رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هروب من الحرام.. زوجة تنتقم من زوجها الديوث بالطلاق

بوابة الوفد الإلكترونية

بملامح باهتة، وخطوات متثاقلة، تتحرك سيدة داخل محكمة الأسرة، دون مقدمات تنطلق إلى أحد المقاعد لتستقر عليها، تارة تتأمل ملامح الجالسين، وما بهم من ندم، كأنه عاصفة من حزن ضربت المكان، ثم تعيد النظر فى مصيبتها تارة أخرى، من ينظر لها يقول إنها تجاوزت سن الستين، فما رأته ليس باليسير، وجلست تحدث نفسها بكلمات «أى زوجٍ الذى لا يغار على عِرضة، ويأمر زوجته أن تبيع شرفها»، لكن لا، فشرفى ليس رهنًا لأوامره.

وارتفعت الأصوات داخل القاعات، فاليوم تعجّ محكمة الأسرة بمصر الجديدة بالقضايا، والجميع يجلسون على المقاعد، واضعين أيديهم على وجوههم، الحسرة والحزن يخفى ملامحهم، الكل شاردًا فى مصيبته، يحدث نفسه، بما رأى من شريك حياته، وصوت جهورى يقطع على الناس شرودهم، إنه صوت الحاجب ينادى على قضيتها.

وقفت سامية أمام القاضى، تستجمع شتات أفكارها لا تعلم من أين تبدأ، فمصيبتها طامة، بدأت كلامها سيدى القاضى «لا أرتضى مال الدنيا مقابل شرفى، فشرفى ليس للبيع» واسترسلت لتروى قصتها، ولتعلل سبب مجيئها للمحكمة وتقدمها بدعوى طلاق.

تقدم لخطبتى عامل، وقبلت الزواج منه، دون حب للأنثى، فأنا أعلم أنه لا بد أن يكون لها رجل تحتمى به، يصونها ويحفظ عِرضها، ويمنع عنها أعين الناس حتى لا تكون مطمعاً للذئاب، ولكنى كنت مخطئة فى حساب هذه المعادلة، فلم يكن فى مخيلتى أبداً أن هناك رجلاً يبيع عرضه مقابل بعض الجنيهات.

وتابعت الزوجة، عشنا حياة سعيدة، يملؤها الصدق من جهتى والاخلاص من جهته، وأراد الله أن يتم فرحتنا بطفلة تملأ علينا البيت، سعدت كثيراً بهذه الحياة الهادئة البسيطة، لكنه الهدوء، الذى يسبق العاصفة، فزوجى تبدل حاله وتحول لرجل آخر، لا بل ظهر على وجهه الحقيقى، لقد خدعنى وأوهمنى بأنه شخص صاحب خلق، ومبادئ وعم الصمت المكان، فالزوجة توقفت لتلفظ أنفاسها المتسارعة، وتجفف ما سال من دموع، لتكمل ما حديثها، اكتشفت أنه يتعاطى المخدرات، أصابتنى الصدمة عندما علمت بإدمانه، وجلست أتحدث معه حتى يقلع عن المخدرات، من أجل صحته، وسمعة ابنتى.

لم أكن أعلم، أن إدمانه، هو مجرد بداية مأساوية معه، فتحولت حياتى لجحيم، وأصبح يأخذ المبالغ التى أوفرها من عملى، وينفقها على تعاطى المواد المخدرة وارتكاب المحرمات، فكل همه الشاغل أن يأخذ الجرعة التى يتعاطاها، لم أستطع منعه عن أفعاله، وقررت أن أربى ابنتى التى كبرت وبلغت سن 16 عاماً،

حتى لا تتأثر بتصرفات والدها.

لكنه وصل به الأمر أن حاول أن يجبر طفلتنا أن تخدم فى المنازل، لكى تجلب له المال ليشترى المخدرات، وجعلها تستقبل زواره الخارجين عن القانون بمنزلنا، دون خوف على طفلته أو علىّ، فأصحابه كانت نظراتهم تنهش فى جسدى أثناء استقباله لهم بمنزلى، تكلمت معه وطلبت من الأهل نصحه لكن دون جدوى، دون أن يبدى أى غيرة أو خوف على عِرضه.

أيقنت أن زوجى لا يمت للرجال بالصلة عندما حاول أن يجبرنى على الذهاب إلى أحد منازل بعض الزبائن لديه وممارسة أعمال مخلة، ليعرض على دون حياء بأن أسمح لهم بانتهاك شرفى مقابل مئات الجنيهات، فأى رجل، نعم تذكرت لقد كنت مخطئة عندما قلت يجب أن أتزوج لأحتمى بظل زوجى، فها هو يطلب منى ممارسة أعمال منافية للآداب، واعتبرنى سلعة لكسب الأموال، فهو لا يمانع أن يحصل على الأموال من هذا الطريق القذر.

أعلنت رفضى لطلباته الشاذة، فجسدى ليس للبيع، فواجهته دفاعى عن عفتى وشرفى، وقابل ذلك السب والضرب، وأذاقنى من العذاب ألواناً، طلبت منه الطلاق حتى أنجو بنفسى وابنتى من بطشه، لكنه واجه كلامى بالسخرية، مؤكداً أن ما أطلبه صعب المنال وأننى سوف أفعل ما يطلبه منى رغماً عنى.

وأنهت الزوجة حديثها، تحملت معه الكثير، ولكن أيقنت استحالة الاستمرار فى هذا الزواج، وتركت المنزل وأخذت ابنتى، ولكنه لم يتركنى واستمر فى ملاحقتى، ليهددنى بتشويهى بسكب ميه نار على وجهى، لم استطع حماية نفسى وطفلتى من بطشه، فتوجهت لمحكمة الأسرة، لرفع دعوى طلاق ربما أحصل على الحياة الكريمة.