عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

٣٠ ألف جنيه تعويض لزوجة اتهمها زوجها بالخيانة للهروب من النفقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"زوجى اتهمنى بالخيانة علشان يتهرب من النفقة، لم أتخيل أن يأتي اليوم الذي أقف فيه لأدافع عن نفسي وشرفي".. بهذه الكلمات المتحفظة الممزوجة بغصة الظلم والحسرة بدأت "خلود. خ" امرأة في العقد الثالث من عمرها في سرد تفاصيل حكايتها لـ"الوفد"، التي هي أشبه بفيلم سينمائي، من داخل غرفة إحدى قاعات الجلسات بمحكمة أسرة عابدين".

وبوجه تعتريه ابتسامة تخفي وراءها حزن دفين وصوت وهن تتلون نبراته بالقهر والمرار تقول الزوجة: "لا أتصور كيف لعاقل أن يهدم بيته ويشرِّد طفله ليتهرب من دفع النفقة التي فرضتها عليه المحكمة؟، هل يمكن لأحد أن يُصدِّق أن هذا ما دفع  زوجي لاتهامي أمام العالمين -أنا رفيقة دربه -بتدنيس شرفه والتفريط في عرضه؟، والغريب أنه مصر على موقفه، ومؤمن بصحة اعتقاده بأنني خنته مع سفاح، قبل انعقاد زواجنا، وأنكر نسب صغيره، وألحق به أبشع الأوصاف "وِلد زنا"، لكن الدنيء الذي لا شرف له يفعل أكثر من ذلك".

تشيح الزوجة الثلاثينية بوجهها ناحية باب القاعة الخشبي حتى لا يلمح محدثها الدموع المترقرقة في عينيها البائستين، وهي تواصل حديثها: "تزوجت "محمد" بعد أن تحديت الجميع لأحظى به، وكأنني كنت أفتِّش عن تعاستي، وأسطر بيدي شهادة شقائي، لا أنكر تمامًا أنني تعلقت به ووقعت في شباك حبه منذ أن رأيته لأول وهلة في الحي الذي أقطنه، كان يسكن في أول الحي ذاته، وكنت أتعمَّد الخروج كل حين والآخر بحجة شراء متطلبات للبيت لكي أراه، وتبادلنا النظرات، ومن ثم تعددت لقاءات الحب بيننا وتبادلنا الأحاديث، واتفقنا على الزواج، وخلال أشهر معدودة تمت الزيجة، ومنذ أن أغلق علينا باب واحد، والخلافات لم تفارق بيتنا، كنت أظن أنني لن أشعر بالإهانة والخوف وأنا معه، فكيف لي ذلك وأنا أحيا مع من اختاره قلبى؟!، لكني كنت مخطئة فقد اصطدمت بوجه غير الذي عرفته، بات يهينني بسبب وبدون سبب، وأنا أكثر مايؤلمني أن يهين أحد كرامتي".

ينتفض جسد الزوجة الثلاثينية وتسرى ارتعاشة فى أوصالها تجبرها على الصمت للحظات، ثم تتابع: "كان يوميًا ينهال عليَّ زوجي بالضرب، حتى وأنا غارقة في سباتي، وكان يسبنِّي ويلعنني بأقذر الألفاظ، ولأنني لا أملك رفاهية الاختيار ما بين البقاء معه أو تركه خاصة بعد أن رزقني الله بطفل منه فضَّلت الصمت وصبرت لعل حاله يتغير لكنه تمادى في طغيانه، وما كان مني إلا أن قبلتُ بهذا الوضع المهين من أجل مستقبل طفلي"زين" الذي يخطو خطواته الأولى في عامه الأول، موقنة تمامًا أنه من حقِّه أن يعيش في أحضان أبيه وأمه، وكنت أخشى من تشتته في حالة انفصالي عن أبيه، رغم أنني لا أعلم ما الجُرم الذي ارتكتبه بحقِّه كي أبيت كل ليلة ودمعي على خدِّي، وكنت أخشى من نظرة الناس إذا حظيت بلقب مطلقة، لكن وقع ما كنت أهرب منه دومًا، وطلقتُ غيابيًا، ومن وقتها لم يرسل مليمًا واحدًا للطفل، وكان أهلي هم من يتكفلون بي وبه".

تكمل الزوجة الثلاثينية روايتها بصوت يرتجف: "مكثت بصغيري لأكثر من ثلاث سنوات، وشعرت بأنني عبء على أهلي، ولم أتحمل نظراتهم اللائمة على زواجي منه، وتأنيبهم لي ليلًا ونهارًا، فطالبته بدفع نفقة لكنه رفض، فلجأت إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية بعابدين لحل النزاع وديًّا، لكن الأمر باء بالفشل، فرفعت ضده دعوى نفقة، وبالفعل ألزمته المحكمة بدفع 500 جنيهًا

نفقة للصغير، و500 جنيهًا أجر مسكن حضانة له، و500 جنيهًا  نفقة زوجية، ووقع على ذلك بمحضر الجلسة، وصدر الحكم في تلك الدعوى بناء على ذلك، بالإضافة إلى صدور أحكام أخرى عليه بفرض أجر حضانة للصغير، ونفقة متعة لي، ولينتقم مني زوجي على فعلتي تلك، رفع دعوى بإنكار نسب الطفل وبطلان عقد الزواج، بعد أن نعتني بالخائنة قائلًا : "زوجتي كانت على علاقة مع سفَّاح واستغفلتني"، كان رد فعله هذا فاجعة بالنسبة لي، لم يكن في مخيلتي يومًا أن يكون هدفه منصبًّا على النيل من سمعتي بين أهلي وجيراني، وتهديد مستقبل ابني الذي لا حول له ولا قوة، فنار الانتقام الذي عمى قلبه وجعل الغشاوة على بصره أحرقتنا جميعًا وأوَّلنا هو".

"تيجي تصيده يصيدك".. بهذه الكلمات تابعت خلود الكشف عن باقي تفاصيل قصتها المثيرة قائلة: "بعد أكثر من ثلاث سنوات لم ينكر نسبه للطفل طوال تلك المدة جاء الأحمق لينكر نسبه له بغرض الانتقام والتخلص من التزاماته المادية لنا، واتهمني بالزنا، طعنني في عرضي وشرفي، ولكنه وقع في شر أعماله، على غِرار المثل القائل "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها"، فالمحكمة حكمت برفض دعواه، معتمدة في ذلك على إقراره في دعوى النفقة بنسب الصغير إليه، وذلك بحضوره واتفاقه معي على نفقة للطفل وأجر مسكن له، وهو ما يعد إقرارًا منه بنسب الطفل بكافة الأدلة الشرعية والقانونية، وأدركت أن اتهامه لي افتراءٌ عليَّ، ونوع من المكايدة لي ومحاولة النيل من سمعتي بإلحاق الزنا بي، وألزمته المحكمة بأن يؤدي لي مبلغ 30 ألف جنيه تعويضًا عن الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بي".

وبوجه متحجر الملامح تختتم الزوجة الثلاثينية روايتها: "لا يوجد تعويض في الدنيا يُضاهي كسرة النفس التي شعرت بها، لا تعويض يكسوني بعد أن تعرَّيت أم أهلي وجيراني، لا تعويض يكفل لابني أن يعيش مرفوع الرأس بعد أن أنكر أبيه أنه من مائه، كل ما أتمناه أن يحفظ الله لي ابني، ويمنحني القدرة على تربيته، وأنعم أنا وابني بحياة كريمة، ولو كان الأمر بيدي لمحيت اسم أبيه من شهادة ميلادته، لأنه لا يصلح كزوج ولا أب، بل لا يصلح أن يكون رجلًا من الأساس".