رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أم لمحكمة الأسرة: "كافأني بالزوجة الثانية بعد خدمتي له ولعياله"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا يزال عقرب الساعة مستقرًا عند الحادية عشر صباحًا، وقاعات الجلسات تعج بالمتنازعين، الكل ينتظر الإذن له بالمثول أمام القاضي؛ كي يلقي على طاولته تفاصيل مظلمته، وسط هذا المشهد الفوضوي جلست "صباح" ذات الثلاثين ربيعًا، بهندامها الأنيق المحتشم، على أريكة مسكوة بجلد أسود اللون، صامتة لا تحرك ساكنًا، وكأنها تمثال حجري منحوت على قسمات وجهه علامات الوجوم واليأس، تمسك بيدها أوراق دعوى مصروفات مدارس أطفالها الثلاثة، وتعلق عينيها العسليتين بصغيرها الذي يملأ جنبات محكمة أسرة مدينة نصر بصراخه، وكلما علا صوته الصافي، تتوه الزوجة الثلاثينية بذهنها في متاهات حياتها مع رجل أحبته فتزوج عليها.

بصوت أرهقه القهر تبدأ الزوجة رواية حكايتها:" كل ذنبي أنني كنت زوجة تقليدية في نظر زوجي، أقضي يومي غارقة في خدمة الثلاثة أطفال وتنظيف البيت وتحضيرالطعام وغسيل الصحون وشراء متطلبات البيت، ولا أمطره بكلمات الهيام والغرام ليلًا ونهارًا، ولا أتزين له كالغانيات، أما هو فكان رجلًا يعشق السهر والانطلاق والتجديد، منفتح، لايفكر سوى فى نفسه، ولايشغل باله إلا كيف يسعد نفسه، لا يتحمل مسئولية، ويكره من يُذكِّره بها".

تطلق الزوجة الثلاثينية ضحكة تخفي وراءها حزنًا دفينًا وغضبًا كامنًا وهي تقول:"أنا من أخطأت في حق

نفسي حينما ضحيت بدراستي الجامعية كي أتزوج بهذا الرجل الذي لا يحمل سوى شهادة الدبلوم، وأعيش معه ما تبقى من عمري، وتغاضيت عن نزواته، حتى استيقظت على خبر زواجه".

تحافظ الزوجة الثلاثينية على ابتسامتها الحزينة وبنبرة ساخرة تواصل روايتها: "أعترف أن صدمة زواج زوجي بأخرى أفقدتني توازني وكسرتني، وحوَّلتني إلى حطام امرأة، وقلت لنفسي أهذا هو جزائي بعد كل هذة التضحيات؟!، ولكي أرمم أنوثتي وأطفىء نار الغيرة المشتعلة في صدري، دعيتها إلى بيتي كي أرى المرأة التى خطفت قلب زوجي، وأعرف لماذا فضَّلها عليَّ، لأكتشف أن الرجال لا يملأ عيونهم إلا التراب، أنا لا أعيب عليها مافعلته، فهي لا تحمل في رقبتها مسئولية ثلاثة أطفال، الذنب ذنب زوجي الذي تغافل عن دوره كربِّ أسرة، وتفرغ للهث وراء نزواته".