عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مروة لمحكمة الأسرة: صنته في غيابه فكافأني بالزوجة الثانية والطلاق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعمل الحاجب الثلاثيني ذو الشعر الأسود المجعد على إعادة الهدوء إلى جنبات القاعة المكتظة بالمتقاضين، وبصوت حاد يطلق أول تحذيراته للجالسين: "هدوء يا حضرات الجلسة شغَّالة"، وسط هذه الجلبة، جلست "مروة. ح" صاحبة الثلاثين ربيعًا على أحد المقاعد الخشبية الخلفية في هدوء وسكون يشبه سكون الموتى، تسترجع ذكريات زيجتها التي باءت بالفشل بعد رعاية زوجها وصونها له ولعرضه ولابنه في غيابه، ليكافأها بالطلاق والزوج من أخرى، حسبما روت، في انتظار بدء جلسة دعوى نفقة العدة والمتعة ونفقة الصغير التي أقامتها ضد زوجها أمام محكمة الأسرة بالمعادي.

بخطى مترددة، وأنفاس متسارعة، تخطت ذات الثلاثين أبواب غرفة صغيرة، محاطة بألواح زجاجية، وبهدوء سحبت ذات الثلاثين عامًا كرسيًا يقاوم السقوط مثلها، قابع بأقصى مكان بالغرفة الكئيبة، وسريعًا سقطت عليه بجسدها المنهك من عناء التنقل بين أروقة وساحات المحاكم.

قالت مروة في بداية حديثها: "تزوجت من "محمد. س"، وحينها لم يكن المال قد عرف طريق جيبه الخاوي بعد، ولم يبدِّل حاله بتلك الصورة، وجعله ينكر معروفي ومعروف السنوات التي وقفت فيها إلى جواره دول كلل أول ملل، وبدون أن يصدر مني شكوى من تجسيد دور الأم والأب في غيابه، أو سبب للوحدة والحاجة إلى من أرتكن إليه فى لحظات ألمي وضعفي، ويتناسى أنني كنت الحارسة الأمينة على ماله الذي كان يجنيه من عمله بالخارج، وابنه الذي في أمسّ الحاجة إلى رعاية أبيه واحتضانه، والمدبِّرة لكافة شئونه".

تابعت الزوجة الثلاثينية: "وبعد كل هذا الصبر والمعاناة في بعده عني والتخلي عن

حقوقي أدار ظهره لي وتزوَّج غيري ليعاقبني على خلافاتي مع أسرته، ثم طلقني غيابيًا وطردني أنا وابني من البيت، وكأنني لم أكن سوى مجرد مرحلة في حياته ومرت، أو صفحة يريد أن يمزِّقها ويتخلص منها للأبد حتى لا تذكره بأيام فقره، وبالدين الذين يدين به لي، ويسطِّر بحرماني وقهري صفحة جديدة مع عروس جديدة يتمتع معها بما ادَّخرت".

اختتمت السيدة الثلاثينية روايتها: "انتهى به المطاف إلى تطليقي غيابيًا، ولم يكتفِ بذلك، بل أشاع عني أنني سيئة السمعة، فاستنجدت بوالده لكي يجعله يتركني في حالي لكنه أدار هو الآخر ظهره لي، وفي النهاية وبعد أن سدت كل السبل في وجهي، قررت أن اتخلى عن استسلامي هذا وأقاوم، فلجأت إلى محكمة أسرة المعادي، وطالبت بإلزام طليقي بدفع نفقة عدة ومتعة لي وكذلك نفقة للصغير، لكن للأسف حبال المحاكم طويلة، والفصل في تلك القضايا يستغرق وقتًا طويلًا والالتزامات تلزمني أينما ولَّيتُ وجهي، واحتياجات ابني لا تنتهي، ولا أحد يعيلني ولا أحد يقدِّر".