رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نهى والعجوز..الخلع هو طريق الخلاص الوحيد

بوابة الوفد الإلكترونية

تشير عقارب الساعة إلى التاسعة صباحًا، تتخطى الباب الحديدي المفضي إلى الطابق الأول لمحكمة الأسرة بزنانيري، بثوبها الأسود المطرز وحجابها الحريري الذي يفضح ما أصاب رأسها من شيب رغم عمرها الذي لا يزال في العشرينات، وبعين يملؤها الحزن أخذت تتفحص أرجاء المكان بحثًا عن ركن تغرق فيه بهمومها بعيدًا عن الزحام، وبعد عناء تجد «نهى» ضالتها في كرسي معدني قابع وحيد فى طرقة طويلة أرضيتها خشنة، وفي نهايتها أبواب قاعات الجلسات، تهرع السيدة صوبه وعلامات الارتياح ترتسم على ملامح وجهها، تسقط بجسدها النحيل عليه، ثم تلتقط من حقيبتها الرثة حافظة مستندات باهتة اللون تحوى أوراق دعوى الخلع التي أقامتها ضد زوجها «الشهواني» بعد زواج أثمر عن إنجاب ثلاثة أطفال.

استهلت الزوجة العشرينية رواية تفاصيل مأساتها المؤلمة بقولها: «قالولي مش مهم سِنُّه..هيعيشك مرتاحة». وبصوت يرتجف من البكاء تضيف: «تزوجت في سن مبكرة، وزوجي كان يكبرني بـ25 عامًا، تزوجته رغمًا عني، بعد أن أجبرني أشقائي على الزواج منه، نظرًا لكونه غنيًا، ولديه ممتلكات، مستندين على فِعلتهم بالمثل القائل «الراجل ميعيبوش إلا جيبه»، أخذوا هذا المثل شماعة يُعلقون عليها حجتهم، يبررون بها سبب موافقتهم على إتمام تلك الزيجة، وإجابة لكل سؤال أوجِّهه لهم، وردًا على كل نظرة حزن يلمحونها في عيني».

بعين زائغة، ونبرة تتلون بالحزن والأسى تتابع «نهى»: «كان زوجي يعيش في الحي الذي أقطنه، وتقدَّم لخطبتي، ووافق أشقائي، طمعًا في أمواله، وكنت أنا الفريسة التي قدَّمها أشقاؤها ليلتهمها الصائد، وعندما عرض أشقائي عليَّ الموضوع بالتأكيد رفضت، فاتهموني بالحمق، «الفرصة مبتجيش إلا مرة واحدة» هكذا قال شقيقي الأكبر، ومن ثم أجمع على رأيه البقيَّة، وباءت محاولاتي التي أعلنتُ فيها رفضي الزواج منه بالفشل، وتمت الزيجة خلال أشهر معدودة، ومرت الشهور الأولى من الزواج بسلام، وكان كل شيء على ما يرام، لم أكن أعلم أن هذا السلام هو السكون الذي يسبق العاصفة».

تتمتم الزوجة بكلمات غير مفهومة، لتأخذ نفسًا عميقًا ظنًّا منها أنه يتَّسع حِملها وهمها وتواصل: «افتعل زوجي معي المشاكل ونشبت بيننا خلافات عدة، ووصل به الأمر أن تعدى عليَّ بالضرب، حينها قررت الانفصال، وذهبت بطبيعة الحال إلى إخوتي، لأحتمي بهم، وأستظل بظلهم، ويمكِّنونني من الطلاق منه، لكني فوجئت بهم يقفون في صفِّه، شعرت بالخزي، والأصعب أن الطعنة أتتني للمرة الثانية من أقرب الأقربين، وفوجئت برد فعل أخي الصغير «الست ملهاش إلا بيت جوزها»، ولكن ماذا أنتظر من إخوة باعوا شقيقتهم

مقابل المال، بعد أن حصلوا على مهري، ولم يكتفوا بذلك، بل باعوا منزل والدي، وقسَّموا الأموال فيما بينهم، ورفضوا إعطائي إرثي من مال والدي».

تلوح على ثغر الزوجة العشرينية ابتسامة حزينة وهى تقول: «عُدت إلى بيت، لم أدرِ أن هناك صدمة وطعنة أخرى في انتظاري، فوجئت بمصدر صوت من غرفة نومي، وعندما ذهبت لاستكشاف الأمر وقع عليَّ كالصاعقة عندما شاهدت زوجي في أحضان إحدى الساقطات على فراش الزوجية، فانهرت من هول المنظر، وبِتُّ أصرخ لكنه كان يمنعني، خشية من الفضيحة بعدما تجمَّع الجيران، وكالعادة عدت إلى أشقائي، فنصحوني بالعودة خاصة أنني كنت في الشهور الأولى من الحمل».

تظل الزوجة العشرينية محافظة على ابتسامتها الحزينة حابسة دموعها بين جفونها التي ذبحها البكاء وهى تختتم روايتها قائلة: «استسلمت بالأمر الواقع، وأيقنت أن هذا قدري ولا مفرَّ منه، وأن حياتي فُرضت عليَّ بهذا الوضع المهين، فعدت إليه ذليلة منكسرة، ورضيت بالأمر الواقع، وتعودت على أفعال زوجي «الشهواني»، الذي شعر بلذة الانتصار بعد أن باعني إخوتي له، واستمر في أفعاله وجلب الساقطات، مللت من حياتي الروتينية، وزوجي الخائن، ولم أجد أمامي حلَّا سوى اللجوء إلى محكمة الأسرة، وحررت ضده دعوى خلع، كي أتخلص من نزوات زوجي الخائن».

وقررت عدم العودة لإخوتى مرة أخرى، بل استأجرت شقة صغيرة فى مكان بعيد لا يعرفه أحد حتى لا  يطاردنى أشقائى ويرغمونى على العودة إلى هذا الرجل الشاذ.. أقمت دعواى وهربت من الجميع إلا أن الحياة التى أعيشها الآن لسيت كالآتى كان يوفرها لى زوجى ولكن حياة هادئة خالية من الخيانة والغدر والمذلة وأنتظر الآن كلمة القاضى بفارغ الصبر.