رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بنت البواب ..طفلة تصاب بالشلل بسب زوجة المهندس

بوابة الوفد الإلكترونية

«مش ذنب بنتى إنها طلعت لقت أبوها بواب»، هكذا كانت أولى الكلمات التى نطقتها والدة التلميذة «روان» ضحية التنمر، بمدرسة عمر مكرم الابتدائية، بمنطقة السيوف، التابعة إلى إدارة المنتزه التعليمية فى الإسكندرية، بعدما تعدت عليها والدة زميلتها «شهد» بالضرب وأهانتها ببعض الكلمات، مثل «إنتى بنت بواب اعرفى حجمك كويس إزاى تضربى بنت مهندس البترول»، كلمات كالصاعقة استقبلتها التلميذة.

وبسبب هذا التنمر، انتقلت «روان» إلى المستشفى الأميرى الجامعى، ثم وحدة الأمراض النفسية والعصبية، داخل جدران مستشفى الطلبة، بمنطقة سبورتنج، التابعة للتأمين الصحى، لتلقى العلاج اللازم بعد تدهور حالتها الصحية والنفسية.

وبعد عدة ساعات من الواقعة، اختفت الابتسامة من الوجه البشوش للطفلة «روان»، البالغة من العمر 11 عامًا، بعدما ورد فى التشخيص الطبى إصابتها بـ«العصب السابع»، ويجب عرضها على إخصائى مخ وأعصاب لاستكمال التقرير، وعلى أثرها توقف نصف حركة وجهها الأيمن، فيما ظلت عينها مفتوحة وتلك هى أعراض المرض. . كيف لطفلة فى هذه السن الصغيرة أن تصاب بمرض نفسى. . «العصب السابع».

بكت والدة الطفلة روان قائلة: هو البواب وصمة عار علينا يعنى أيهما افضل أنه يعمل بواب بشرف ونعيش على قد حالنا ؟ ام انه يعمل تاجر مخدرات أو نصب أو موظف مرتشى ويكون ذا منصب عالٍ ويقيم فى برج شامخ ويهين ويسب المواطنين!!

أنا واطفالى بنفتخر بزوجى العامل البسيط البواب على أحد العقارات، الذى حضر بى انا واطفالى من كفر الشيخ لكى يبحث عن عمل يحصل منه على رزق حلال ينفق منه على اطفاله ويكمل دراستهم متوجهين إلى الإسكندرية للبحث عن مصدر رزق ثابت يلبى احتياجات الأسرة، موضحة: انتهى المطاف بعمارة «الياسمين»، بأحد شوارع منطقة السيوف شماعة، حيث عمل زوجى وشهرته «المصرى» حارسًا للعقار المذكور، وعقب استقرار حالنا رزقنا بـ«جنى» و«يوسف».

و«زوجى» اعتاد الاستيقاظ مبكرًا لمتابعة متطلبات سكان العقار، بالإضافة إلى حراسته، مشيرة إلى أنها تقوم بتوديع أبنائها الثلاثة «روان» بالصف الرابع الابتدائى، و«جنى» بالصف الثانى الابتدائى، و«يوسف» إلى الحضانة، قبل أن تعود للانشغال بترتيب غرفتهم وتجهيز وجبة الطعام لتناولها فور عودتهم من المدرسة.

واستمر بنا الحال فى الاسكندرية منذ 5 سنوات الجميع يشهد لنا بالنزاهة والاحترام والحب، ولم نأخذ مليماً حراماً من أحد ونحافظ على عملنا مصدر رزقنا، ونتحمل الصعاب من اجل اطفالنا، ولكن لم نفرط فى كرامتنا التى هى كنز لنا، وأطفالى لم يكذبوا يوماً من الايام على احد بل كانوا يفتخرون ان والدهم البواب صمم على رحلة الكفاح وان يتعلم اطفاله، ورغم صعوبة الحياة الا انه رفض خروج اى احد منهم من التعليم، مرت علينا ليال كثيرة ننام بدون عشاء وناكل وجبة واحدة من اجل توفير متطلبات اطفالنا وحتى لا يشعروا ابدا انهم اقل من احد،

ودخلت طفلتى «روان» المدرسة وهى كلها امل وحب ان تكون سنة دراسية سعيدة، فهى طالبة متفوقة فى دراستها ودائما على امل ان تحقق حلم والدها وان تكون محامية من اجل ان تساعد فى تحقيق العدالة، كانت دائما تقول لوالدها سوف اكمل دراستى واعمل دكتورة وأطالب بتحقيق العدل والمساواة بين الناس.

وفى نهاية الاسبوع الثانى من الدراسة بدأت تشعر باضطهاد من زميلة لها كانت تتسبب لها فى مضايقات، وكانت عندما تعود من المدرسة تروى لى ما يحدث أقول لها معلش هى زميلتك، ذهبت للمدرسة وحكيت للمشرفة الاجتماعية واخبرتنى انها سوف تتصرف، ولكن يوم الحادث فوجئت عقب ذهابها للمدرسة باتصال نجلة عمتها مرددًا: «ألحقوا روان منهارة وعينيها مش بتتحرك « والدة زميلتها شهد اتخانقت معاها وضربتها»، توجهت على الفور إلى المدرسة للاطمئنان على ابنتى.

والإخصائية الاجتماعية قالت لى: «إحنا هنجيب حق روان دى بنتنا كلنا»، مؤكدة أنه عقب ذلك موقفها تغير واتهمت ابنتى بالكذب، مطالبة بمحاسبة ومعاقبة ولية أمر التلميذة «شهد» وتقديمها للمحاكمة لأنها تعدت على روان بالضرب وتسببت فى مرضها، وقالت: «هو ذنب بنتى أنها طلعت لقت أبوها بواب، دى تبقى ست معقدة لو تفكر فى كدة»، موضحة بأن «أم شهد» لو كانت ضربتنى أنا مكنتش هزعل».

وبعد مرور يوم على الواقعة تدهورت حالة روان وتغيرت ملامح وجهها فذهبت بها إلى عيادة التأمين الصحى، وأخبرنا الأطباء بضرورة الذهاب لمستشفى الأميرى الجامعى لعمل رسم عصب لشكه فى إصابتها بالعصب السابع، مشيرة إلى أنه تم حجزها بالمستشفى ليتم تحويلها لمستشفى الطلبة لحاجتها إلى بلازما ومتابعة دقيقة لحالتها الصحية.

وفى النهاية هل هذا يجوز أن يتحول مجتمعنا الى هذا الحد من التنمر وتصاب الطفلة بشلل لمجرد أنها ابنة البواب، وان غريمتها والدها مهندس انتهت حكاية روان ولكن لم تنته قضية التنمر المصاب بها المجتمع.