رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية منى مع ابن الذوات

بوابة الوفد الإلكترونية

يسيطر الضجيج على جنبات المكان فيزيد الجو ارتباكًا، والمتنازعون يتراصون على الكراسى الطولية المنتشرة يمينًا ويسارًا كالبنيان فى انتظار حسم قضاياهم، وسط هذا المشهد أخذت «منى» التى تخطو أولى خطواتها فى عامها الثالث بعد الثلاثين، تتنقل بعباءتها السوداء التى تخفى أسفلها جسدًا نحيلًا بين ساحات وأروقة محكمة الأسرة بزنانيرى، قابضة بيدها المرتعشة على أوراق دعوى الطلاق التى أقامتها ضد زوجها للضرر، بدت الزوجة الثلاثينية كالغارقة التى تبحث عن مخرج لأزمتها وإنهاء زيجتها التى دامت 7 سنوات، لتستقر فى النهاية أمام باب زجاجى مكتوب عليه «مكتب المساعدة القانونية».

تقول الزوجة فى بداية روايتها: «كان زواجى منه قائمًا على حسابات العقل لا القلب، فهو شاب من عائلة ميسورة الحال، عريقة الأصل والنسب، وقيل لى إنه طيب الخلق، وكانت تلك المواصفات كفيلة أن ترجِّح كفَّته وتجعلنى أوافق على الزواج منه، وأقبل أن أكمل ما تبقى من حياتى معه، وأعيش معه فى السراء والضراء».

تتلاشى الابتسامة الحزينة من فوق ثغر الزوجة وهى تقول: «تطاول عليَّ بعد زواجنا تارة يهيننى ويسبنى، وتارة أخرى يصفعنى باللكمات وتارة يتباهى بنسبه وأصوله العريقة حتى اسودت الدنيا فى عينى، فكيف لى أن أكمل حياتى مع زوج يقتل زوجته فى كرامتها ويتلذذ بإهانتها، أهذا عدل؟، أأتركه وأحمل لقب مطلقة فى مجتمع سوداوى لا يرحم من تحمل تلك الصفة ويعتبرها سيئة السمعة، أم أكمل معه وأبيت كل ليلة باكية مهانة؟!، وحدثت نفسى بأننى فى كلتا الحالتين ميِّتة، ومرت الأيام وأنجبت منه طفلين، وبات كل هدفى فى الحياة أن أربيهما تربية حسنة، وصرت أصبر نفسى على حالة زوجى التى كانت تزداد سوءًا كل يوم من أجلهما، ولكن حين تعمَّد سبِّى وإهانتى أمام أهلى، بل

ورفض الإنفاق على أولاده، وحين أطالبه لم يسمع كلماتى وكأن فى أذنيه وقرًا وعلى بصره غشاوة، حينها أيقنت أننى يجب أن أنجو بنفسى والطفلين، وأفعل المستحيل كى أتخلص منه.

طلبت منه أن نفترق بالمعروف كما بدأنا حياتنا من أجل الطفلين، ولكنه أبى ورفض بشدة وكأنه لا يريد التنازل عن إهانتى وتعذيبى.. كيف يتنازل عن ذلك وهو يعتبرنى خادمة، فهو ابن الحسب والنسب، وأنا ابنة الناس البسطاء.. فأنا بالنسبة له خادمة لا أكثر.. حاولت مرارًا وتكرارًا، وكانت كل محاولاتى تنتهى بإهانة وتعدٍ أمام أولادى وأسرتى، وفى لحظة اتخذت قرارى وحزمت حقابتى وأولادى وتركت المنزل دون عودة.. وعندما اكتشف ذلك أصابه الجنون، حاول إعادتى بالتهديد مرة والوعيد مرات بأنه وأنه وأنه.. ولكن أبيت أن أعود وأكرر المأساة.. وطالبته مرة ثانية وثالثة بالطلاق وأيضًا رفض.. ولم أجد أمامى سوى القدوم إلى محكمة الأسرة، فهى ملاذى الأخير، طالبة الطلاق للفرر ونفقة للصغيرين.. وحصلت على كل ما يلزم لإقامة الدعوى من أوراق، وكل أمنيتى أن أحصل على حريتى وحرية أولادى حتى أتمكن من الحياة فى استقرار وأمان من أجل حياة طفلى النفسية والتعليمية.