغلها فأوهمتها أنها تعرف شيخًا يدعى «الشيخ بركة» يقوم بفك السحر والأعمال ثم طلبت منها أن تحضر لها

قطعة من ملابس زوجها وبالفعل صدقت الكذبة أستاذة الجامعة وأحضرت لها قطعة من ملابس زوجها، وبعد يومين حضرت «فاطمة» تطلب منها مبلغاً من المال وأوهمتها بأن زوجها يعانى من مرض السرطان وأن الدجال سيعالجه وبدأت تستنزف أموالها حتى اتجهت أستاذة الجامعة لسرقة زوجها لكى تلبى طلبات الجان، وحين علم زوجها بسرقتها للأموال من البيت واجهها فأخبرته بأنها تقوم بشراء احتياجاتها الشخصية، زادت بينهما حدة المشاكل انتهت بالطلاق، أخذ أولاده وترك لها طفلاً رضيعاً يبلغ من العمر عامين، وكانت وسيلة ربح مرة أخرى لـ«فاطمة» استطاعت أن تجلب الأموال بإيهام الأستاذة الجامعية أنها تستطيع إعادة زوجها إليها، وقررت «فاطمة» أن تحصل على رهن من الضحية لكى تؤمّن نفسها، أوهمتها بأن أوامر الجان أن تأخذ منها طفلها الرضيع ليعيش معها هى وأبنائها، وبالفعل أخذت الطفل لكى يستخدموه فى التسول ويحققون أرباحاً أكثر، وكانوا يعذبونه ويتركونه دون طعام، وبدأت «فاطمة» الاستمتاع بمسلسل استنزاف ضحيتها التى تركت العمل بعد أن أجبرتها على التوقيع على إيصالات أمانة لسداد طلبات الجان ولم تكتف بذلك بل أمرتها بأن تتسول بناء عن طلب الجان وأوهمتها فى حالة عدم طاعة الأوامر يقطع أصابع طفلها وعدم عودتها لزوجها، قامت الضحية بالتسول وإحضار الحصيلة لها، إلى أن حدثت المفاجأة بإصابة الطفل بحالة إعياء شديدة ما أدى إلى وفاته، قرروا أن يتخلصوا من جثة الطفل بوضعه فى بطانية وكيس بلاستيك وفى منتصف الليل استقلوا ميكروباص وألقوا الطفل بأحد المصارف، وظل الحال كما هو إلى أن فاض الكيل بالضحية وطالبت برؤية طفلها ولكنها رفضت، شعرت الضحية بأن شيئاً ما حدث لطفلها فقررت إبلاغ النيابة بالواقعة. وألقى القبض على المتهمين وعثر على جثة الطفل، تم إحالتهم جميعاً لمحكمة الجنايات التى قضت بإعدام «فاطمة» والسجن 15 عامًا لأبنائها الثلاثة مع الأشغال الشاقة.