رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أب أقصى طموحه أن يتلمَّس ابنه بيده

بوابة الوفد الإلكترونية

أب لم تحرمه خلافاته الزوجية واختياره السيئ فقط من راحة البال وحلم تأسيس بيت مستقر فحسب، بل حرمته أيضًا من ممارسة أبوَّته بشكل طبيعي، وجعلت أقصى أمانيه أن يتلمس بيديه وجه طفله بدلًا من الصور الباهتة.

 

بجسد منهك، وعين زائغة، ينتقل "عادل"، الزوج الثلاثيني بين أروقة ومكاتب محكمة الأسرة بزنانيرى، قابضًا بيده على ورقة بيضاء مدون أعلاها دعوى رؤية، أقامها ضد زوجته -حسب وصفه لها- بعدما حرمته من ابنه الوحيد، ورفعت ضده قضية نفقة صغير، وبعد عناء يستقر الزوج الثلاثينى أمام باب ملصق على زجاجة باب المساعدة القانونية لعله يجد حلًّا "مجانيًا" لمعاناته.

 

بنبرة منكسرة يبدأ الزوج الثلاثيني في سرد حكايته: "تزوجتها منذ 5 أعوام بطريقة تقليدية، حيث رشَّحها لي أحد معارفنا، وعدَّد لي محاسنها ومزاياها، فقال لي إنها فتاة طيبة الخلق والخلقة في العشرينات من عمرها، من أسرة بسيطة ولا تريد من الحياة سوى الستر والاستقرار، فقبلت الارتباط بها بعد ضغط من أهلي الذين سئموا من كثرة مشاريع زواجي التي كانت تنتهي في كل مرة قبل إتمام مراسم الزفاف بأيام قليلة، فقد سبق وأن تقدمت لخطبة أربع فتيات وفشلت، ووهمت أنها ستكون الزوجة المناسبة التي ستصون عشرتي وتحفظ كرامتي، وتكبدت معظم تكاليف تأثيث البيت بمفردي، وبالفعل تمت الزيجة خلال أربعة أشهر فقط، وانتقلنا للعيش في شقة ببيت أهلى، وما إن أغلق علينا باب واحد حتى انفرط عقد حقيقة زوجتي، وسقط القناع عن شخصيتها العصبية والانطوائية".

 

يواصل الزوج الثلاثينى حديثه عن تفاصيل زيجته البائسة:"كانت زوجتي تغضب وتثور لأتفه الأسباب، وفي لحظات ثورتها كانت لا تستحي أن تمد يدها عليَّ، لدرجة أنني بدأت أشك بأنها تعاني من حالة نفسية، وعندما كنت أشكوها لوالدها يقول لي بنبرة متبجحة:"ده أسلوبها وهي حرة"، ليس ذلك فحسب بل كانت ترتدي ملابس الرجال، وتتشاجر في حيِّنا الفقير كالبلطجية، وتشهر السكاكين في وجه

من يعاديها، كثيرًا ما كنت أشعر أنني متزوج من رجل مثلي، فلم تكن كباقي النساء تهتم بمظهرها وتتزين لزوجها، أو تمطره بكلمات الحب، بل كانت تمر عليها أيام لم تلفظ فيها بكلمة واحدة، وإذا حدثتها تظل صامتة، وأظل أنا أتحدث إلى نفسي".

 

وبنبرة تملؤها الهيبة ويسكنها الخذلان يقول: "ورغم ذلك تحملت أفعالها، من أجل الصغير الذي لا ذنب له سوى أنني أسأت اختيار أمه، وبسببها كدت أخسر وظيفتى وأغلقت ورشتى، وساءت علاقتى بعائلتي بسبب لسانها السليط، لكن بعد تعديها على والدتي حين اشتد النزاع بينهما جعلني أيقن تمامًا استحالة العشرة معها، ولم يعد يستقيم أن تظل في عصمتي، وألقيت عليها يمين الطلاق".

 

ينهى الزوج الثلاثيني حديثه بصوت أهلكه الحزن:"ولم يمر أكثر من شهرين على انفصالنا حتى تزوجت بأخرى كي تعوضني عما عانيته مع تلك السيدة طوال هذه السنوات، ولتعاقبني طليقتي على زواجي، خاصة أننى بذلك أفشلت كل مخططاتها ومساعيها كي تعيدني لحضنها مرة أخرى، طالبت بنفقة للصغير، رغم أنني لم أقصِّر معه، وأُرسل له 1000 جنيه شهريًا، علاوة على مصروفات علاجه وملابسه، ثم حرمتني من رؤيته، فطرقت أبواب محكمة الأسرة وأقمت دعوى رؤية، كي تقر عيناي برؤية ابني بدلًا من الصور الباهتة وأتلمسه بيدي".