عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جريمة في الذاكرة..الجار القاتل

بوابة الوفد الإلكترونية

أيام ترحل وماضٍ يبتعد.. وتظل الذكريات قصصًا صامتة.. وأحداثًا تنطوى.. وحوادث تمضى.. إلا أنها تترك فينا أثرًا لا يزول.. ففى حياتنا ذكريات لا تُنسى مهما مر عليها الزمان. تبحث «الوفد» فى ذكريات رجال القضاء والشرطة جرائم تركت بصمات بارزة فى سجل الماضى.. وفى كل أسبوع نسرد جريمة من ذكرياتهم

الزمان  - 2005

المكان- مركز العسيرات بسوهاج، الواقعة- قتل

الجار القاتل

العميد يوسف عبدالمقصود بمديرية أمن قنا، يحكى لنا جريمة وقعت أحداثها منذ 13 عامًا، وما زالت عالقة فى ذاكرته، لأنها راحت ضحيتها سيدة عجوز، دون ذنب اقترفته يداها الضعيفتان، سوى أن جارها طمع فى سرقة مصوغاتها الذهبية، فقام بقتلها، وشاءت إرادة الله تعالى أن تكشف خيوط تلك الجريمة البشعة، وينال المجرم عقابه على أيدى العدالة، ولقد توافقت هذه الواقعة مع المقولة الشهيرة بأن «الجريمة لا تفيد»، وتطابقت نهايتها مع قول الله عز وجل «إن ربك لبالمرصاد».

يقول العميد يوسف عبدالمقصود: فى شهر أكتوبر من عام 2005م، عندما كنت أعمل رئيسًا لوحدة مباحث العسيرات بسوهاج تلقينا بلاغًا من أهالى قرية المساعيد بعثورهم على جثة سيدة عبدالله 68 سنة ربة منزل قتيلة فى غرفتها، فانتقلنا إلى موقع الأحداث برفقة القيادات الأمنية بسوهاج واكتشفنا سرقة مصوغاتها الذهبية، وتبين لنا أيضًا سلامة الأبواب والشبابيك، مما يعنى أن الجانى يعرف كيف يدخل المنزل بدون اقتحامه، كما أضافت التحريات أنها تعيش بمفردها بعد وفاة زوجها من بضعة شهور، وأفاد مفتش الصحة أنها ماتت باسفكسيا الخنق، ما جعل النيابة العامة تأمر بتشريحها لبيان سبب الوفاة، وتكلفنا بالتحرى عن الواقعة وسرعة ضبط الجانى.

بدأ فريق البحث الجنائى الذى تم تشكيله برئاسة مدير مباحث سوهاج فى العمل

ليل نهار لكشف خيوط الجريمة، وكانت المهمة شاقة لعدم اتهام أهلها لأى شخص بارتكاب الجريمة، فقمنا باستدعاء المسجلين خطر فى قرى المركز والمعروف عنهم ارتكاب مثل هذه الجرائم، ولكننا لم نتوصل إلى شيء، واستمر العمل لأسبوعين متتاليين، وكادت القضية أن تقيد ضد مجهول، لولا عناية الله التى شاءت أن تكشف غموض تلك الجريمة البشعة وينال المجرم عقابه على أيدى العدالة.

فقد أبلغنا أحد مصادرنا السرية بأن شابًا من القرية يدعى محمد على 28 سنة عامل من جيران السيدة القتيلة، كان يريد بيع بعض المصوغات الذهبية فى مكان بعيد عن المركز بعد الواقعة بأسبوعين، فقمنا باستئذان النيابة العامة والقبض عليه، وبتضييق الخناق عليه ومواجهته بالتحريات وشهادة الشهود، انهار واعترف بأنه من وراء الجريمة لمروره بضائقة مالية، حيث قام بدخول منزل السيدة العجوز عن طريق سطح منزله وقام بخنقها والاستيلاء على مصوغاتها الذهبية.

وبعرضه على النيابة العامة اعترف بجريمته تفصيليًا وقام بتمثيلها على مسرح الأحداث، فأمرت بحبسه على ذمة التحقيق وأحالته محبوسًا إلى محكمة جنايات سوهاج، فعاقبته بإجماع الآراء وموافقة فضيلة مفتى الجمهورية بالإعدام شنقًا.