رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

23 يوم زواج

بوابة الوفد الإلكترونية

23 يومًا بالتمام والكامل مرت على زواجهما بعد سلسلة من المشاكل والعقبات، إلا أن إصرار الفتاة على إتمام الزواج من خطيبها جعلهما ينجحان فى دخول القفص الذهبى.. كل المقدمات التى شاهدها المقربون منهما كانت تشير إلى أنهما سيعيشان حياة هادئة ومستقرة يظلها المودة ويرفرف عليها الحب، ولم يكن فى الحسبان أبدًا أن تتحول الحياة الزوجية بينهما فى لحظات إلى سكين ودماء ومستشفيات.

فهل يعقل بعد تمسك الفتاة بالزواج من هذا الرجل رغم الخلافات والمشاكل أن يصل الأمر إلى قيامها بطعنه بسكين يفقد على أثرها كليته؟

فجأة يسمع الأب طرقات شديدة على باب منزله ويسأل فى لهفة.. من الطارق؟ فيجيبه ابنه بأنه هو، فيفتح الباب مسرعًا ليجد الدماء الغزيرة تنزف من جسده، لا يوجد وقت للأب حتى يسأل ابنه عن سبب هذه الدماء الغزيرة ويتوجه به إلى المستشفى سريعًا، ساعات قضاها الأب خارج غرفة العمليات وابنه بداخلها والأطباء يبذلون جهودًا خارقة فى محاولة لإنقاذه، وعلامات الاستفهام لاتزال تدور فى ذهن الأب عن الذى تعرض له ابنه ولم يجد إجابة، يخرج الأطباء من غرفة العمليات ليقرروا ضرورة استئصال الكلية اليسرى لوجود تهتك كبير بها، ولم يكن أمام الأب من سبيل سوى الموافقة على الرأى الطبى وتم استئصال الكلية، واستخرجت مستشفى المنصورة الدولى ترخيصًا لدفن الكلى.

لحظات قليلة وبدأت الحقائق تتكشف أمام المباحث بعد تلقى اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من مدير مباحث المديرية اللواء سيد سلطان، بوصول «محمد»، من قرية السماحية الكبرى، إلى مستشفى بلقاس المركزى مصابًا بطعنة فى الكلى اليسرى، وجرح قطعى فى يده وتم تحويله إلى مستشفى المنصورة الدولى لاستكمال العلاج.

التحريات أشارت إلى أن الزوج اكتشف أن زوجته، تتحدث مع شباب على مواقع التواصل الاجتماعى وفاتحها فى هذا الأمر وحذرها من تكراره، ثم نشبت بينهما مشاجرة وتوجه الزوج لشراء بعض احتياجات المنزل، وعند عودته كانت الزوجة فى انتظاره وفى يدها سكين كبير من المطبخ، وفجأة قامت بطعنه من

الخلف، الموقف أصاب الزوج بالذهول وحاول إبعاد السكين عن يد زوجته، إلا أنها جذبتها بقوة فتسببت فى إصابته بيده ثم ضربته بها على صدره ودفعته خارج الشقة بقوة، فتوجه مسرعًا لأبيه الذى يقيم فى الطابق الأرضى من العقار، وتبين أن الزوجة حاولت مسح آثار الدماء بالشقة، لكنها عجزت حينما وجدت الدماء غزيرة فتركت السكين والدماء وتوجهت إلى منزل أقاربها فى قرية الكردود، واختفت بعد ذلك. وبدأت النيابة العامة فى بلقاس التحقيقات المكثفة واستمعت إلى أقوال شهود الواقعة.

ولايزال الزوج يرقد فى غرفة العناية المركزة بين الحياة والموت، ولاتزال علامات الاستفهام تتوالى على رأس الأب الذى فجع على ابنه وهو يشاهد الدماء الغزيرة تنهار من جسده.. كيف تقدم الزوجة على هذه الجريمة بعد إصرارها على الزواج من ابنى رغم كل المشاكل التى سبقت زواجهما؟ وإذا كان ابنى قد فاتحها فى أمر ما.. فهل تلجأ إلى السكين لتحل الخلاف بينهما؟ وإذا كانت على حق فلماذا لا تعطى للزوج هذه المبررات حتى يقتنع بسلامة موقفها؟

الزوج يرقد فى المستشفى، والزوجة هاربة، والطعنة نافذة فقد على أثرها الزوج جزءًا غاليًا من جسده، وعائلة الزوجين فى حالة من الذهول الشديد، لكن هذه التساؤلات وهذه الحيرة لن تعيد ما فقده الزوج من جسده.. فما فقده لن تعوضه أموال الدنيا؟