رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جريمة في الذاكرة.."الحانوتى القاتل"

بوابة الوفد الإلكترونية

أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم.

اللواء عاطف أبوالعباس نائب مدير أمن سوهاج الأسبق يروى لنا جريمة فى ذاكرته وقعت أحداثها من حوالى ثلاث سنوات والنصف، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راح ضحيتها طفل صغير على يد حانوتى القرية، دون ذنب اقترفته يداه البريئتان سوى أن الحانوتى قام بخطفه ومساومة أهله لدفع فدية، وعندما حاول الطفل الهروب قام بخنقه خوفًا من افتضاح أمره، وشاءت إرادة الله أن يتم كشف خيوط الجريمة والقبض على الجانى، ولأن الجزاء من جنس العمل فقد قام الحانوتى القاتل بشنق نفسه بعد القبض عليه خوفًا من بطش أسرة الطفل القتيل، وقد توافقت هذه الواقعة مع القول المأثور بأن الجريمة لا تفيد، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل (إن ربك لبالمرصاد).                

 

(الحانوتى القاتل)

يقول اللواء عاطف أبوالعباس: فى شهر يوليو من عام 2015 عندما كنت أعمل نائبًا لمدير أمن سوهاج لقطاع الشمال، تلقينا بلاغًا من أحمد محمود 55 سنة مقاول من قرية الطوالب التابعة لمركز طهطا باختفاء نجله مصطفى 9 سنوات عقب ذهابه لأحد محلات القرية لشراء الحلوى، وأنه تلقى مكالمة من شخص مجهول يطلب منه دفع مبلغ ربع مليون جنيه مقابل إطلاق سراح نجله، وإلا سوف يعود له جثة هامدة كما طلب منه عدم إبلاغ الشرطة حرصًا على حياة نجله المختطف.

تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء أسعد الذكير مدير مباحث سوهاج- آنذاك- وطلبنا من المقاول مجاراة الخاطف وقمنا بمراقبة التليفون وتوصلنا إلى الخاطف وتبين أنه حمادة السيد 44 سنة حانوتى القرية، فقمنا بالقبض عليه واصطحابه إلى مركز شرطة طهطا وكانت المفاجأة الأولى لنا اعترافه بأنه قام باستدراج الطفل واصطحابه إلى منطقة المقابر بحجة إعطائه كلبًا صغيرًا لتربيته فى منزله، ثم قام بالاتصال بوالد الطفل وطلب منه الفدية مقابل إطلاق سراح نجله، ولكن الطفل حاول الهروب وبدأ فى الصراخ، فقام الحانوتى بخنقه ودفنه فى إحدى المقابر، وأرشدنا عن مكان الجثة، وتم عرضه على النيابة العامة، فأمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق وصرحت بدفن جثة الطفل القتيل بعد تشريحها لبيان سبب الوفاة.

اصطحبنا الحانوتى القاتل لتنفيذ قرار النيابة العامة بحبسه احتياطيًا فى غرفة الحجز بمركز شرطة طهطا، وفى المساء كانت المفاجأة الثانية عندما ورد لنا إخطار من مركز الشرطة بانتحار القاتل بقطعة قماش فى شباك الغرفة المحتجز فيها، خوفًا من بطش أسرة القتيل، وكأنه انطبقت عليه المقولة المأثورة بأن الجزاء من جنس العمل.