عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تزوَّج عليها لإنجابها إناثًا..غادة لمحكمة الأسرة: "رماني وبناته عشان ولي العهد"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"البنت مثل الولد" عبارة تندرج تحت عنوان "السهل الممتنع"، كلمات محدودة تحوي أعرافًا لا تُعدُّ ولا تُحصى، عبارة لا يزال معظم الرجال فى المجتمعات الشرقية غير مؤمنين بها، وذلك بالرغم من تغير الأزمنة وتبدُّل الأحوال، ولا يزال الكثير منهم يعتبر أن البنت وصمة عار لابد من محوها، سواء بالتخلص منها أو بإعلان التبرؤ منها، وأن الصبي سند وعُكَّاز، ويلقون دائما اللوم على الزوجة ويرجعون السبب فى إنجاب الإناث للزوجة، وكأنها هى المتحكِّمة فى نوع الجنين على غير الحقيقة، بل منهم من يعاقبها على ذلك إما بالزواج عليها أو بإجبارها على تكرار تجربة الحمل لحين إنجاب "ولي العهد"، الذي يحمل اسمه ويرسِّخ سيرته أو بإرغامها على الإجهاض.

 

نسرد حكاية "غادة" الزوجة المعذَّبة بسبب "إنجابها إناثًا".

 

 حيث يعمل الحاجب الثلاثيني ذو الشعر الأسود المجعد على إعادة الهدوء إلى جنبات القاعة المكتظة بالمتقاضين، وبصوت حاد يطلق أول تحذيراته للجالسين: "هدوء يا سادة الجلسة شغَّالة"، وسط هذه الجلبة، جلست "غادة" صاحبة ال 32 ربيعًا على أحد المقاعد الخشبية الخلفية في سكون يشبه سكون الموتى، تسترجع هجر زوجها لها ولبناتها الثلاث وزواجه من أخرى بسبب رغبته فى إنجاب الولد، أو ولي العهد -على حد تعبيرها على لسانه- وتنتظر بدء جلسة دعوى النفقة التي أقامتها ضد زوجها أمام محكمة الأسرة بزنانيري.

 

تقول الزوجة في بداية حديثها : "تعرضت لأقصى درجات التعذيب النفسي والبدني أنا وبناتي الثلاث على يد زوجي، لأني لم أنجب ولدًا، رغم أن الأمر بيد الله وحده ، فهو الذي يهب الإناث لمن يشاء، ويهب الذكور لمن يشاء، لكن البشر خلت الرحمة من قلوبهم، ولا تزال الأعراف البالية تحكم بأن الولد سند لأبيه، والبنت وصمة عارله، ولا بد

للأب من أن يتخلص من وصمته، وللأسف حظِّي العثِر أوقعني في رجل من هذه النوعية، مصاب بداء الهوس بإنجاب الذكور إلى حد الجنون،لدرجة أنه احتسب فلذات أكباده في عداد الأموات لمجرد أنهن بنات".

 

ترتكن الزوجة الثلاثينية برأسها المثقلة بالهموم على جدار متهالك وهي تكمل حديثها: "لا تزال ملامح وجهه العابس عندما أخبره الطبيب بنوع المولود عالقة بذهني، وكلماته الساخطة تتردد بأذني: "خلِّي أهلك يدفعوا هما مصاريف المستشفى"، وهيئته وهو يجرِّدني من مصوغاتي ويطردنى في منتصف الليل، ممسكة بيد ابنتي التي تقام النعاس خشية ثورتي عليها، وحاملة الأخرى الرضيعة على كتفي، وتركه لي عامين فى بيت أهلي دون سؤال أو مال بعد إنجاب ابنتي الثالثة".

 

تنهمر الدموع من عيون الزوجة الثلاثينية وهي تتذكر هجر زوجها لها وزواجه من أخرى لإنجاب "ولي العهد": "كنت دائمًا أتعجَّب من موقفه، غيره يحلم بظفر طفل، ومع ذلك قبلت أن يتزوج من أخرى، لعلَّه يبتعد عني، ويتركني أربِّي بناتي، وفعلا تزوج من أخرى في نصف عمره تقريبًا، وهجرني وبناتي تمامًا، وامتنع عن الإنفاق علينا، مما اضطرني إلى اللجوء إلى محكمة الأسرة بحثًا عن حقوق بناتي الثلاث".