رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مروة تطالب بالنفقة : "زوجي مليونير وسايبني أمد إيدي للناس"

البخيل و الزوجة التعيسة
البخيل و الزوجة التعيسة - تعبيرية

على مقعد من المقاعد الخلفية المنتشرة على جانبي قاعة الجلسات بمحكمة الأسرة بمدينة نصر، جلست "مروة"، الزوجة العشرينية، بالقرب من والدتها العجوز، تضم طفلتها التي لا تزال حمرة الميلاد طابعة بآثارها على ملامحها البريئة إلى صدرها، وتسعى لإخضاع صرخاتها التي كسرت الصمت المحكم على جنبات القاعة.

بكلمات ممزوجة بالألم سردت الزوجة الشابة حكايتها: "تزوجت هربًا من الفقر الذي اعتصر جسدي أنا وأمي وإخوتي، كنت واهمة نفسي بأنني عندما أتزوج برجل ماله وفير ولديه بيت آدمي ليس كبيتنا الآيل للسقوط، سأرتاح وأزيح همي عن صدر أمي التي طفح بها الكيل وذاقت المرار كي تربيني أنا وأشقائي بعد أن غادر والدي الحياة تربية صالحة، وسأطمئن قلبها القلق على مستقبلي، إذا ما رحلت عن عالمنا هي الأخرى، ومن أجل ذلك تغاضيت عن جهل العريس، وصممت آذاني عن كلمات الناس لي وتحذيراتهم من سوء سلوكه وطباعه، وأقنعت نفسي بأن ماله الذي يجنيه من شركة المعمار التي يمتلكها سيعينني على تحمله وتقويمه، وأسلمت عقلي إلى وعوده الواهية بترك حياة اللهو والعبث، لكن يبدو أن حساباتي كانت جميعها خاطئة".

تتثاقل الكلمات على لسان الزوجة العشرينية وهي تسرد تفاصيل حياتها القصيرة التي لم تدم إلا لسنوات لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة: "فما إن أغلق علينا باب بيت واحد حتى أدركت مدى الجُرم الذي ارتكبته في حق نفسي، وأن المال لا يصلح النفوس الطالحة، وبدأت أصطدم بقلب زوجي القاسي ولسانه السليط، ويده الطائشة التي كانت تطالني لكماتها بسبب وبدون سبب، وصرت أرى بوضوح ملامح وجهه الراضخ لأوامر والدته وشقيقاته اللاتي يتعاملن معي وكأنني عدوة لهن رغم حسن معاملتي لهن ومحاولاتي العديدة للتقرب منهن، ويستبحن متعلقاتي وكأنها ملكية عامة، وينتهكن خصوصياتي، ويتطاولن عليَّ بالقول، ويملأن عقل زوجي وقلبه بكراهيتي، ولا يهدأن إلا بعد أن يرين آثار يديه مطبوعة على

جسدي".

تمسح الزوجة بأناملها على وجه رضيعتها الغائصة في سبات عميق وهي تواصل روايتها: "عشت أسوأ أيام حياتي داخل ذلك البيت، وذقت طعم الجوع والخوف والمرض وعرفت معنى الذل والإهانة، وبت أهرب إلى منزل أهلي بحثًا عن لقيمات تسعد جوعي أنا وطفلتي وتبقينا على قيد الحياة، لكن بعد فترة كنت أعود إلى زوجي وأنا صاغرة، خشية أن أحمِّل أمي ما لا طاقة لها به، وخوفًا من شبح الطلاق، وأيضًا من أجل ابنتي، التي ظننت أنها عندما تأتي إلى هذا العالم ستغير حياتي وتعيد والدها إلى رشده، وتدفعه للكف عما يفعله بي، وإنهاء مسلسل تجويعه لي، لكن هذا لم يحدث وللمرة الثانية أخطات في ظني، فظلت معاملته السيئة لي كما هي، وكذلك أمه وشقيقاته، وازدادت سوءًا بعد سوء".

تلتصق الزوجة بجدار يقاوم السقوط كجسدها النحيل تضم رضيعتها إلى حضنها وهي تحتتم روايتها: "تركني وابنتي بدون منفق، ورفض الإنفاق علينا رغم أنه ميسور الحال، حيث إنه يعمل صاحب شركة معمار، ودخله الشهري لا يقل عن مليون جنيه، فلجأت إلى محكمة الأسرة وطلبت بإلزامه بالإنفاق على طفلته، لا أعرف أي نوع من الرجال هذا الذي يترك ابنته بلا نفقة وهو لا يزال على قيد الحياة؟!".