رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مي لمحكمة الأسرة: زوجي بيخوني ومش مكفي بيته

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قاعة الجلسات مزدحمة بالحاضرين، الحاجب الخمسيني ذو البنية النحيلة والرأس المشتعل شيبًا والملابس الرثة، يحاول بسط الهدوء في جنبات القاعة، ألسنة الغضب تتصاعد من عينيه الضيقتين، وبصوت حاد يصدر أول تحذيراته للجالسين "هدوء يا سادة.. الجلسة شغَّالة"، وسط هذه الجلبة جلست "مي" التي ستغادر عامها الثاني والثلاثين بعد أيام، على مقعد خشبي خلفي قابع وحيدًا في طرقة طويلة، هرعت السيدة الثلاثيينة صوبه وعلامات الارتياح ترتسم على ملامح وجهها الخمري، وسقطت عليه بجسدها المنهك من التنقل بين أروقة المصانع وبيوت العباد بحثًا عن بضعة جنيهات تسد بها جوع طفليها بعد أن تركهما والدهما ميسور الحال - حسب قولها- دون مال ولا سند وتفرّغ لنفسه ونزواته، في انتظار دورها لسحب أوراق دعوى نفقة زوجية ونفقة صغيريها.

بصوت يرتعش من الحزن ووجه تبدو صاحبته وكأنها تحمل أثقال العالم على كتفيها بدأت الزوجة الثلاثينية سرد حكايتها: "تزوجته عن حب، وصدق حقًّا من قال"مرآة الحب عمياء"، ومرت الخمس سنوات الأولى من حياتنا رغم ما كان يشوبها من كلمات تتناقلها ألسنة الناس عن استقباله للساقطات في غيابي، لكني لم أكن أصدق أيًّا منها، قد يكون لأنه كان يجيد فن إخفاء سقطاته، ويبرع في أداء دور العاشق المخلص، وبعد إنجابي طفلين تبدَّل حال زوجي فأخذت أراقب تصرفاته وتحركاته كي أعرف السبب".

تطوق الزوجة الثلاثينية عن جسدها الهزيل بذراعيها لعلها تسيطر على الارتعاشة السارية في أوصالها وهي تتابع روايتها: "اكتشفت أنني قد عشت طيلة هذه الأعوام في كذبة كبرى، الجميع كان يعلم تفاصيلها، ويمصمص شفتيه ويقلب كفيه حزنًا عليَّ وأنا كالبلهاء، وحينما سألت زوجى لماذا يخونني، قال بنبرة متبجحة: "أنا خاين يا ستي.. عاوزة تعيشي استحملي"، فتركت له

البيت وذهبت إلى منزل أسرتي، ولكن سرعان ما عدتُ إليه بعد تعهداته أمام الجميع بالكفِّ عن العبث بكرامتي، تحملت من أجل تربية الطفلين، فمن سيتحملهما وأنا بلا مورد، لكنه نكص عهوده معي".

تفرج الزوجة الثلاثينية عن الدموع المتحجرة في مقلتيها وهي تختتم روايتها قائلة: "حينها أصريت على الطلاق لكنه رفض، وتركني 3 سنوات بلا مال ولا مأوى، فأقمت دعوى نفقة لي ولصغاري، ولبطء إجراءات التقاضي عدت ثانية للعمل بالمصانع والخدمة فى بيوت العباد، واضطر ابني الذي لم يكمل عامه العاشر بعد أن يبحث هو الآخر عن عمل يساعدني به فى تسديد إيجار البيت الذي استأجرناه هربًا من سوء معاملة أهلي، والآن زوجي يحاول أن يعيدني مقابل أن أتنازل عن دعوى النفقة، ولا أعرف ماذا أفعل هل أعود إليه وأقبل بشروطه؟، لكنه لن يتوب عن خيانتي، وماذا عن الطفلين، أعلم أن مصلحتهما مع أبيهما، وحبال المحاكم طويلة، وأعي أنني خاسرة في كل الحالات، ولو عدتُ إليه سأعود وأنا صاغرة ذليلة، ولكن على الأقل لن يمر عيد دون أن اشتري لهم ملابس جديدة، وأنا أنتظر المال كي أطعمهم".