رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

امرأة تعترض على إنذار الطاعة: زوجي بيجبرني على خدمة أهله

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تدق الساعة التاسعة صباحًا لتستقر "عايدة" الزوجة الثلاثينية على كرسي متهالك بمحكمة الأسرة بزنانيري، واضعة وسادتها إلى جوارها، وفجأة تهبط برأسها المثقل بالهموم على الوسادة غير عابئة بنظرات الناس المصوبة نحوها، وتسحب الهواء حتى يعلو صدرها، معلنة حالة الاستنفار القصوى بجميع حواسها، في انتظار بدء جلسة الاعتراض على إنذار الطاعة الذي أقامه ضدها زوجها.

كان يبدو على قسمات وجه ذات الثلاثين المليء بآثار جروح قديمة علامات الإنهاك والارتباك، وكانت تُداري جسدها الهزيل بعباءة فضفاضة لا تخلو من الرقع، يغلب عليها اللون الأسود، وتطوِّق عنقها بوشاح أبيض حريري، وتداري عينيها اللتين أذهب الحزن والهم بريقهما وراء عدسات نظارتها الشمسية، وتتحايل على قلقها وبطء مرور الساعات بالعبث في هاتفها المحمول.

قالت الزوجة الأربعينية في بداية روايتها: "تملكني الخوف بعد وفاة والدي، فقد رحل عائلنا الوحيد، وتركنا أنا وأمي المريضة وشقيقاتي بين جدران غرفة فقيرة في حي يتفجر الشقاء والبؤس من بين جنباته، ويلون القهر والمرض وجوه القاطنين به، بلا مال يقينا شر العوز وسؤال العالمين، ولا سند يحمينا من الأيادي الطامعة في أعراض نساء لا رجل لهن ولا قريب، فبت أبحث عن الأمان في وجوه المتقدمين لخطبتي، وحينما طلب زوجي أن أكون له رفيقة في دربه قبلت بلا تردد، وللأسف صدقت ما نطق به الوسيط بأنه سيتقي الله في، وسيصون عشرتي، وسيحسن معاملتي، وسيوفر لي حياة كريمة مع أهله".

تابعت الزوجة: "وافقت على الزواج منه، وقبلت بأن أتزوج في بيت عائلة، وسرعان ما تمت الزيجة لينسدل الستار عن حقيقة زوجي، لأكتشف أنني تزوجت من رجل سليط اللسان، قاسي القلب، كان يتعمد سبِّي وإهانتي، وقذفي بسيل من الشتائم والألفاظ المشينة أمام أهله، ويفرض عليَّ خدمة والده ووالدته وشقيقاته

البنات، وليس لي حق الاعتراض، والمرة الويدة التي اعترضت فيها على ظلمه قال لي بنبرة متبجحة "أنا متجوزك علشان تخدميني أنا وأهلي"، وللأسف ليس لي أحد يوقِّفه عند حدِّه، فوالدتى العجوز لا حول لها ولا قوة، وتؤمن أن الطلاق من المحرمات، وأن الزوجة مكانها بيت زوجها وعليها طاعته، وتنفيذ أوامره كافة، حتى يرضى عنها الله، مهما فعل بها حتى ولو كسرها وجرح أنوثتها وكرامتها، وجعلها تفقد الثقة بنفسها وتفكر في الخلاص من حياتها كل يوم".

أنهت المرأة الثلاثينية حديثها قائلة: "يا ليته اكتفى بما فعل بي، وأنه كان سببًا في تدهور حالتي الصحية والنفسية، بل فُوجئت به ينذرني بالدخول في طاعته، واتهمني بأنني تركت منزل الزوجية دون علمه، أو سبب يُذكر، وأنه حاول أن يعيدنى إليه لكنني رفضت، مستغلًا طبيعتي المسالمة التي لا تخشى الدخول في صراع مع أحد، لكن يبدو أنني يجب عليَّ هذه المرة أن أتخلَّى عن تلك الطبيعة المسالمة وأواجهه، فاعترضت على إنذار الطاعة خلال ال-30 يومًا، وهي المدة القانونية التي حدَّدها القانون للاعتراض، وها أنا أنتظر القضاء لكي يقول كلمته في اعتراضي على إنذار الطاعة".