عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عبير لمحكمة الأسرة: "طلقني غيابي لمرضي بالسمنة"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بجسد بدين سيطر عليه مرض السمنة، وخطى ثقيلة، وهيئة مرتبكة، تتنقل "عبير. ع" بين ساحات وأروقة محكمة الأسرة بمدينة نصر، بحثًا عن إجابة مجانية لسؤالها عن الإجراءات والأوراق المطلوبة للحصول على ولاية طفليها التعليمية بعد أن طلقها زوجها غيابيًا، بسبب أنها مريضة بالسمنة، وبعد ساعات من البحث تسقط الزوجة الثلاثينية بجسدها السمين على كرسي معدني رابض بجوار باب زجاجي مكتوب عليه "مكتب المساعدات القانونية" كي تلتقط أنفاسها وتريح جسدها.

تسرد الزوجة الثلاثينية حكايتها قائلة :"لم أكن أتصور يومًا أن يتركني زوجي بعد  عشرة 8 سنوات قضيناها سويًّا تحت سقف واحد، وأن يتناسى ما فعلته من أجل الحفاظ على استقرار هذا البيت في غيابه الذي كان يمتد لشهور، وأن يسقط من ذاكرته أيام طوال قضيتها دونه، ومع ذلك لم أقل له يومًا أنني سئمت من تجسيد دور الأب والأم معًا، ومن كثرة الأحمال التي تقع على عاتقي، ولم يخرج من فمي سب للظروف".

تتابع الزوجة الثلاثينية حديثها قائلة": "أما هو فلم يتحمل مرضي بالسمنة وصورتي غير المهندمة بالنسبة له، وتحول إلى رجل قاسٍ القلب، وصار يبحث عن أي سبب ليتشاجر معي، ويتركني في الفراش، ويمطرنى بوابل من الانتقادات، ويتهكم على شكلي ومظهر جسدي حتى ساءت حالتي النفسية وفقدت ثقتي بنفسي كأنثى وانتابتني حالة من اليأس والإحباط، وكرهت حياتي بسبب انتقاداته لي بين الحين والآخر، وفي آخر مرة لنا معًا نشب بيننا خلاف لنفس الأسباب، ثم فوجئت به يرسل لي ورقة طلاقي، لماذا لم يصبر عليَّ حتى أتخلص من آثار الزمن والمسئولية التي أنستني نفسي، ألا

أستحق بعد كل هذه السنوات أن يمنحني فرصة أخرى كي أعود للصورة التي يرضاها، وأعالج نفسي، لكن يبدو أن رصيدي في قلبه لا يشفع لي".

بصوت خافت تكمل الزوجة حديثها كأنها تتحدث إلى نفسها وتحاسبها قائلة: "ربما أكون قد ساهمت في هدم حياتي دون قصد عندما أهملت في هيئتي ولم أعد أبالى بمظهري وتركت جسدي للسمنة كي تحتله، ولم أعد أمطره بكلمات الهيام والغرام، وأتزين له في الأيام القليلة التي يحل فيها كضيف على البيت، ولم أراع أنه رجل يعشق السهر والانطلاق والتجديد، ويريد من زوجتها أن تكون عشيقة له قبل أن تكون أمًّا لأولاده، وتلبي دعوته متى يدعوها للقاء".

تواصل الزوجة محاسبة نفسها بصوت خافت: "لكن ماذا كان ينبغي عليَّ أن أفعل؟ فقد كنت كالثور المربوط في ساقية، ويومي ضائع بين عملي وتنظيف البيت وتحضير الطعام للصغيرين، وتلبية متطلباتهما التي لا تنتهي، والساعات التي أسرقها لأريح فيها جسدي كي أستطيع أن أواصل وأسبح في دوامة المسئولية التي أحملها بمفردي، ولا أملك رفاهية التزين والحفاظ على رشاقتي".