رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الخوف ما قتل ..انتحار طالبة وإصابة شقيقتها بتسمم بسب خوف الأب

بوابة الوفد الإلكترونية

عندما يتحول خوف الأب على بناته إلى وحش قاتل كيف تكون النتيجة؟ سؤال كبير ردده كل من عرف قضية الفتاتين اللتين أقدمتا على الانتحار ببلقاس بالدقهلية، وهل من الممكن أن يتحول الخوف إلى قسوة وقيود وأغلال مكبلة حتى لو كان أساسه رحمة وحب بلا حدود.

الأب طيب القلب وحسن السيرة بين أسرته وأهله ومجتمعه، بناته أغلى ما يملك فى حياته، حرص على تربيتهم التربية الطيبة، فجأة كبرت ابنتاه التوأم «منى»، و«مى» أمام عينيه ودخلا فى مرحلة المراهقة.. بدأت الابنتان تخرجان للدروس الخصوصية وفى كل مرة تخرجان فيها يضع الأب يده على قلبه خوفا من المجتمع والتغيرات التى صاحبته.. من الطبيعى أن يخاف على ملذتى كبده، من الطبيعى أن يقلق على احتكاكهما بالمجتمع الخارجى لكن للخوف حدود وللقلق مبرراته، لكن حسابات الأب كانت مختلفة تماما فالمهم فى نهاية المطاف أن يطمئن على ابنتيه ويمنع عنهما أى خيط يقود إلى المخاطر، بدأ الأب يهتم بتفاصيل ابنتيه أكثر من اللازم.. مظهرهما الخارجى، علاقتهما بزملائهما، تتبع وقت خروجهما وعودتهما من وإلى المنزل، وبالطبع لم تكن هذه الملاحقات والاستفسارات تروق لابنتيه اللتين شعرتا بالقلب من تصرفات الأب، فهما على أعتاب مرحلة عمرية غاية فى الخطورة، وساهم فى حالة القلق التى انتابت ابنتيه دخول شقيقهما من أم أخرى فى المعادلة وانضمامه للأب فى فرض القيود عليهما، وفجأة يصدر فرمان من الأب بمنع ابنتيه من استخدام الهواتف المحمولة وقام بمصادرتها، ثم أصدر فرماناً آخر بمنعهما من الخروج، وعلى الفور دخلت الفتاتان فى حالة نفسية سيئة، وأمام إصرار الأب على رأيه اتخذت الفتاتان قرارا بالتخلص من حياتهما بتناول سم الفئران، فجأة أصوات استغاثة تصدر من المنزل ويفاجئ الأب بدخول ابنتيه فى حالة إغماء ويتوجه بهما إلى مستشفى بلقاس المركزى ويتم على الفور تحويلهما إلى مستشفى المنصورة الدولى للعلاج، وأكد الأب تناولهما طماطم ملوثة بسم فئران بالخطأ وبعد القيام بالإجراءات الطبية اللازمة بمركز السموم بالمنصورة، عاد الأب بابنتيه للمنزل

على مسئوليته الشخصية مما تسبب فى تدهور حالتهما، وتم إعادتهما للمستشفى مرة أخرى، توفيت «منى» طالبة الثانوية ونقلت شقيقتها «مى» إلى العناية المركزة فى محاولة لإنقاذها.

الأب قال فى محضر الشرطة، إنه كان يحب ابنتيه جداً ولا يتخيل حياته بدونهما، موضحا أنه فى الفترة الأخيرة منعهما من الخروج وسحب منهما الهواتف المحمولة خوفاً عليهما من معاكسة الشباب، وهما فى سن المراهقة وكان يخاف عليهما أن تقفا فى شباك الشباب، بحسب قوله- إلا أن ذلك ليس معناه أن تنتحرا.

وانتدبت النيابة العامة الطب الشرعى لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وقررت تسليم جثتها لذويها عقب انتهاء التشريح، واستبعد الطب الشرعى وجود شبهة جنائية فى الواقعة مؤكداً أن سبب الوفاة تناول مادة سامة.

ماتت منى ولا تزال «مى» تصارع فى العناية المركزة، الحادث الذى هز عزبة هجرس ومدينة بلقاس لايزال حديث الناس، ترى هل هى القسوة وعدم الاحتواء وراء دافع الفتاتين للانتحار؟ وهل القسوة مهما بلغت مداها تكون مبررا للتخلص من الحياة فى ثوان معدودة؟ يقينا الأب كان يحمل حبا دفينا فى قلبه لابنتيه، ويقيناً يتمتع بسمعة طيبة لكن الخوف الزائد بالفعل قد يتحول إلى قاتل، ومن المؤكد أن هذا الحادث قد يعطى درساً لكثير من الآباء أن يعيدوا حساباتهم فى طريقة تعاملهم مع أبنائهم فهو عبرة لمن يعتبر.