رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جريمة في الذاكرة.. وردة والبئر

بوابة الوفد الإلكترونية

أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم.

الزمان - 1990م

المكان - مدينة جرجا

الجريمة - سرقة وشروع فى قتل

 

اللواء نور عبدالرزاق، مساعد مدير أمن سوهاج الأسبق، يروى لنا جريمة فى ذاكرته، وقعت أحداثها منذ ثلاثين عاماً وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأن المجنى عليها كانت طفلة صغيرة والجانية كانت فتاة قاصراً، والقصة تتوافق مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد» وتتطابق نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد».

يقول اللواء نور عبدالرزاق: فى عام 1990م عندما كنت أعمل مأموراً لقسم جرجا، تلقينا بلاغاً من بعض أهالى المدينة بأنهم فوجئوا بسماع أصوات استغاثة تصدر من البئر المجاورة للمقابر، أثناء تشييع جثمان أحد أبناء المدينة، فانتقلنا إلى مكان البلاغ وعثرنا على طفلة صغيرة فى قاع البئر تدعى وردة عبدالرحمن 8 سنوات تلميذة بالصف الثالث الابتدائى، وتبكى فى حالة هستيرية وتقول: «الحرامية أخدت منى الحلق»، وبالفعل تبين لنا أن أذنيها تنزفان دماً بغزارة.

هدأنا من روع الطفلة واصطحبناها إلى المستشفى لعلاجها، ثم قمنا بسماع أقوالها فأخبرتنا بأنها بعد انتهاء دراستها، انتظرت والدتها خارج المدرسة، ولكنها فوجئت بإحدى الفتيات تبلغ من العمر 15 عاما تصطحبها بحجة توصيلها إلى منزلها،

ثم توجهت بها إلى منطقة المقابر واستولت منها على قرطها الذهبى، ولما سمعت بوقع أقدام مشيعين قادمين لدفن أحد أقاربهم قامت بدفعها إلى قاع البئر ولاذت بالفرار.

بدأنا فى رحلة البحث عن الفتاة المجرمة التى استدرجت الطفلة البريئة، وكانت عملية البحث شاقة، لأن الطفلة لا تعرف الفتاة، كما أن أسرتها لم تتهم أحداً بارتكاب الواقعة، وكادت القضية أن تقيد ضد مجهول بعد أسبوعين من البحث المتواصل، ولكن عناية الله تعالى شاءت أن يتم القبض على الجانية لتنال عقابها على أيدى العدالة.

فقد وردت معلومات للشهيد المقدم مصطفى خليل رئيس مباحث قسم جرجا آنذاك - رحمه الله - بأن فتاة تدعى زيزى السيد 15 سنة تعمل فى مقهى صغير «غرزة»، تنطبق عليها الأوصاف التى أدلت بها الطفلة وردة، فقمنا بالقبض عليها، وبمواجهتها بالتحريات وبعد أن تعرفت الطفلة عليها اعترفت بجريمتها تفصيلياً وبررتها بالفقر، وقامت بتمثيلها أمام النيابة العامة فأمرت بحبسها على ذمة التحقيق وإيداعها دار رعاية الأحداث.