عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفقر والسرقة... حكاية سارق "البيبسي" التي أودت بحياته

شاب فقير صورة أرشيفية
شاب فقير صورة أرشيفية

لم يكن يعلم أن عطشه وتمنيه شرب المياه الغازية سيفقده حياته على يد أولئك الوحوش الثلاثة الذين أنهالوا عليه ضربًا؛ لمساعدة صديقهم صاحب "الكشك" في تأديب ذلك الشاب المسكين اللذي أجبره الفقر وحرارة الجو على سرقة عبوة "كانز" من ثلاجة "الكشك" ليروي بها عطش يومه، فليس لديه من المال مايجعله يشتري كل ماتشتهيه النفس.


كان "سيد" شاب ثلاثيني يعمل "ماسح سيارات" نشأ في أسرة فقيرة جدًا، حرم من أن يتعلم مثل باقي الشباب، وخرج للعمل في سن الـ 10 سنوات؛ ليساعد في تكاليف أسرته ويعول أمه وأشقائه، فتجرع من المرار آلوان وذاق حرارة الشمس وبرد الشتاء والنوم على أرصفة الشوارع في سبيل العمل وتوفير لقمة العيش لأسرته.


لم يستقر"سيد" على عمل واحد طيلة فترة عمله، فمر على أصحاب عمل كثيرين منهم الرحيم والقاسي وانتهى به الحال إلى عمل ماسح السيارات، فكان طيلة اليوم في الشوارع يمسح السيارات أثناء توقف إشارات المرور والسيارات المركونة بجانب الرصيف.


واصل الليل نهار وحرم نفسه من شراء وجبة غداء شهية، ويكتفي بشراء ساندوتش"فول"؛ ليوفرلأهل بيته مايحتاجونه حتي لايشعرهم بنقص

أي شئ, وفي يوم بعد أن أرسل لوالدته مارزقه الله به من قوت يومه،  أشتهت نفسه لشرب عبوة"كان" ولكن لايوجد معه المال الكافي لشراءها من صاحب "الكشك" فاستغل انشغاله بالبيع والشراء مع الزبائن، وقام بفتح الثلاجة وأخذ منها عبوة"الكان"

وتفاجئ سيد بصاحب المحل الذي جمع أصدقائة وأنقضوا عليه بالأيدي والأقدام والعصا الخشبية، اجتمعت فيهم كل معاني القسوة والجحود، فلم يتوانوا للحظة عن تركه حتي لفظ أنفاسه الأخيرة بين أيدهم وصعدت روحه إلي خالقها، بدلاً من أن يدفع أحدهم ثمنها لصاحبها وأن يرأف بحال ذلك الشاب المسكين، وأن يفكر ولو للحظة واحدة لماذا فعل ذلك؟ واضطر إلي السرقة؟ فسيجد الإجابة حتمًا أن الفقر هو الوحيد الذي أحوجه للقيام بذلك.