عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زوجة ثلاثينية: مش هينفع أكمل معاه نفسي يكون معاية ولد

زوجة حزينة
زوجة حزينة

 على مقربة من مكتب خشبى يتحايل على بهتان لونه بطلاء أبيض لم يجف بعد، يجلس خلفه موظف خمسينى محاط بتلال من أوراق وحوافظ مستندات تقاوم الفناء، وقفت "مرسا" الزوجة الثلاثينية ذات الجسد النحيل والوجه المشرب بصفرة التعب والإجهاد تعلق ناظريها بالحاجب العجوز وتتبع حركاته ونداءاته، خشية أن تفوتها جلسة نظر دعوى الخلع التى أقامتها ضد زوجها بسبب ضعفه الجنسى، كانت الزوجة الشابة ترتدى ملابس سوداء تشبه ملابس الحداد، وتطوق رأسها بحجاب أظهر ماعلق بقسمات وجهها من جمود وتتحايل على البريق الذى هجر عينيها من شدة الحزن والبكاء بخطوط سوداء عريضة.

 

تقول الزوجة فى بداية حديثها:" كان زواجى منه زواجًا تقليديًا تحكمه حسابات العقل والمنطق ولا مكان للعاطفه فيه، وطبقا لتلك الحسابات وكلمات أهلى كان زوجى عريسا مناسبا ومثاليا، فلديه مال وفير وشقة مأثثة بأثاث تحلم به أى فتاة، ومشهود له بحسن الخلق والصلاح وليس لديه تجارب أوعلاقات نسائية تذكر، كم كنت أشعر وقتها أننى فتاة محظوظة وأن الحياة ابتسمت لى، وبالفعل تم الزفاف خلال أشهر معدودة".

 

يرتجف بدن الزوجة البائسة وتشيح بوجهها صوب النافذة الصغيرة هى تقول:"وفى الليلة التي تحلم بها أي فتاة، تلقيت أول صدمة، حيث اكتشفت أن زوجي غير قادر على أداء مهامه الزوجية، لا زلت أتذكر تفاصيل هذه الليلة جيدًا وكأنها حدثت بالأمس، يومها ترجاني زوجى أن أبقى إلى جواره وألا اتخلى عنه أبدا، وألا أفضح أمره، حتى لا تهتز الصورة التي لطالما حرص على إظهارها للجميع، وأمام توسلاته وحالة الانكسارالتي لمحتها في عينيه وتعهده باالاستمرار

فى العلاج، قبلت أن أعيش زوجة مع إيقاف التنفيذ، لمدة عامين كاملين، وارتديت قناع السعادة على وجهى حتى لا يشعر أحد بما أمر به".

 

تصمت الزوجة للحظات لتلتقط أنفاسها ثم تكمل روايتها:"تحول زوجي إلى شخص عصبى وحساس، وصار يتشاجر معى على أتفه الاسباب، لكنى أوهمت نفسى بأنها مسألة وقت ستنتهى بمجرد انتهائه من قائمة الأدوية الطويلة، وعشت معه على أمل واحد أن يشفى، ونحيا معا حياة طبيعية، لكننى كنت مخطئة في ظني، فلم تتحسن حالته، وبعدما يأست من انصلاح الحال طلبت الطلاق".

 

تنهى الزوجة حديثها سريعا فقد حان موعد جلستها:"لكن زوجى رفض، فتقدمت بطلب إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة أسرة البساتين لتطليقى منه طلقة بائنة للخلع مقابل تنازلى عن كافة حقوقى المادية والشرعية ورد مقدم الصداق المبرم فى عقد الزواج لأننى أخشى ألا أقيم حدود الله وأبغض الحياة مع ذلك الشخص الذى يُسير حياته بالأدوية، وبعد فشل مساعى الصلح تم إحالة الأمر إلى المحكمة لتفصل فيه، وها أنا انتظر الفصل فى مظلمتى".